[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تطلق وزارة التربية والتعليم ابتداء من العام المقبل هيكلتها الجديدة للمناهج التعليمية والمقررات الدراسية لطلاب التعليم العام بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمختلف مدارس المملكة للبنين والبنات تدريجيا.
جاء ذلك ضمن اعتماد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله تطبيق الحلقة الأولى من المشروع الشامل لتطوير المناهج الذي يستهدف العام المقبل الصفوف الدراسية الأول والرابع الابتدائيين، والأول المتوسط انطلاقا من إستراتيجية توفير مناهج تربوية تعليمية متكاملة ومتوازنة، ومرنة متطورة تلبي احتياجات الطلاب، ومتطلبات خطط التنمية الوطنية، واحتياجات سوق العمل.
وتلقت مختلف الإدارات التعليمية للبنين والبنات بالمملكة تعميم نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر القاضي بالتهيئة الميدانية لمستجدات واستراتيجيات المشروع الشامل لتطوير المناهج الدراسية الذي سيبدأ تطبيقه العام المقبل، وتوفير متطلبات تنفيذ الخطط الدراسية الجديدة في المشروع، والتواصل مع الإدارات ذات العلاقة في جهاز الوزارة، والمشاركة الفاعلة في تقويم مرحلة التعميم التجريبي للمشروع.
من جانبها، حصلت “الوطن” على مسودة النظام الأساسي للمشروع الشامل لتطوير المناهج التي ترى أنها انطلقت استجابة لمتطلبات التنمية وإنمائها لمواكبة حركة النمو العالمية التي تجتاح كافة المجتمعات في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية عبر إحداث نقلة نوعية عالية الجودة في تطوير التعليم عامـة والمناهج خاصة.
وأكدت المسودة أنه بعد دراسة واقع التعليم تم التوصل إلى ضرورة التطوير الذي يراعي تلبية حاجات المتعلمين والمجتمع، والتهيئة لسوق العمل عبر تطوير العملية التعليمية بجميع عناصرها من مناهج ومعلمين، واستراتيجيات تدريس وبيئة تعليمية تقنية بما يتناسب مع التقدم العلمي والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، والتغيرات العالمية وإدخال تنمية مهارات التفكير والحياة في إطار القيم والثوابت التي نصت عليها سياسة التعليم في المملكة.
وكشفت مسودة مشروع التطوير عن أن المناهج الحالية أصبحت غير قابلة للتكيف مع الظروف الاجتماعية وطبيعة العصر الحديث كونها وضعت قبل فترة من الزمن، وأن الانفتاح العالمي الحالي وتزايد أعداد الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، وما شهده الاقتصاد السعودي من تطور كبير بالتزامن مع التطورات العالمية الهائلة في مجالات الاقتصاد والاجتماع والعلم والتقنية والثقافة فإنه أصبح لزاما إعادة النظر في النظام التربوي وتطويره بما يحافظ على الأصالة والقيم الثابتة والخصوصية الإسلامية.
وأوضحت أن الأهداف العامة للمشروع الشامل لتطوير المناهج تتضمن إدخال القيم الإسلامية والمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية اللازمة للتعلم وللمواطنة الصالحة والعمل المنتج، والمحافظة على الأمن والسلامة والبيئة والصحة وحقوق الإنسان إلى المناهج، وكذلك مهارات التفكير وحل المشكلات والتعلم الذاتي والتعاوني والتواصل مع مصادر المعرفة.
من جانبه قال رئيس قسم البرامج والمشروعات التربوية والمشرف المنسق لمشروع المناهج الشاملة بتعليم جدة عائض سعيد القرني “إن المناهج الجديدة جاءت لرفع مستوى التعليم الأساسي الابتدائي والمتوسط، وتوجيهه نحو إكساب الفرد الكفايات اللازمة له في حياته الاجتماعية والدراسية والعلمية، وتنمية المهارات الأدائية من خلال التركيز على التعلم من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة، وإيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية والمعلوماتية المعاصرة، وإتاحة الفرصة للطلاب لاختيار الأنشطة المناسبة لقدراتهم وميولهم وحاجاتهم، وربط المعلومات والتعلم بالحياة العملية من خلال التركيز على الأمثلة العملية المستمدة من الحياة الواقعية” .
وشدد على أن المناهج الجديدة اعتمدت تلبية حاجات الطلاب العقلية والنفسية والجسمية، وحاجات المجتمع والتنمية وسوق العمل، وتميزت بتحقيق التكامل بين المناهج والأنشطة التعليمية، وأنه استُند في بناء المناهج الجديدة على نظام سياسة التعليم في المملكة أولا، ثم الاتجاهات والتجارب العالمية المعاصرة، ونتائج التقويم الشامل والتجارب الدولية والبحوث والدراسات.
وأوضح أن التجريب الذي ستعممه الوزارة على مختلف مدارس المملكة العام المقبل يأتي بعد 3 سنوات من التجريب والتقويم والتطوير والتدريب، وأن الفترة المقبلة ستشهد تدريب المشرفين التربويين والمعلمين على آلية البدء في تطبيق المشروع التطويري الذي سينطلق تدريجيا العام المقبل في الصفوف الأول والرابع الابتدائيين والأول المتوسط، ليتدرج بعد ذلك ليشمل بقية الصفوف خلال عامين.