[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سفرة طعام من إعداد الفتيات الصغار
تبوك – بسمة الشامان
كثير من الفتيات يدخلن المطبخ للمرة الأولى
في رمضان، وكثيرة هي حكاياتهن مع الأكلات الجديدة والمجربة، وبين مؤيد
ومعارض لتعلم الطبخ في رمضان يبقى تعلم فنون الطهي من الأشياء التي لا بد
أن تجيدها الفتاة، رغم الانتقادات التي تتلقاها من أفراد أسرتها خاصة
الرجال.
مبادئ الطبخ
في هذا الصدد تقول «أم ندى» – 45 عاماً - إن صغيرتي «ندى» في التاسعة من
عمرها ودائماً ما تلح علي بأنها (طفشانة) وترغب في مساعدتي، وكثيراً ما
أتضايق من وجودها معي في المطبخ، لكني اكتشفت أنها تقلدني في لف السمبوسة،
وإعداد العصير، وتقطيع السلطة، فأوكلت لها هذه المهام مع المراقبة
والمساعدة إذا لزم الأمر، وكم أنا سعيدة بها وهي منظمة جيدة للسفرة. وتعلق
السيدة «فاطمة علي»، قائلة: «ابنتي رزان – 16 عاماً - كسولة جداً بحكم أن
لدينا خادمة، ولكني أدركت أهمية دخولها المطبخ لتتعلم مبادئ الطبخ وإعداد
الأصناف البسيطة، بما يتناسب مع عمرها فعكفت على تعليمها منذ أن بلغت
الحادية عشرة مع تضجرها لي بالبداية لكنها بحق أذهلتني فيما بعد في أعداد
أطباق الحلى التي لا أستطيع إعدادها فهي تقرأ طريقة الأعداد وتنفذها
بحذافيرها، وأيضاً تساهم في إعداد بعض المعجنات».
التدريب أولاً
فيما تعترض السيدة «جميلة محمد» على فكرة دخول الفتيات المطبخ في رمضان
بدون تدريب مسبق، وتقول:»لا أحب دخول ابنتي (وفاء) المطبخ فهي تقلبه رأساً
على عقب، مما يعيقني عن تأدية مهمة الطبخ على أكمل وجه فكنت أحرص على تركها
عند والدتي فهي أطول بألا مني في تقبل (مشاكساتها)، فتعلمت من والدتي
النظام، وعدم إحداث الفوضى، واكتشفت خالاتها أنها ماهرة في إعداد المعجنات
بأشكال مختلفة وجذابة، وسعدت بالخبر ولم أصدق إلا بعدما أذاقتني (الكروسان)
من إعدادها، بعدها أسندت المهمة إليها فكانت يدي الأخرى في رمضان وغيره.
تعليم الفتيات
«وجدان» -12 عاماً- تقول أحب أن أقف مع والدتي في المطبخ لأتعلم منها
مراحل إعداد الفطور، فدائماً ما تبدأ والدتي بإعداد الحلوى، ومن ثم
المعجنات إلى أن تكمل عمل الوجبة الأساسية، ودوري معها يكمن في قيامي
بتقطيع الخضار والبصل، وتقطيع الحلى، ولف السمبوسة والمعجنات، واستمتع
كثيراً وأنا أقوم بهذا العمل، وأتفنن في انتقاء أصناف جديدة أتعلم إعدادها
من الانترنت، وأخبر والدتي بها وأجد أنها تسعد كثيراً بذلك.
وتعلق الجدة «أم محمد» – 65 عاماً– بقولها «أنا امرأة كبيرة، وحفيداتي
اليوم يسهرن على راحتي، مشيرة إلى أن تكرار المحاولة وعدم التذمر من الفشل
هو الخطوة الأولى في طريق النجاح، ولابد أن نكون أمهات صابرات في تعليم
بناتنا، وعدم احتقار أحجامهن وأعمارهن وإن بدأن صغيرات، ففي الماضي كانت
الفتيات يتزوجن في التاسعة والعاشرة من أعمارهن وأنشأن أجيالاً ولله
الحمد».
وتقول «أم حنين» ابنتي البالغة من العمر ست سنوات أعمل على تعليمها
أساسيات بسيطة تناسب عمرها، والصبر على أخطائها الكثيرة، وغالباً ما ابدي
لها فرحتي الغامرة بتفوقها في انجازها لأي شيء.