في فجر ذلك اليوم عندما عاد سألته وفي قلبي حرقة مُرة, فإن لم أسأله, يقول لمَ لمْ أسأله, مرة أخرى, سألته أين كنت ..؟؟ ولماذا حتى الآن ..؟؟ فقال لي وما علاقتك يا امرأة, اذهبي للنوم ودعي هذه الليلة تمر على خير, فقلت هذه الليلة..!! لقد طلع الفجر, قال إذاً هذا الفجر على خير, فقلت كن واقعياً يا رجل تأتي وجه الفجر, ولا يحق لي معرفة أين كنت غائب عني, وأنا أريد زيارة والدتي وتمنعني, ودائماً أقول الصبر ولماذا..؟؟ أمن أجل الأولاد, أنسا وأدعي عدم الألم والحزن وكل يوم تهان كرامتي, ومن أقرب الناس لي وأقول بسيطة من أجل الأولاد, هذا الإنسان الذي مات وعاش حتى وافقت عليه وقبلت بالحال, ووعدني بأشياء لا تخطر على بال, كيف يمزق بكل بساطة كبريائي بأنوثتي, أنا لا أريد منك أن تكون ملاكاً, لكن كن واقعياً على الأقل, كن واقعياً وتخليني أسطورة زجاجية, ظل يسافر نحو الأبجدية, بجناحي نعامة وليل من فل, كن واقعياً وابني لي بيتاً من ماء, لعله يبلغ السماء, رشفة قهوة والسكر دماء, أو ربما ستبني لي بيتاً من دموعي لتأكله فيما بعد النيران, تتركني وحدي كل مساء, كمن يترك ركوة القهوة على النار ويرحل, أنت ممن لا يفرقون بين اللبن والحليب والخردل, متى لاحظت علي آخر مرة تلك الخطوط السوداء, وهي تزحف حول عيني وشفتي, وتلك الدوائر البيضاء, التي تشن هجوماً على شعري, الذي كان يطوف البلاد, هل عند موتي أم بعد موتي بلحظات, من أجلك ومعك سأنتظر الموت والعذاب, متى سيأتي أرجو ألا يطيل الغياب, فلو عشت قربك كل يوم مئة مرة, قلبي لن يعيش إلا مرة, ولن يموت إلا بإذن الله, ولن يحيه إلا ذكر الله, فلكي تدخل جنتك تكفيك ركعة لله, وارمي الباقي في سلة المهملات, قد يتحول كل شيء ضدي ويبقى معي الله, فمع الله يكن كل شيء معي كل الحياة, وحتى ولو خرجت من قوقعة ذاتي, فلن أكون إلا ذاتي, وسأكتب من الواقع قصة حياتي, لكن بخيالي الخاص, ولن أكون مثل أحد, فلي عقلي الخاص, وحبي الخاص لله, ولا أدري ماذا أقول, وأنا إنسان خجول, أتصفح كتاب موتي ونهاية عمري وكل شيء في حواسي به مشغول, ولا تسألني عن هذه الأيام, فهي تمهيد لليوم الموعود, هل فكرت أن تخرج منها بقلب سليم, أم سيكون لك قلب مقتول, يأتي في بالي أحياناً البكاء, أو حتى أذية نفسي بالشقاء, ثم أنظر إلى السماء, وأبكي فرحاً وتهم دموعي بي فتحجبني عن رؤية غيومها البيضاء, لكن سرعان ما أعود إلى نفسي وأرضي وواقعي, بعد رحلة مع السعادة أعود لأحزاني وشقائي, وكأني ولدتُ لها لكن ذلك لم يكن صحيح, ويجب أن تعرف كل نقطة في جسدي وقلبي أن ذلك غير صحيح, فمن ذا المجنون الذي ييأس من رحمة الله, لكن عندما لا أجد أحد يفهمني سأضعف وأدمر نفسي, هكذا قالت لي دميتي النائمة في مكتبي, بعدما غمزتني لتستدرجني خارج نفسي, وأقع في شرها وأستكين بحزني, وأعدمه قرب قبري, مع محبتي الصادقة, ذكرياتي المبعثرة هنا وهناك, ومسودات حياتي تأكلها الأشواك, وتسمي نفسها عاشقة, هكذا هي الحياة سيارة تنقل الأحياء, وسيارة تنقل الموتى وسيارة بين ذلك وذاك, تحجب عني نور الظلام, ويبدو أنها لا تجد الكلام, إلا متسولا في زقاق الفقراء, مع مواد لاصقة, أعترف أني مريضة لكن أتدري ما الفرق بيني وبين هؤلاء الذين يمرضون ويتألمون, أنهم عند المرض يقولون ويصرخون بالألم يا دكتور, وأنا أقول وأصرخ يا الله, فإن مت في اليوم مئة مرة, قلبي لن يموت إلا مرة, لكن كيف يموت قلب, دواؤه الحب, وكيف يموت قلب, ينبض بحب الله .........
لا تقل إني مجنونة بل قل إني لست عاقلة, منذ تركت روحي قاتلة, تقتل قلبي وحده, اشتقت لمن أريد أن أقول له من كل قلبي أحبك, أحبه وحده, إن احتجت لي فأنا لست هنا, قلبي ينزف حباً وهنا, ولم أجد ما يوقف النزيف إلا حباً هرب منك إليك, لا تبكي يا وردة, ولو كان على خصرك شوكة, فهي التي تحميك, لماذا الحب يحاربني, ألأنه أخذ معناه مني, وضحكة طفولته من أرجوحة يديك, ما زلت صغيراً على المشاكل, يا قلبي ارمي كل السنابل, فموسم الخريف هاجر منذ عهد الرمان الذي نزف من عينيك, وبدأ مسلسل انتحاري, على دفتر التاريخ والنهاري, ودفتر كان منذ بكائي لديك, وسألني فجأة لما ينتحر الحب عندما يمر قربي, وينظر إلي نظرة تفلق الصخر, بصراخ الواقع والبحر, ويعود صداه ليمزق قلبي, ففصلت حب على مقاسي, قبل أن تضيع المحبة من المقاسي, واللمسة الأخيرة أحببت أن تكون ليدك قبل يدي, فجسد آلامك فصل تفصيلاً لجسدي, فأنا أخذت إجازة من الحب, وسرت في جنازة القلب, وأنت سرت في جنازة حبي, ماذا أفعل بك وأنا لا أملك سوى قلب, واحد ضعيف, تداويه بحبك لي, وتسكن في حبك لي, فمتى ستأخذ إجازة منك لي, إجازة من حياتي وعقلي, وتسير في جنازتي وحدي, بين البرد والخريف, أنا القلب بلا حب, والمشاعر بلا حنان, لكن كيف أجعل من حولي, قلب من إنسان, وعطش من رغيف, إحساس الزمن بي توقف على باب الرصيف, يبحث عن شيء غير موجود في عيني وعقلها, عن صواريخ حريتي في معتقلي, عن مشاعر فياضة من إنسانة لا مشاعر لها, عن مقبرة سعادة ليست لي, من الغريب أنك تبيد قرية بأكملها, دون أن يكترث أحد لي, لكن أحياناً عندما يقتل شخص واحد تقوم الدنيا كلها العدو والحبيب, ولم أفهم حتى الآن, لماذا وكانت كل جروحي منك, أستورد الدواء منك, وكأنك الطبيب, كالأمس قربك, لا يمكن أن يكون مجرد حلم, كنت صمت من رصاص واحتراق حب ودم, في الأمس كنت ضعيفة كنت مجرد ألم, خرج من قلبك, أحدث نفسي بالوحدة منذ سنين, لا تتركني فالحياة من دونك حلم سجين, يفجر نفسه بألغام دربك, جروحي وكبريائي عالم آخر على يخت, لا يهم أنك ذهبتْ, المهم أنك عدتْ, والمهم أني معك ولا يهمني المكان ولا الزمان, ما عدت أعرف نفسي أنا أكتب أم أكذب, فالجميع يقول أني ما زلت أحدب, لا تصدق كلام إنسان, ولا تجرح قلبي إنه يحبك, اقتربت النجوم ودق القمر أبواب الليل, بكاء الغيوم وسهاد السهر أضناني الحيل, على شاطئ بحر قلبي قصر حبك المكسور بنيتْ, عندما يدق قلبي أعلم أن عقلي سيبدأ بالتفكير بك, في أي وقتْ, ربما لن أعود كما كنتْ, لكني أحبك أنتْ, أنت يا من لست أجده, بعيونك وقلبك, يمزج روحي بحبك, أتعلم لم لا يمكنك أن تعرف معنى قلبي لأن لا قلب لديك, ومع ذلك أحبك, لا أعرف كيف أحببتك ورضيت بالحياة معك, من المؤكد أن يومها أعطيتني شيء ما أفقدني وعي وإدراكي حول يديك, قل لي لماذا نخطأ وفي النهاية نضع رصاصة في رأسنا, وقل لي لماذا نقع في الحب وفي النهاية نضع السم في كأسنا, قل لي لماذا ما زلت أقلق عليك, وأنت تريد تعذيب قلبي حتى ترديه قتيل, ألديك أي من ميول إجرامي أو شيء من هذا القبيل, كعلامات عيناك الحمراء, وقلبك فقير أصيل, وتلهث نحو عيني كالسلحفاة, لكن عن الخيانة ليس لديك بديل, إن كنت شيء صعب عزيزي فأنا شيء مستحيل, كفاك أعذار وإلقاء اللوم على الأعداء, كم مسكين وأنت بهذه الحال, ولا تدري بأن حكمتك البريئة قد تفككت إلى أجزاء, يا من سكن حبه قلبي بعدما كان أشلاء, أنت يا من لا أعرف كيف أجده, إن ضربتني تقول شيطان, وإن جرحتني تقول هكذا الله تعالى أراد, لم يعطك الله القوة لتقسو على أرق العباد, لكن فافعل بي ما شئت وما يراد, فلا يريح ويصبر هذا القلب إلا حبي الصادق لك, وثقتي بالله ....
في قلبي كنت أحمل له الكثير من المشاعر الجميلة والصادقة والحب الطاهر, لكن هذا القلب كيف له أن يميز بين الحقيقة والمظاهر, وماذا يملك من قوة ليتحمل أول صدمة في حياته من صاحب تلك المشاعر, ودائماً في تأمل وشروط ودموع, أسأل نفسي لماذا يحدث ذلك لماذا يجرحني أغلى الناس, لماذا يتجاهلني أحياناً وكأنني غير موجودة وأنا أحترق بين الشموع, ولا يهمه حتى إن جرحني أو انجرحت تغيب عنه المشاعر فجأة وكأنها لم تكن موجودة في الأساس, كنت أحمل له في قلبي المشاعر, وفي قلبه كان يحمل بيت لي, وما أجمل من البيت عندما يكون معه, بقيت أرسل له رسائل تجريح وهو يرسل لي, رسائل حب بدمعه, ومرت سنين وأنا أرسل له رسائل تجرحه, وهو يرسل لي رسائل حبه لي, حتى ذات يوم مزقني الكلام الحنون, وأصابني الجنون, وزارني كل المجانين, وصوت المالك الحزين, وصدقت كل كلمة حنين, وفي دمعة حفرت خدي, وبنت معتقل في وجدي, شعرت أني أنا من كان يُجرح طول هذه السنين, أنا التي كنت أجرح نفسي, وهو الذي كان يداويها بحبي لله, ليتني أنصّتُ لدميتي عندما قالت تعودي ألا تتنازلي عن شيء من أجل حبك, فالحبيب الصادق سيتركك سيتجاهلك بسبب هذه التنازلات, وفكري قبل أن تتكلمي, ولا تحملي السلم بالعرض, فكل شيء واضح القضاء من الفرض, فلمَ من أخطائك لا تتعلمي, وتصححي طريق الذكريات, وإن كنت فكرتِ بما في عقلك من خطر, لقلتِ لا يموت مرتين الحجر, ولا يكون الحب إلا بين الموت والحياة, ولولا أنك ملكتِ تلك المشاعر بتلك الطريقة, لقلتُ عندنا مشاعر كثيرة بحيث تنسينا رؤية الحقيقة, كمجموعة خواطر تحلم بالحرية من الحياة, سأنتحر وأقفز من قلبي إلى قلبك, فإن لم يقتلني غبائي سيقتلني حبك, أنتَ يا من فضلتك على كل صديقة, اقتلني اهجرني, اقتل قلبي بحزني, إنساني ولا تسأل عني, لكن لا تنسَ ذكر الله, ذبحتني رائحة الخريف, وذبحني اللون الأصفر, لم يكن يدري مطر الرصيف, أني كنتُ غيم أخضر, أنتظر بلا مقابل رصاص الحب الأحمر, كل ليلة قرب المرآة, والآلام تعصف بي تزور كل لحظة مخدتي, وكان بركان عذابي يتفجر بالعذاب, ليغرق برماده كل شيء في غرفتي, ويحول دمائي إلى سراب, ويغطي مدن حزني بأضخم سحاب, ويأكل من شراييني رحمة السعادة والعقاب, والحياة ما زالت بعيدة, ولن تجبري أحد على حبه لك, ولا على تحدثه معكِ, ولو كنت وحيدة, المحبة من الله صغيرتي, فابتعدي عن الانتظار, خوفاً من هطول الأشجار, على صحراء الأحلام, واحفري حفرة كبيرة وادفني فيها الأوهام, ولا تتوقفي عن الحديث عن الموت, فالحديث عنه حق وراحة ووعظ كثيرة وأحكام, وعليك عندما تتحدثي عنه أن تستفادي منه قبل أن تأخذك الحال, فإن رأيت الشمس لا تظني أن الجو صحواً فوق الجبال, وإن قرأت ملايين الكتب عن معرفة الله, كانت لتكفيك ركعة واحدة لتعرفي معنى الحرام من الحلال, وانطلقي من هذه الفكرة غاليتي, لا أحد في العقل والقلب سواك الله ........