(قروشة) و(قيقهة) و(زعطة).. من أين يأتي الشباب السعوديون بهذه الكلمات الغريبة؟!![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الرياض - ابراهيم الحقيل: لو كان لك عقل شاب من عقد الستينيات واخترقت
حاجز الزمن وفجأة سقطت وأصبحت مع جلسة شباب في أحد مقاهي شارع التحلية في
عام 2006. ربما يبدو من الصعوبة التواصل معهم ليس لأنهم لن يحبوا الجلوس
معك ولكن لأنك لن تفهم عليهم ابداً. ربما سترسم ضحكة مجاملة اذا كان أحد
يوجه لك شتيمة وهو يقول لك انك (مقزز) وهي تعني انك شخص بطيئ الفهم وربما
ستغضب اذا قال لك شاب آخر انك (قيقهة) وهي تعني انك شخص ممتع وحلو المعشر.
في الاخير ربما ستتصور ان السعوديين تطورت لهجتهم بشكل جذري ابعدها عن
طبيعتها الاولى او ستعتقد ان هذه اليابسة زحفت ودفعت البلد لمكان آخر وجاءت
بناسها الذين لا تعرف لغتهم. من المؤكد اننا نبالغ هنا ولكن الحقيقة ان
الجيل الصغير من الشباب اصبح لديه طريقته الخاصة في الكلام ويحتاج الشخص
الذي لا يعرفها الى شفرة خاصة لفكها.
يقول الشاب بدر الحمود: «هذه الكلمات سريعة وظريفة وتعطي المعنى الحقيقي
الذي نقصده. الكلام الكلاسيكي الذي يستخدمه الكبار او اجيال الشباب
السابقة كان طويلاً ومملاً. دعني اضرب لك مثال بسيط. هم يحتارون بالبحث عن
شخص يريدون الثناء عليه او يعبرون له بإعجابهم بعمل قام به يقولون: رائع او
حلو او ممتاز او أي كلمة من الكلمات السخيفة. نحن نقول: انت (صدقي) وهي
كلمة ثناء تربط بين الشخص والعمل الذي قام به وليس مدح الفعل فقط كما تعني
الكلمات السابقة. أرأيت الفرق؟!».
هناك كلمات كثيرة من هذه النوعية الغريبة والتي تتكاثر يوماً بعد يوم
تصلح لأن تكون قاموساً صغيراً. مثلاً (مهايطي) وهي تعني الشخص الذي يرفع
صوته بالحديث دائماً ويقدم الوعود الزائفة و(قروشة) وهي تعني الشخص الذي
يتصرف بطريقة تثير الاستغراب و(زعطة) وهي تعني الشخص الذي يتظاهر بأنه صاحب
شخصية شجاعة ولا يهمه أي أحد و(كانس) وهي تعني الشخص الذي يتصرف بطريقة
عجولة جداً وغير واقعية (وبثر) وهي تطلق على الشخص البغيض والذي لا يمكن
معاشرته بسبب تعليقاته الغبية. هناك عدد كبير من الكلمات وهي رائجة ومنتشرة
بكثرة في اوساط المراهقين بحيث يصعب متابعة ايقاعها السريع. ولكن السؤال.
ما هو مصدر هذه الكلمات الغريبة والظريفة؟.
يقول الدكتور فالح العجمي أستاذ اللغويات ورئيس قسم الآداب بجامعة
الملك سعود: «بعض هذه الكلمات لها جذر عربي. مثل كلمة (مهايطي) ويتم
تحويرها بطريقة تناسب الشباب. ولكن هناك كلمات اخرى مثل (قروشة) او (هجولة)
منحوتة بالكامل ومقصوصة ولا تعرف من أين تأتي. هناك ايضاً استخدامات
لكلمات موجودة اصلاً عند فئات لها اختصاص معين ويستخدمها الشباب لأغراض
اخرى».
من غير المرجح ان تكون هذه الكلمات لغتها المستقلة ولكن من الواضح ان
تدفقها سيتصاعد وستأخذ كلماتها مكان كلمات اخرى على الاقل عند طبقة الشباب.
يقول الشاب عبدالعزيز الذكير: «بين فترة واخرى تظهر كلمات جديدة. اعتقد ان
هذا بسبب ان الشباب اصبحوا يتمتعون بروح ظريفة ويقودون سياراتهم بسرعة لذا
لن تناسبهم كلمات طويلة ومملة». الدكتور فالح يقول ان الشباب لا يحبون
التكثير من الكلام ويبحثون عن شفرات معينة لا يفهمها الكبار ولا تحتاج لشرح
واشار الى انها ستكون محدودة بطبقة الشباب لذا لن تتحول إلا لهجات مستقلة.
هذا كلام مطمئن جداً لأن عكسه يعني ان السنوات القادمة ستجعلنا نمسك
الجوال بيد وقاموس فك الكلمات الغريبة باليد الاخرى.