آآجســـــــــــــــاد ... نحيــــــــااا ...
بشعوور ] متــــوفييي !!
؛
؛
؛
بالغرفه آللي كانتـ مغلقه عليهـــا ومحرومه فيهاا من كــــافة آلاتصال آلخارجيي
كانت قاعده بالظلمهـ وآطرافها ترتجفـ .. والوحشه والخوف غلفهـــا من كل مكــــــاااااان ...
تحس بسواد يغشى نواظرهـــــــــــــااا وقلبهــــــاا ..تحس آلكون كله خالي وبــاهت ومظلم بظلام هاليلهـ .....
داخلهــــااااا حطام آنثى صعب ينجبر خسرت كــــــــــل شيئ وماظل عندهاا آي آمل بشيئئئ ...
فراغ مملوء سواد ...وآيام كلهــــــــا غموض ماتدري آلى وين تبي توديهــاااا ...
بعمرهــا ماحست بالصحوه آلا بهـــا آلآيام .. عمرها ماتخيلت آن نهــــــــــــايتهااااااا فضيحه وسيره ملوثه على كل لسانـ ...
آلكــــــــــــــل تخلى عنهــا حتى آللي قتلهـا!....
طارت فيهــا آلذكريات بآيـــــام كانت كابوس حلت بليله من ليالي آلواقع ...
مبسووطهـ بحفلتة عيد ميلادهااا آللي جمعت فيهااالبنات من كل صنف وكل نوع .. بآحد آلآستراحــــات ..
شادن ومعهــا صديقتها الجوهره آللي كــانتـ تظن آنهـاا آلبنت آلقريبه لهــــا ..
شادن بتعب قعدت على آحد آلكنبات آلموجودهـ بالصالهـ ... وقاعده تناظر لصديقتهاا الجوهره بملل
شادن : ييووهـ كـــان يوم متعب وآخيرا آلبنــــات ذلفواا عن وجهيي من جد بنات عمرهم ماشافوا خير ..
الجوهرهـ : وليش قلتي عنهم ماشافوا خير .؟!
شادنـ وتتكلم بقرف يوووهـ يختي ما شفتي كيفـ تجمعوا على البوفيه والآكل مثل آلنمل
يختي جدااا حسيتهم ناس بيئه ..
.. ولاشفتيي كييفـ لبسهم آلمزري ولاااا تعاملهم .. يوووه بس لاتذكرينيي الله يخليكييي
لاني جد آحس نفسي متقرفه من هالحلفهـ ...
الجوهره: آهااا ..سكتت للحظه ثم رجعت قالت ...
آلجوهرهـ .. شادنـ ماقلتي لي آنتي اليوم بالفعل رحتي شفتي فهد عند باب الأستراحهـ ..؟
شادن ومازالت على مللها : .. آيواا ..آلمجنون آصر يشوفنيي وعشاني
آبيي أسايره آلين ماآوصل للي آبيهـ قابلتهـ شوي وبعدين صرفتهـ ... وآنقلع براا ...
الجوهرهـ ..آهاا .. طيب منتي خايفه من خويكـ ناصر يدري بأنك قابلتيهـ ..
ضحكتـ شادن بسخريهـ وقالت بغرور .. يخسي آخـاف منهـ ... مو شادن اللي تخاف منهـ آو غيرهـ ..
كانتـ هاذي آخر حروفهـــــــــــااا ..
لحظات وسمعت صوتـ ناصر من خلفهـــــــــــااا نازل من الدرج ..
ناصر: ماسمعـــــت من آللي يخسي .. عيدي ...
فورااااوقفت شادن من ذهوول الصدمهـ ... وحروفهـــاا كلهااا تلخبطت متلعثمهـ وعيونهاا كلها آسئله عن وجوده بها المكان ... ناآآصر ....
ناصر نزل حتى صار قريب منهـــــا وطرف آبتسامة خبث ... بانت على ثغرهـ .. آي ناصر ليش مو مصدقهـ ...
شخصت آبصار شادنـ وهي ماتدري وش اللي قاعد يصيير ...
ووش آللي خلاااا ناااصر يدري أنها بها المكـــان فورااا آلتفتت على آلجوهره بخووفـ
شافتـ الجوهرهـ لاتقل عن حالة ناصر بشيئ .. وآبتسامة السخريهـ تعلوو ملامحهــــاا....
عجزت تفهم ... معقووولهـ !!...
ناصر مد آيده لجيبهـ ... وطلع مبلغ مو قليل بأيدهـ .. ورمــــــاه على الآرض قريب من الجوهرهـ ..
ناصر : هذااا حقكـ ..... واللحين فاارقي ..
صرخت شاادن بجنونـ الجوهره وش اللي قاعد يصييير ... تكلمواااااا
شالت الجوهره نفسهـــــاا ونزلت للآرض تآخذ الفلوووسـ .. ورفعت راسهـــا لشادنـ ...
والأبتــســــامه آللي آمتلت غرور على محياهااا ... هه .. للحين مو فاهمه وش قاعد يصيير ..!
طيب هاذي هدية ميلادكـ آهديتهــــــا لكـ بها آلليلهـ .. ياللهـ سلام ... وطلعتـ تاركهـ وراهاا شادنـ
تصرخ ومـــــــــــالآذن تسمعهــــا سوى آلجدارن آللي حولهــااا...!
رجعت تبكي وتبكي على ذكرى آغتيــــال آنوثتهـــــااا آللي ضيعتهـــــــااا بطيشهــــاا
تبكيي ضيــاعهاا ... تهــاونهاا ..وتهورهــاا ...
كـــــــــــــــــل شيئ ضيعتهـ بيدينهــااا ... ومابقى لهااا آلاالذكرى !
أنفتح عليهــــا الباب فجأه يصحيهـــا من غيبوبة دموعهـــــــــــــــا ويفتح آلآنوار عليهـــااا...
أمهـــا آول ماشافت بنتهـــا قاعده بآحد الزوايا بغرفتهــــا على آلرخام خافت وهي تشوف قاعده وكأن هيئتها تشابه هيئة المجنونهـ ... ..
مشت بخطواتها متجهه لعند ظـــــل بنتهاا ...
راحت عندهــــا وقعدت قريب لها على آلآرض آللي كنهـا من برودتها جليديهـ! ...
ومازال هدوء المكان على ماهو عليه
امها : بعد صمت طوويل وتردد بالحرف .. ؟ شلونك حبيبتي .. !
فورا آلتفتت شادن بعيوون كلهااا حقد وخوف وكره وتكلمت بصوت كله صراخ ..
وقالت من دون مقدمات : أنتم وش تبوون مني خلونننييي بروحييي
ماأبيكم ولا ابي اشوف وجيهكم .. براااااااااااا اطلعيي براااااااا
أمهاا : طيب طيب راح اطلع ... انتي أهدي
شادن ومازالت على جنونها صرخت بأعلى صوتهاا ويدينها على شعرهااا برااااااا قلت لك برااا
ماأبيكي ولاأبيكم كلكم أتركوني بروحي مابي اشوف احد ..
أمهااا وبدت تخاف على حالة الجنون اللي صابت بنتها فجأه .. وأرتبكت ماتدري وش تسووي
بهدوء مدت ايدها تبي تمسح على شعرهاا حتى شادن تهدى ..
... شادن وشفيـ .. رفعت ايدهـا وقبل ماتلمس آيدها شعر شادن ..
وقفتـ شادنـ بجنون ونفضت أيد امها من عليهااا: أنتييي ماتفهيمن
قلت لك برااااااا ماأبيكي .. فارقي عن وجهييي اكرهكـ .. وآكرهكم ماأبيكم وعسالله ياآخذني وأفتك منكم ..
أمها بهدوء : سم الله عليكي ... لاتقولين كذا .. يايمـ .. ...
قاطعتها شادن : وهي مازالت على وقفتها وتناظر بأمهاا بعصبيه : أنا أبي أفهم وش تبون منييي
مو سجنتوني ..موضربتوني .. وش بعد باقي ....
أتركونيي خلاص ماعدت ابي منكم شيئ .. آنسوا ان عندكم بنت اسمهااا شادن ..
أقولكم أقتولونييي وريحوني منكم ..انا اللي ماعدت طايقتكم .. الله يآخذني وآرتاح منكم
أمها :لايايمه لاتقولين كذاا ... كلنا نحبكـ ..
وحتى ابوكي يحبكـ بس يمكن كان قاسي معك عشان اللي صار
الله لايعيدهـ ..بكرا يابنتيي آبوكي يرضى عليكي .. والناس تنسى ... وترجعين مثل قبل عادي
كتفت شادن ايدينهااا تسمع وبعد ماسمعت اللي قالته امهاا ضحكت بصوت عالي وكنها مجنونه
مين مين قلتي لي ينسى .. الناس ! ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
أو أوووو أبوييي هااه .. أممممم .. لالا أبوي راح ينسى لالا اكيد يبي ينسى ..
أقولك أساسا أبووي نسى اللي صار ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وصارت تصفق كفها بكفهاا الا خلاص يمه أبووي نسى صحيح .. وناسه !
كل الناسسس نسواااا ... حتى انا نسيت .. خلاااااص كل شيئ انتهى ...
كلنا راح ننسى .. يمه تخيليهااا كلناااا نسينااااا ... خلاص ماعاد به شيئ يسود وجه أبوي
أو أو أو ولاعاد به شيئ يضيق صدركـ ولاااا يخليكي تتفشلين عند صديقاتكـ المتكبراتـ ..
أو اووو اناااا خلاااااص برجع طبيعي بكراااا .. بكرااا بروح الجامعهـ ... مو يمه عادي
أروح الجامعهـ زيي زي أي بنت ... زي زمااان ... هنا عجزت تكمل كلامهاا أكثر...
وسكتت وماقدرت آلا عينها تكمل مابقى من كلامها بالدمع ! ..
أمهاااا خافت من اللي قاعد يصيرر ووقفتـ فورا حتى راحت لحد عند بنتهااا وضمتهاااا على طووول ...
أبداا ماأبدت شادن أي أعتراض وحست انهااا ولاأول مره محتاجه لحضن أمها يضمهـــــــااااا
وبكتت ... وبكت على كتفها آلين ماحست أنهـــــا محتاجه تغرق آلعالم بآسرهـ ببحر دموعهــــاااا
شادن وتتكلم وأنفاسهااا تشهق من الدمع ... آناااا ماغلطت والله يايمه ماغلطت هم اللي قتلوونييي
هم اللي ذبحونيييي .. انا اللي كنت الضحيه بيدين ناس وصخييين ... يمه .. يمه قولي لأبوي اني اني
مالي ذنب... مابيه يسامحنييي .. أبيه يفهمنييي بس
كانتـ أمهاا تسمع هالكلام بصمت ومي فاهمه شيئ ... قتلوني .. ذبحونييي ... ماغلطت .. وصخين !!!!!!
حست أن في كلام كثير باقيي ماأنسمع من صوت بنتهــــــااا وحست أنه هذا هو الوقت اللي تقدر تتكلم شادن فيهـ
بهدوء حاولت تهدي آنفاس بنتهاا حتى تحسسها بالآمـــان وتشجعهاا تتكلم ...
.... لحظــــات بقوا فيها على حالهم وأمها ضامتهااا تبيها تهدى .... بعد وقت قصير
وبعد ماحست امها بهدوئهااا
شالت شادن عنهاا ... ومسكت آيدها وقعدتهـــــاا على سريرهـــــا وقعدت قدامهـــااا
أمهـــااا : آقعدي ... وتكلمي لي شوي شوي عن كل اللي كنتي تقصدينهـ ..
من اللي قتلوكييي .. ومين الوصخين .. ووش اللي صاير ماني فاهمهـ ...
شادن وهي تحاول تمسح عيونهــــــا : بتردد قالت ممممافي شيئ ...
آمهاا بتعب : ياشادن تكلميي .. لاتقهريني زوود ...
سكتت شادن حتى نزّلت راسهــــا على آلآرض ... وكلها تردد
أمهــــــــااا بعد صمت قالت تشجعها ... آنا آسمعك ؟!...
دقايق خذتها تفكر وبعد وقت .. رفعت شادن عيونهـا لآمهـاا وقررت تتكلم ..
تكلمت شادن عن كل آللي صـــــار لهـا بذيكـ آلليلهـ آللي تعتبر آسوأ آيــــــــامها وكيفـ دبروا لها المكيدهـ
ونفذوهــــا بكل بجاحه وقل ضمير ونخوهـ ...
شهقت آمهـا من هول الصدمهـ ... يعني اللي صاير لكـ مو من فهـــــد ..
هزت شادن براسها تنفي فهد من الموضوع ...
أمهــــــــــــاااا : وناصر هذا الزفت وينهـ .. عطيني رقمهـ انا اتفاهم معهـ ..
آبتسمت شادن بسخريه : ماراح تلقينهـ .. ولااا راح تلقينهـ
امها : وليييه ماآلقاه ؟ وين يبي يروح .. والله لا آنجيبه وأخلي ابوكي يربيهـ وراح يتزوجكـ غصبن عليه
شادن : حاولت قبلكـ أدق عليه مره ومرتين وعشره وكل من يعرفه سألته عنهـ ... مالقيتهـ ...
أمهـــــــــــااا : انتي ماعليكييي عطيني رقمه وانا وأبوكيي نتفاهم مع الرقم ... هاتي
شادن : أبوييي لااا ... لايايمه الا ابوووي .. تكفيين لاتقولين له عن اللي قلت لكـ ..
أمها : وليييش .؟
شادن : مممممدري .. المهم أبوي مايتذكر من جديد اللي صاررر ... أبيه ينسىى
أمهـــــــا حطت ايدها على أيد بنتهاا تبي تطمنهـا ...
تطمني صدقيني هالخبر راح يفرح أبوكي ماراح يضايقهـ .. ناظرت شــــــادن لأمهـا بحيره كلهــــــا خوف ..
ماتدري آذاااا آلموضوع بيكون بها السهولهـ
اللي تتكلم بها آمهـا ولاتبي تتعقد آلآمور ...!!!!
وبقى تســــــــائلها ؟!
...
/
/
؛
؛
بالمطـــــــــــار بأيدهـ شنطتهـ وواقف بوسط آلحشود آللي كانت بالدقيقه واصله آلى مطــار الملكـ خالد بالرياض ...
وصل للرياض جاي من الشرقيه من بعد ماسمع عن خبر ملكة وليد المفاجأه حتى تركـ كل شيئ وراه وجاء
يفرح بآخوهـ آللي كــــان له حسبة آلآبوو والآخ ... وآكثر !.
خذى ياسر شنطتهـ وتوجهـ للبوابهـ على طوول بثوبهـ آلأسود وغترتهـ آلبيضـــــــــــاء .. آللي كانت تلائم الآجواء لشتويهـ لمدينة الرياض ..
وبما أنه ماحط عند احد خبر برجعتهـ لأن سبق وقال لهم أنه عجز يلقى اجازهـ حتى يسمح له بالرجعهـ
فمـــــاكان آحد موجود يستقبلهـ واللي حصل أنه بآخر الوقتـ
لقى وحجز على أول طيارهـ تجيبه للرياض ومرهـ وحده تكون مفاجأهـ ...
طلع عند البوابهـ وصار يدور بعيونهـ سايق تاكسي .. ومن بين آلاف سيارات التاكسي اللي كانت قدامهـ
راحت رجلينهـ لأقرب سيارهـ .. طق النافذهـ بشويش وفتح الباب حط شنطتهـ وراهـ بالمراتب الخلفيهـ ..
وقال وهو يكلم الهندي اللي جنبهـ ..
ياسر : لو سمحتـ سيدااء على حي ألـ ......
هز الهندي براسهـ بعد مافهم كلام ياسر ..وحرك المفتاح وكان يبي يمشي لولا عيون ياسر اللي لمحت
حــــــاجه وأستوقفت الهندي ..؟؟؟!
ياسرفورا تكلم : وقف وقف لاتتحركـ ... فتح باب السيارهـ وخذى شنطتهـ ...وطلع
ياسر مد يده للهندي بأعتذار :: ثانكيوا .. ومشى على طوول لصورة الرجال اللي شافهـ
ياسر ومازال مو متأكد ولاكن الشبه هو نفسهـ .... ياسر من وراهـ ..
الســــــــلام ..؟!
آبو خـــــــــــالد اللي كان يشتغل على سيارة تاكسي وواقفـ ببشته البنيي يناظر بالعالم
اللي كانت تدخل وتطلع أول ماسمع الصوت اللي وراه ألتفت وشــــــاف ياسر !...
أبووو خالد هلاااااااااا والله .. ياسر ؟!
ياسر : هلابكـ زود والله ..وسلم عليهـ وباس راسهـ شلونك ياعم عساك بخير ووش علومكـ
ابو خالد بفرحهـ : بخير ياعلك بخيير .. والله اني بخير ونعمه انت وينك يابووكـ ماتنشاف ..
ووش اللي جابكـ بالمطار ووش الشنطه اللي بيدك ... تبي تسافر ؟!
ياسر : لاوالله ياعم آلأ واصل من السفر ..
أبوخالد : كنت مسافر !.... اذا كذا الحمد لله على سلامتكـ أجل أقولكـ أمش معي خلني أوصلكـ
ومره وحده نسولف على مهلنـــــا بالسيارهـ ..
ياسر : على خير .. يالله مشينا
ركب ابو خالد وركب جنبهـ ياسر ... وخذتهم السوالف بالطريق ..
آبو خــــالد : آبد ونا عمكـ آنا خذيت على التــــاكسي من وقت ماتقاعدتـ ...
آلملل وقعدة البيت كلتني ونا عمكـ حتى قررت اقعد على هالسياره منهـــــا آقضي وقتي ومنهــــا آشوف العالم
وأحتكـ فيهم ..
ياسر : الله يعطيك الصحه والقوه ويقويكـ عليها ..
آبو خالد : آلا ونـــا آبوكـ معليه على هالسؤال ولاكن على وين كنت مسافر ..
ياسر : لاولوو عادي تمون ياعمي .. آبد والله أنا طال عمركـ كنت جاي من الشرقيهـ ..
هنـــــاك ربي وفقني بوظيفه وراح أقعد فيها على طوول أذا ربي آراد
آبوخالد وكأنه تضايق : آفااا .. مغترب بعيد عن آهلك عشان هالوظيفهـ ...
آقولك ماعليك عطني شهاداتكـ وآوراقكـ
ومالك آلا اللي يجيب لكـ الوظيفه اللي تبيهااا وبوسط مدينة الرياض لايغركـ اني على هالتاكسي
ترى عندي واسطات ومعارفـ تجيب وتجيب
آبتسم ياسر : أفا عليكـ بس داري واللهـ ... ومشكووور الله يكثر خيرك ماتقصر وعلى وظيفة الرياض
كانت موجوده بس أنا بنفسي دورتـ وظيفهـ خارج الرياضر رغبه بأني ابتعد عنهـــا
أستغرب أبو خالد اكثر من تفكير ياسر وتكلم متسآل : ليش ونا آبوكـ ؟
ياسر : آبد والله ياعميي .. طابت نفسي من عيشة الريــــــاض .. وماعدت طايق أكمل فيها
سكت آبو خــــالد من دون مايناقش اكثر
وتكلم ياسر : ماسألتني على آي حي تبي توديني ؟!
أبوخــــــالد ومن قايل لك بوديكـ لبيتكم .. آقول حرام بالله ماتعتب رجلك لبيتكم آلين ماتذوق قهوتي
ياسر : تكفى ياآبوخالد لاتحلف .. والله شبعان ومتقهوي بالطياره ..خذني بس لبيتنا آلله يسعد وجهكـ
آبو خـــــالد : آبدااا ... دام الله جمعنا بالصدفه مره ثانيه والله الآ ترووح معي وآذوقك من قهوتي وتقعد عندي ..
وبعدها آوديك براسي للمكان اللي تبيهـ ...
أنحرج ياسر ومايدري وش يقول الرجال وحلف ... واليوم وملكة آخوه وخايف يفوتهاا لاقعد عند آبو خالد ..
سكت مغلووب على آمرهـ ... وماعنده كلمه يرد فيها ..
وكملواا الطريق ...
وصل ابو خالد لبيته آللي كـــــان عباره عن فلـــــه من مستوى راقي وتعكس دخل أسره دخلهاا المادي جيد وأكثر
وهالشيئ هو اللي آثار آستغراب ياسر !! .. نزل كل منهم ..؟؟؟!!
وأستقبل ابو خالد ياسر بحفاوه وترحيب ببيت الشعر اللي كان موجود بالملحق الخارجي
اللي مغلفه نوافذه بالزجاج ..
قعد ياسر منحرج من ترحيب ابو خالد وكأنهـ واحد من آقرب الناس لقلبهـ مو شاب تعرف عليه من وقت قصير ..
آبو خــــالد أنا رايح آقول لبنيتي ساره تجيب القهوهـ ..أنت استريح
ياسر : الله يسلمك وشوله ياآبو خالد تكلف على نفسكـ ووتعب أهلك
ابو خالد : لاأبد تعبك راحه .. عن آذنك خمس دقايق بس ..
ياسر آذنك معكـ ..
قعد ياسر لحاله ببيت الشــــــعر اللي كانت آلوان آلأسود والأحمر فيه من كل آتجـــــاه ومرتب بلباقه وتنظيم
والآباريق والدلال ألقديمهـ مصفوفهـ على أحد الجوانب ومن يمينهاا جلد ذيب متعلق ..
وشبة النـــــــار والحطب قريب منهــــاا ...
أعجب بياسرر بمنظر الجلسه للحظات وتنسيقهـــــا وخصوصا أنها عشيق بر ويعشق البداوهـ وآغراضهـــا ...
شوي وحس بالبروده تنهش آعظـــامهـ فراح قريب لشبة النار اللي كانت وسط بيت الشعر
حتى يتدفى منهـــا ..
.... أبو خـــــالد من وراه وهاذي القهوهـ ..
آلتفت ياسر بعد ماحس بوجود ابو خالد ووقف فورا حتى يآخذ صينية القهوهـ عنهـ ..
خذاهـــــا وحطها على الآرض وقعد كل منهم ..
آبو خالد بعد ماقعد .. مسك ياسر دلة القهوهـ وصب فنجال لأبو خالد
آبو خالد : تسلم ..
ورجع صب له هو وقعد جنبهـ ..
آبووو خــــــالد وبأيده فنجالهـ بعد لحظات صمت تكلم ..
هاذي قهوة بنتي ساره ماشاء الله عليها تظبطهــــــــا...
حتى تصدق عاد أني صرت والله مااطيق القهوه آلا من يدينهــا
آبتسم ياسر : الله يخليها لكـ ..
آبوخــــــــــــالد : آمين الله يخليهــــــاا والله ونا آبوك آني من دونهــــا ماأسوى شيئ .. كلهم تركوني
ومابقى لي آلا هي راس مالي بها الدنيا
أستغرب ياسر من كلام آبو خالد حتى أنه عجز يفهم المقصد !...
ياسر : مين هم .؟!
ابو خـــــالد : أمها وآخوانهـــــا ...
هنا فهم ياسر على طوول المقصد .... وسكت أحتراما لمشاعر أبو خالد ... الله يبعث لكـ آلعوض
آبو خــــــــــالد : عوضي فيهم بجنات النعيم ونا آبوك لاشفتهم ...
... ياسر بعد ماحس بالحزن وتظايق : الله لايحرمك شوفتهم ..
آببو خــــــــــالد ماسألتني عنهم ؟
ياسر : دام هالشيئ يضايقكـ فمالي أنا فيهـ
آبوخالد لاونا آبوكـ بلعكس سيرتهم حتى وهم موتى تفرحني ..
ولاكن آنا حاب آقولكـ قصتهم وآذا كان لكـ وقت أسمعهـا
ياسر : آكييييد ... سم .!
ابو خالد : هاذا ونـــــــا آبوكـ بآحد الليالي من خمس سنين ربكـ سهلنا وكتب لنـــا عمره لبيت الله بمكه ..
وفعلاا نوينــــــا لهاا وتجهزنــــاااا أنا وزوجتي وعيـــــــالي خالد البكر وحسام ومتعب وبنتي ساره ...
وبالفعل مشينا لطريق مكه بآحد ليالي الفجر وبما آنه الوقت كان بعده ليل والفجر مـــــاباان نورهـ
شــــاء الله أن يعترض طريقناااجمل ... وآنا اللي كنت اسوق فيهم وتخلخل توازن طريقي ووآنحرفناا عن المسار
حتى صار اللي صار ... وراحت آرواح الغوالي ومابقى فينا آلا أنا وبنتي ساره اللي ربي كتب لنا حياة ...
وهاذي هي ...
تضايق ياسر لهــــــا الطاري حتى حس بحجم مــــآساة آبو خالد وكبر بلواه تخيل تكون عندكـ هالعائلهـ
وبلمح البصر ينتشلهم منك القدر بيوم وليلهـ ... !
ياسر : واللحين عايش لحـــــالكـ مع بنتكـ ..
ابو خالد : آي والله ونا ابوك
ياسر بعد تفكير ... : مافكرت تتزوج ؟!
آبتسم آبو خــــالد بعد هالكلمه اللي تعبـ من كثر مايسمعهـــا وحس أن عمر من قالها
ماحس فيه ولا حس بحجم مأساتهـ
... قال بعد الصمت اللي خذاه لثواني والأبتسامه على وجودهـــا بين ثنايا وجهه الوقور ...
... ماظنتي بلقى اللي يعوضني عن آم خـــــالد ... ولاكن ماآقول آلاعسى مواطيها للجنهـ ونا آبوكـ ..
وعسى عيني ماتشوف غيرهاا من البيض آلين ماآلقاها ..
هنــــا ..عجز ياسر يعبر عن حجم الشعور الغريب اللي جاهـ مشاعر كلهـــا وفا تماثلت داخل
قلب شايب ... شاب فيه الزمان قبل يشيب عمره ! وخذا منه أعز مايملك الوالد من دنياه ....!
ياسر : ياليت مثلكـ الكثير ياآبو خالد ..
آبو خالد : مانيب لحالي .. فيه الكثيير مثلي ...
ياسر : لا والله ياعم .. نادر ماتلقى الوفاء حي بوسط القلوب ..
آبو خــــــالد الوفى موجود وحي مادام هالخلايق حيه ..
ياسر بتعب وينه هالوفاء ياعم ... ليه أكثرنا ماعاد يشوفه بها الوقت ...
آبو خــــالد حط يده على رجل ياسر وتكلم : خل آملكـ باللهـ كبير ... وآصبر لبكرااوالآيام
ومصير قلبك الوافي .. يبي يلاقي شبيهه من بين القلوب ... وخذها من عمكـ ...
سكت ياسر حتى سرحت عيونهـ للحظـــــــات بزوايا المجلس يفكرا بكلام آبو خالد .....
آبو خالد : يوجعك طار الفرقى
ياسر بعد ماألتفت .. مين مايوجعه هالطاري ..
آبو خالد : كـــــــلنا مصيرنا الفرقى اليوم أو بكرا ... دنية فناا ماتسوى شيئ
ياسر : ماخبرت ان كلامك كله يآس ياآبو خالد ...
آبو خالد : هذا مو يأس .. هذا واقع ونا ابوك
ياسر : الحياة بعدهــــــــــا قدامنا وأن شاء الله مثل ماقلت لي مصير الآفراح بيوم تضحك لناا ولا لأ ياآبو خالد ...
آبو خالد بأبتســـامهـ ... آلا صح ... تدري !
ياسر سم ؟
ابو خالد : آحيان نفسي أكون اناني وآخذ العزيمه وروح الشباب من داخلك وآهديها بنتي ..
آبتسم ياسر مستغرب : وليش قلت هالشيئ ..
آبو خــــــالد : آبد والله ياآبوك .. يعجبني تصرفاتك بالحيــــاة وصبركـ وتعاملكـ مع ظروفكـ ...
بعكس بنتي اللي نفذ صبرهااا وعزيمتها من كثر الظروف اللي صابتتهاااا ...
علمتهاا كل شيئ وكل مــــا قوآني ربي عليهـ آلآ قوة القلب عجزت علما آبياها..
ياسر : يبو خـــــالد انت مدرسه .. وصدقني تبي تقدر
ابو خالد : صدقني ياولدي بعمري ماعجزت عن شيئ بقد عجزت عن تطليع بنتي من حزنهـــــااا
بنتي تآلمت بدنياها آلييين مافقدت آلأمــــــل بكل شيئ وأستسلمت أعصابها للانهيـــار بكل لحظه وموقفـ ...
ياسر : ليش وش اللي يخليهـــــا تنهار على أبسط آلمواقف وتتلاشى آعصابهــــــا
آبو خالد لاتلومها ياولدي : ولا وش ظنــــكـ ببنت تفقد حظن أمهــــاااوجمعة آخوانهــــااا اللي تربت معهم
وفرقتها عنهم ساعتهم الموت بلمح البصر ..
وبالآخيير يجي القدر ينتشل منهــــا فرحة عمرهـا وهي بزهرة شبابهـا
ويروح آلولد آللي قضـــــت عمرها تنتظرهـ يرجع من دراستهـ .. ويموتـ بليلة فرحهـا وزواجهاا عليه
أنصدم يــــــــــاسر اكثر من اللي قاعد يسمعهـ وعجز يتسوعب يبي يسمع أكثر ...
كــــــانت متزوجه ؟!
هز آبو خــــــــــالد راسهـ ... متزوجه بالأسم ...
ســـــاره كانت تحب ولد عمهـا ماجد آللي كان يدرس براا واللي قعدت
تنتظره سبع سنوات آلين مارجع للسعوديهـ
وكل منا انـــا وعمها كان موافق وأساسا هم كانوا لبعض من يوم كـــــانواا صغار ...
جت آيام على ســــــــاره كانت مثل الموت على قلب حي بفراق أمهــــا وآخوانهــــــا
حاولت أغطي مكانهم وبالفعل نجحت بتغطية ربع المساحهـ ... أما الباقي فعجزتـ ...
حتى آحاسيسهـا اللي كانت كلها قوه آصبحت متبعثره وسهلة الكسر ..مرت آلآيـــــام
وتجددت آفراحهـا برجعة ولد عمهااا الللي كان مستعجل على الزواج فيهـا وأصر يكون زواجه منها
بعد رجعتهـ من برا بشهر ..وبالفعل رضينا ... وتمت التجهيزاتـ ... وبليلة زواجهـــــــاااو فرحتهــــــاااا
صعقهـــــــا آلقدر بالضربه اللي كسرت كـــــل آمانيها وآحلامهــــــــاااا ..
ولد عمهــــــا مات بحادث بليلة زواجهــــا فيه ... وهي تنتظره بفستـــــانها آلأبيض !
مـــــــات ماجد... ومعهــــا ماتت ساره بالحياة بموتهـ ..
وآلى هاليوم مـــــــاعاد باقي فيهااا سوى جسد يمشي ..ومعرض بكل ثانيهـ لأنهيـــــــــــــار
..... عبره أختنقت داخل آنفـــــــاسه وآلم فظيع أثقل صدرهـ وهو يسمع قصة عائلهـ
أشبهـ بكـــــــابوس !وكأن اللي يشوفهم يستغرب انهم مازالو بعد اللي صار بالحياة وماماتواااا..
تكــــــــاتف آلاحساس معهم ... وضاق الصدر بها الدنيــــــا اللي ماأطعمت هالشايب آلا المر ..
والغريب مع هذا يتكلم بنفس صابره ومتحملهـ ...
حس ياسر بصغر آلآمهـ وسخـــــــافتهـا قدام اللي سمعهـ ... وحس أنهـ آيضاا من هاللحظهـ أنه
ولدهم ومنهم وفيهم ..واللي بدا يحس بآحاسيسهم ...!
ياسر : قال تعالى (أنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب )... آلله يعوض صبركـ آجر ياعم ويخيلكـ لبنتكـ
ويخلي بنتكـ لكـ
أبو خالد : آمييين ..و تسلم ..{ ضيقت صدركـ بكلامييي ياولدي بدال مااوسع خاطركـ
ياسر : بلعكس .. وكافي أنكـ فتحت قلبكـ لي ياعم هذا بحد ذاتهـ يعني لي الكثير ...
آبو خـــــالد : والله ياولدي أني أشوف فيك ولدي خالد اللي فقدتهـ لذلكـ من يوم شفتكـ ونا صدري منشرح لكـ
وحاببكـ ..
ياسر : الله يحبكـ ويسعد قلبكـ ... ووالله ودي أقعد عندكـ أكثر ولاكن اليوم مثل ماقلت لكـ ملكة أخوي الكبير
والضروري تجيي ...
آبو خــــــالد : آعذرني ياأبوكـ بهاذي
ياسر: آفا ياأبو خالد تردنيي ونا اللي ظانكـ حاسبني ولدكـ ..
أبو خالد آبتسم : على راسي ولاأردكـ ..
وقف ياسر ووقف معه ابو خالد ..
آبو خالد يالله اجل خلني أوصلكـ دامني جبتكـ لهني
ياسر : ماودي والله اتعبكـ
أبو خالد : لاتتعبني ولاشيئ .. يالله مشيــــــنـا ...... ‘,‘,
/