رواية ذنبي إني لقيط / كاملة

الرواية من نوع آخر / ذنبي إني لقيط
حينمآ تقسو آلقلوب.. وتمتلئ آلصدور بنآر آلآنتقآم..




وآلضحية طفولة بريئة.. وضيآع هوية..




في زمن قآسي.. وآنآس لآ ترحم..






~ " ذنبي إني لقيط " ~



ـ : ألف مبرووك يا ناصر تستاهل والله
ناصر: الله يبارك فيك
الكل يبارك له الترقية، صارت له من بين 4 موظفين.... صار له 3 سنوات يشغل هنا والحين صار رئيس قسم.... المنافسين اللي معه باركوا له.... بس واحد منهم كان يناظره بحقد....
طلع من الغرفه اللي هم فيها وراح لمكتب المدير.... دخله السكرتير ع المدير....
سعيد: السلام عليكم
أبو فايز: وعليكم السلام... خير يا سعيد
سعيد: أنت ظلمتني يا أبو فايز
أبو فايز: ليش
سعيد: ساويتني بناصر... كل الموظفين قالوا إني أنا اللي أستحق أكون رئيس قسم... لأني أشتغل هنا من 3 سنوات
أبو فايز بطولة بال: حتى ناصر من 3 سنوات وهو هنا
سعيد: أنا قبله بكم شهر و...
أبو فايز: أسمع ناصر يستاهل ذا المنصب لأنه أحسن منك... وأنا حطيتكم في أكثر من أختبار بس أنت للاسف مو قد ذا الحمل
سعيد يحاول يضبط أعصابه: ليش الظلم... عشان ناصر يقرب لك
أبو فايز: حتى لو ناصر أخوي ما أظلم الناس عشانه بـ...
قاطعه سعيد: خلاص يبو فايز... أنا من اليوم بقدم استقالتي
أبو فايز: سعيد... لا تخلي شي مثل هذا يدمر مستقبلك
سعيد: أصلا أنا من زمان ناوي أترك العمل... مع السلامة
طلع سعيد وهو مقهور.... شاف ناصر يسولف مع الموظفين وهو مبسوط.... ناظره بحقد" هين يا ناصر.. أنا اللي بحرق قلبك ".... قدم استقالته وطلع وبراسه ألف فكرة....

انتهى الدوام وطلع ناصر.... راح لبيته ودخل وشاف عياله محمد وأحمد لحالهم.... شالهم وحطهم ع الأرض وجلس قبالهم.... مو قادر يفرق بينهم إلا بالوان ملابسهم....

باسهم وقال: هلا بحبايب بابا... حمودي حمتوو شلونكم
جات الجازي: كويسين... شلون أبوهم
ناصر: ههههههه أنا مبسوووط... بطير من الفرحة
جلست الجازي جنبه: إن شاء الله دوم... بس فرحني معك
ناصر والفرحة مو ساعيته: باركي لي صرت رئيس قسم
فرحت الجازي: جد؟؟... مبرووك ألف ألف مبروك
ناصر: الله يبارك فيك
الجازي: وش تطلعاتك
ناصر: أفكار كثيره في راسي... ما بعد أرتبها
وقفت الجازي: على ما ترتبها... قم بدل ملابسك وأنزل تغدا
ناصر: افااا بس
غمزة له الجازي وقالت: العزومة في الليل
ناصر: أنتي تختارين المطعم وأنا أدفع الحساب... أي عزومة هذي
الجازي: هههههههه وش أسوي منيب موظفة
ناصر: ما عندي مانع... تدرين دق علي ريان وقالي أقولك أنه يبي يطلع مع العروسة قبل يوم العرس
الجازي: على ايش مستجعل أخوك... بكرة لولو عنده
وقف ناصر: طيب والكتاكيت وين بيروحون اليوم... لا تقولين معنا للمطعم
الجازي وهي تروح للمطبخ: لا بخليهم عند العروس... تفكر فيهم بدل ما تفكر في بكرة
ابتسم ناصر وهو يناظر الجازي.... راح فوق وهو يحس براحه أنا أخوه أختار ليلى أخت الجازي.... أكيد ريان بيرتاح مع ليلى مثل ما هو مرتاح مع الجازي....

بعد يومين....
رجعوا من القاعة اللي كانت فيها الصباحية.... سوو الصباحية عشاء عشان العروسين....
دخل ناصر وزوجته مع الخدامة والعيال.... الجازي خذت عيالها من الخدامة ونومتهم.... دقايق إلا الكل نايم من التعب....
ناظرت الخدامة الساعة 2 ونص.... قامت وراحت لعند باب غرفة ناصر والجازي.... مثل ما فهمهما سعيد اللي شافها تطلع زبالة البيت.... وقالها الخطة وأغراها بملبغ ما تحلم فيه....
فتحت الباب، كان الهدوء سيد المكان خصوصا أنه وقت شتاء.... مشت بخفة لعند أسرة التوام اللي عمرهم 7 أشهر.... شالت الطفل محمد بحذر رفعت راسها للأوظة.... وشافت أسوارة ذهب، فكرة أنها تسرقها.... عشان يصير عندها فلوس أكثر مع فلوس سعيد....

راحت لها وخذتها حطتها على بطن محمد.... ولفته وطلعت لأنها خافت إنا حد يصحى ويشوفها.... نزلت تحت وخذت عباية الجازي ولبستها وغطت وجهها بالحجاب أنها سعودية.... دخلت محمد تحت العباة ومن خوفها نست تاخذ الأسوارة....

طلعت من البيت وركبت السيارة اللي تنتظرها.... ووصلتها للمكان المطلوب نزلت وراحت للرجال اللي واقف عند سيارته....
ناظر عيسى بالحرمة اللي جايه له.... استغرب قالوا له خدامة مو سعودية.... وقفت الخدامة قباله وكشفت وجهها وقالت: جيب فلوس مال أنا
ابتسم عيسى بخبث: وين الولد
طلعت محمد من تحت العباية وقالت: وين فلوس
مد لها الفلوس وخذ محمد وركب سيارته ومشى.... بغى يغمى ع الخدامة لما شافت الفلوس 10 الاف ريال في يدها.... التفتت تمشي بس تذكرت الأسوارة.... والتفتت لعيسى وشافته مشى.... أنقهرت راحت عليها فلوس الأسوارة...
.
مشى عيسى وهو منزعج من صوت صياح محمد.... " يا الله ايش ذا البلوى.. كيف أسافر للرياض بالطيارة وهذا معي.. ما لي إلا القطار ما يدققون كثير.. وأختي أنا أعرف أتفاهم معها "....

دخل عيسى الشقه وقال: السلام عليكم
أخته خولة: وعليكم السلام... وينك من 2 طالع وايش هذا اللي معك
عيسى: اللي معي قطوو... بعد ايش شايفه ولد صغير
خولة: من ولده
جلس عيسى وحط محمد جنبه: هذا الله يسلمك ولد صديقي... هو جاي هنا مع زوجته وصار لهم حادث... سبحان الله ربي سلم الولد... ودق علي صديقي عشان أخذ الصغير لأهلهم في الرياض لأنهم ممكن يطولون هنا عشان العلاج
شالته خولة بحنان: يا حياتي... ايش أسمه
عيسى بدون تفكير: إبراهيم
خولة: الحين مو صديقك أسمه إبراهيم
ارتبك عيسى: هااه لا هذا واحد ثاني... - وقف: عموما بنمشي بعد ساعة للرياض و...
قاطعته خولة: عيسى ناظر أسوارة
استغرب عيسى بس قال بسرعة: يمكن حقت أمه... أسمعي لا تغيري له ملابسه... خليه يروح لأهله بها الملابس
خولة: اوكيه
ناظر عيسى أخته وهي تسكت الصغير.... تذكر بنتها اللي ماتت من كم أسبوع وهي بعمر ها الولد.... وهو جاب أخته هنا عشان ترفه شوي عن الحزن.... دخل غرفة وهو يسب نفسه لأنه سوي جريمة بشعة.... بس عشان كم ريال....

صحت الجازي من صوت صياح ولدها.... ناظرت الساعه 3 الفجر.... وش عنده ولدها يصيح ذا الوقت.... وبعد دقايق يصيح أخوه معه....

قامت وهي تغالب النوم وشالت أحمد من السرير: حمتوو حبيبي ليش تصيح... -هزته وهي تقرب الرضعة من فمه: بس حبيبي الحين يصحى حمودي

التفتت لسرير محمد وما شافته ظنت أنا النوم لاعب فيها.... شغلت نور بسيط وما شافت محمد.... انقبض قلبها محمد مو موجود.... طلعت من الغرفة وبيدها أحمد.... راحت لغرفة الخدامة ومن غيرها بيشيله....
بس طاح قلبها لما اختفت الخدامة .... دارت في البيت وقلبها مقبوض.... المطبخ، الحمام، الغرف ما فيها احد.... رجعت لغرفتها ووجها غرقان دموع....

وقفت عند جهة ناصر وقالت: ناصر... ناصر أصحى يللا قم
ناصر مقهور وين تجيه الراحة مع توأم.... واحد يصيح ويصيح الثاني معه.... قال وهو مغمض عيونه: خييير
الجازي بصياح: الخدامة
عطاها ظهره وقال: ايش فيها
الجازي وهي تصرخ: الخدامة خذت محمد... خذت محمد... - كررت الجملة عشان يستوعب....
لف عليها وقال: ايش تخربطين
الجازي بقهر: يا ربي منك... قم الخدامة خذت ولدك وهربت
جلس ناصر: دوريها عدل
الجازي صياح أحمد واختفاء محمد وترها.... سحبت الغطا عنه لأنه مدفي نفسه فيها.... قالت بعصبية غريبة عليها: تحرك دق ع الشرطة... أنا دورتها وما لقيتها... قم لا تسوي فيه شي
أخيرا قام ناصر وقال: أنتي متأكدة

جلست الجازي ع السرير وهي تصيح: إيه
لبس ناصر البيجامة وطلع بنفسه يدورها.... ما شافها حتى بالتهوية والشارع ما لها أثر.... لأنها هربت من بدري.... دخل البيت ودق ع الشرطة....

الإزعاج في كل مكان وتجمهورا الجيران.... والكل يطلع سالفة على كيفه.... خذت الشرطة جواز الخدامة عشان الصورة.... وطلبوا أحدث صورة لمحمد.... وأحدث صورة له وجه اخوه أحمد....

الشهود شافوا حرمة طلعت من البيت الساعة 2 ونص.... بس ما كان معها ولد.... ناصر خمن أنها الخدامة وأكيد أنها مخبية الولد تحت العباية....

وصل عيسى مع أخته ومحمد لبيتهم....
عيسى وهو يفصخ البالطوا: أسمعي أنا بطلع أنام... ما أبغى أي إزعاج
خولة: ومتى تاخذ الولد لأهله
عيسى وهو رايح فوق: لا صحيت أخذته لأهله
خذت خولة محمد معها للغرفة ونومته.... ناظرت السرير الفاضي وعرفت إنا زوجها في العمل.... حطت راسها ونامت لأنها تعبانة....
.
.
.
يتبع

وصل ناصر وريان والجازي وليلى مع الصغير أحمد للرياض.... وبدا البحث من جديد عن عيسى الـ...

صحى عيسى ع الساعه 8 العشاء.... نزل تحت وشاف أخته وزوجها يلعبون بنت....
عيسى برواقه: مساء الخير ع الحلوين

حسام: مساء النووور... بدري ليه صاحي الحين

عيسى: كان بودي بس عندي أمانة لازم أوصلها لأهلها... - ناظر البنت وانفجع: ايش هذا

خولة: ما فيها شي حممته ولبسته اللي عندي

عيسى ما زال مفجوع: وملابسه رميتيهم

خولة: لا غسلتهم وأكيد جفوا

عيسى: والذهب

خولة: الإسوارة بالدرج

حسام: وش فيك مفجوع

عيسى حس على نفسه: لااا ما فيني شي بس أبغى أسلمه مثله ما أخذته

حسام بشك: تسلمه؟؟

ارتبك عيسى: أقصد... أقصد أسلمه لأهله... - وقف يهرب وقال: عموما أنا بروح

أصلي وبجي أخذه... لبسيه ملابسه وغطيه بالغطا حقه وما أبي أي شي زيادة

... حتى الإسوارة لا تنسينها

خولة: طيب

طلع عيسى والتفت حسام لخولة: تصدقين أنا أحس إنا عيسى... مخبي شي عن ها الولد

خولة: لا عادي

وقف حسام: لا صدقيني ها الولد فيه شي... أما أنه ولد حرام أو أنه... أنه ما أدري بس فيه مشكلة وأنا اللي بعرفها

خولة ناظرت الولد: الله يستر... وين بتروح

حسام: بروح أصلي وإذا تبين شي دقي علي

بعد الصلاة جا عيسى وشاف محمد نايم بالسرير.... شاله وقال بصوت عالي عشان تسمع أخته اللي بالمطبخ: خولة أنا باخذ الولد

طلعت خولة من المطبخ: الحين؟؟

عيسى: إيه... إلا وين حسام

خولة: طلع يصلي وللحين ما جا

عيسى بصوت واطي: اشوا... يللا أنا طالع

ركضت خولة: دقيقة... - فتحت الدرج وطلعت الاسوارة: خذ هذي مو حلوه يظن صديقك أنك سرقتها

عيسى" الحمد لله.. أنك ما تدرين أنا الولد هو المخطوف ": زين ما نسيتيها... يللا مع السلامة

طلع وركب السيارة ومشى ألف.... لأنه عرف أنا حسام شك فيه.... وقف سيارته

بمكان بعيد عن الموقع المطلوب.... نزل وشال محمد اللي كان نايم مع أنا الجو بارد....

مشى ومشى ووقف لما شم ريحة دخان.... التفت وشاف مجموعة شباب جالسين حوالين نار.... كمل طريقه وريحت الدخان ذكرته بيوم وفاة زوجته اللي كانت حامل....

جا من العمل وشاف المطافئ واقفة عند العمارة اللي هم ساكنين فيها.... وبعد

محاولات أنطفت النار وأكتشف أنا زوجته ماتت بسبب حروقها بالمستشفى....

حس بحقارة نفسه وهو يناظر محمد النايم....

غير طريقه وبخاطره" ما أبغى فلوسك يا سعيد.. ما أبغها ".... راح لعمارة بالزاوية

قريب تنتهي من البناء.... أخذ كرتون من أغراض العمال... حط محمد فيه بعناية....

باسه وقال: سامحني يا ولدي أنا غلطان... أنت لك أخو توأم ويشبهك... إن شاء

الله بتقابله وبتعرف منه أهلك... وهذي اسوارة معك مدري من وين جابتها

خدامتكم... بس أكيد أنها حقت أمك وإن شاء الله ترجع لها... الله يرجعك لحضن

أمك وأبوك... يارب

قام ومسح يدينه بملابسه وطلع وهو يسب نفسه.... قطع الشارع عشان يرجع

لمكان سيارته.... بس طلع له مراهق يسوق السيارة بسرعة جنونية....

ما قدر المراهق يتحكم بالسيارة لما شاف واحد يقطع الشارع.... وصدمه، ارتفع

عيسى لسقف السيارة وتدحرج لين وصل الأرض.... نزل المراهق وهو مرعوب....

ارتجف لما شاف جثة عيسى وكله دم.... ركب سيارته وفحط ومشى....

الشاهد الوحيد رجال بالثلاثين شاف الحادث وبس.... عرف شكل السيارة ورقم

اللوحة.... دق ع الاسعاف والشرطة....



وصل حسام البيت: السلام عليكم

خولة جالسه لوحدها: وعليكم السلام

جلس حسام: اجل وين الولد

خولة بهدوء: خذه عيسى لأهله

تذكر حسام: آآخ شلون نسيت

خولة: وش نسيت

حسام: كنت ناوي الحق أخوك عشان أعرف إذا السالفة صدق وإلا لا

خولة: ليه أنت شاك فيه

حسام: مدري بس قلبي ناغزني

دق الجرس وراح حسام وفتح الباب.... استغرب 2 من الشرطة ومعهم رجالين

وحرمتين.... واستغرب لما شاف الطفل هو نفسه اللي كان عندهم
....
الضابط: لو سمحت هذا بيت عيسى الـ.
..
حسام: هذا بيتي وعيسى ساكن عندي

الضابط: ممكن تناديه

حسام: هو طلع قال أنه راح يودي... - أشر على أحمد: ها الولد لأهله

الجازي بهمس: ايــش

ناصر خذ أحمد من أمه وقرب من حسام.... وقال: ها الولد

حسام: إيه نفسه أو يشبه له... بس ملابسه تختلف حتى كان معه اسوارة ذهب


ريان: كيف وصل ولد أخوي عندكم

الضابط: ممكن تفهمنا الموضوع

بعد حسام ومد يده: تفضلوا داخل وأنا أشرح لكم

بعد ربع ساعه ضرب حسام يده بالجدار: الـ..## كنت عارف إنا وراه بلا

ريان: وش تقصد

حسام: لأنه كان يوصي أخته ع الاسوارة لا تضيع... وملابسه لا ترميهم

ناصر: ليه أخو زوجتك يسوي كذا... حرام عليه

تعاطف حسام معه: ما أدري والله... بس أنت تقول إنا الخدامة استلمت فلوس لما

عطته الولد... أكيد حتى هو بيستلم فلوس على فعلته

الجازي وليلى وخولة مسوين مناحه على محمد.... وأم الجازي كل شوي دقت على بناتها تسأل لقوه وإلا لا....
الضابط اللي كان عند سيارته بلغ المركز عن السالفة.... دخل المجلس

مستعجل...
.
الضابط: أخ ناصر... أخ ريان

الكل التفت.... ناصر: هلا

الضابط: وصل لنا بلاغ إنا عيسى بالمستشفى لأنه مسوي حادث

نص ساعة والكل عند باب غرفة العمليات.... تجمعوا الناس ليه هذول جايين

ومعهم شرطة وش القضية.... هذي كانت الهمسات....

الجازي تروح وتجي وفي خاطرها تردد" مات.. أكيد مات وأختفى معه مكان

ولدي ".... جلست ع الكرسي جنب أختها.... اللي كانت تسقي أحمد الحليب

.... أهملته عشان أخوه خذته من أختها وضمته.... خايفة تفقده مثل أخوه.... بس

يرجع لها محمد لاتحطهم اثنينهم بعيونها....

طلع الدكتور ونزل الغطا عن وجهه والكل على أعصابه...
.
ريان قطع الصمت وقال: ايش صار يا دكتور

الدكتور: نجحت العملية

الكل تنهد براحه.... ناصر: نقدر نشوفه

الدكتور: لا طبعا... ما راح يصحى إلا الصباح

بعد دقايق الكل رجع لبيته وشايل همه....

طلع الدكتور ونزل الغطا عن وجهه والكل على أعصابه....

ريان قطع الصمت وقال: ايش صار يا دكتور

الدكتور: نجحت العملية

الكل تنهد براحه.... ناصر: نقدر نشوفه

الدكتور: لا طبعا... ما راح يصحى إلا الصباح

بعد دقايق الكل رجع لبيته وشايل همه....


طلع عبد الله من بيت صديقه.... هو جا من القصيم مخصوص له لأنه مسوي عملية.... ركب سيارته ومشى وتذكر إنا زوجته أمل تبي أغراض....

وقف سيارته عند العمارة.... نزل من سيارته وهو يفرك يدينه من البرد.... دخل للبقالة القريبة واشترى اللي

يبيه.... رجع لسيارته وفتح الباب بس صوت غريب وقفه..
..
لف لجهة العمارة " أكيد هذي بسه ".... سمع الصوت من جديد" لا هذي مو بسه.. هذا " راح لداخل العمارة ومثل

ما توقع طفل يصيح....

حاول يتبع الصوت.... وشاف شي يتحرك بوسط الكرتون.... رفع الغطا عن وجه محمد وزاد محمد صياحه.... كأنه

فرحان إنا في أحد سمع صوته.... شاله عبد الله بحنان وهو يتحسر على حاله.... 4 سنين مرت على زواجه

وزوجته كلما حملت مات الجنين ببطنها....

بسبب جرثومة تقتل الجنين قبل ما يتكمل نموه.... العلاج غالي على واحد راتبه 1200.... يتمنى طفل واحد،

واحد بس يملي حياته.... وهذا الطفل رموه أهله لأنه عار عليهم....

ناظر الولد وتنهد: لا حول ولا قوة إلا بالله حاطينه هنا وبالبرد... كأن الدولة ما فيها دار رعاية

طلع من العمارة وماله إلا يسأل الجيران.... راح لأول بيت ودق الجرس.... ردت حرمه من ورا الباب: من بالباب

عبد الله: السلام عليكم

الحرمه: وعليكم السلام خير يخوي

عبد الله: الخير بوجهتس... بس بغيت اسألتس أنا لقيت ولد بالعمارة اللي قبال بيتكم... ملفوف بغطا أبيض وأزرق

ومعه اسوارة ذهب... تعرفين من ولده

الحرمه بخوف: لااا الله يستر علينا... مو ولدنا

سأل البيت الثاني رد الرجال من التفلون.... ونفس الإجابة والبيت الثالث والرابع وكلهم نفس الإجابه.... وقف عند

آخر بيت ودق الجرس.... وفتح له ولد عمره 13 سنة.... هذول أول ناس يفتحون الباب أما الباقي يا من التلفون أو

من ورا الباب....

عبد الله: السلام عليكم

عادل: وعليكم السلام... نعم

عبد الله: ايش أسمك

عادل: أنا عادل

عبد الله: اهاا يا عادل... تعال ناظر الولد

ناظره عادل ببراءة وقاله عبد الله: تعرفه

عادل: لا

عبد الله: يعني ما يقرب لك ولا ولد واحد من أهلك

عادل: لا هذي أول مرة أشوفه... حتى أنه مو ولد الجيران... ليه وين أهله

أشر عبد الله بيده: شفت العمارة اللي بالزاوية

عادل: إيه ايش فيها

عبد الله: أنا سمعت صوته يصيح وهو داخل

استغرب عادل: ومن هو جابه هناك

عبد الله قال وهو يساير الولد: يمكن أهله جايين يشوفون العمارة... ولأنهم كثير نسوه وطلعوا

عادل: اهاا يمكن نسوه... طيب ايش بتسوي فيه

عبد الله: بأخذه بيتي وبربيه مثل ولدي

عادل: وإذا جو أهله يدورونه

عبد الله وهو ينزل من الدرج: لا ما راح يدورونه لأنهم ما يبونه... أدخل داخل عن البرد

تسمر عادل بمكانه لأن أفكارة تشوشت.... " كيف أهله ما يبونه وهم نسوه بالعمارة ".... ارتجف من البرد ودخل وطنش السالفة....

رجع عبد الله لسيارته وحط محمد فيها.... وسكر الباب عن البرد وراح للبقالة واشترى حليب بالفراولة.... رجع

لسيارته وركب ومشى ودور أقرب صيدلية.... نزل واشترى رضعه صب الحليب فيها.... وحط محمد بحضنه وبدا

يسقيه.... بعد فتره، شبع محمد وبدا يبتسم لعبد الله ويحرك يدينه ورجوله....

ضحك عبد الله: ههههههه يا حياتي شبعت... - شاله وهو يحاول يوقفه، باسه وقال: يا حلو يا بطل... - مدده

بحضنه وقال: يللا عن الشطانه وخلني أسوق زين

وصل عبد الله شقته والفرحة مو ساعيته.... خلاص محمد دخل قلبه وما راح يتخلى عنه.... دخل الشقة المؤقته

وقال: السلام عليكم

أمل: وعليكم السلام... - قربت لما شافت محمد: يسلم قلبه من ولده

جلس عبد الله بعد ما خذته أمل: لقيط

تفاجاءت أمل: لقيط؟؟ يعني جبته من دار الرعاية

عبد الله: لا والله... أنا شفته في عمارة لحاله يعني أكيد لقيط

أمل: يعني بيعيش عندنا

هذا اللي كان خايف منه عبد الله لأن العيب في أمل.... وهو ما يبي يجرحها ويأخذ طفل يتيم ويربيه.... قال بتردد: إذا ما عندتس مانع

ابتسمت أمل وهي تناظر الولد.... ياما حاولت فيه يتزوج لأنه من حقه يكون عنده ولد.... بس هو مو راضي وقال

لها تسكر الموضوع.... وخافت أنه يتضايق إذا طلبت طفل يتيم يملي عليهم حياتهم....

فرح عبد الله لما شافها تناظر الولد وهي مبتسمة.... بشارة خير، قرب منها وباس الولد.... وقال: إذا ما تبينه

الحين آخذه لدار الرعاية

أمل بسرعة: لااا وش دار الرعاية... خله عندنا واحنا بنفذ وصية الرسول اللهم

صلي وسلم عليه وبنهتم فيه... بس هو ولد ولا بنت

هز عبد الله كتوفه: مدري بس شكله ولد... لأن بيجامته كلها رسوم سيارات

جلست أمل ع الأرض وجلس عبد الله يراقبها كيف متحمسة....

فتحت أمل الحفاضة: يا حياتي هذا ولد... - ناظرت محمد وابتسمت: لا وجايب لنا هدية

عبد الله: ههههههههه ما دريت كان شريت له معي حفايض

وقفت أمل وهي شايله محمد: ما عليك في وحده

عبد الله: من وين

أمل وهي تروح الحمام: من شوي جت جارتي السورية مع عيالها... ونست شنطتها وأنا بستعير منها حفاضة وحدة

عبد الله وهو يلحقها.... يجذبه ذا الولد اللي يضحك له: خلاص أخذي وحده عشان أرجعها لهم

أمل وهي تفتح الموية: إلا ما قلت لي وش نختار له أسم

عبد الله واقف عند الباب: وش رايتس بمازن

أمل وبدت تغسل محمد: إيوه حلو أسم مازن... - لصقت وجها وبوجه محمد وقالت

وهي تناظر المرايا: ها يا مازن... حلو أسمك صح

انبسط مازن وهو يدخل يده بفمه.... كل يوم يشوف ناس جدد ويتعرف ع اللي

حوله.... عبد الله كان يناظرها وهو مبسوط.... ما توقع أنا أمل تحب الأطفال كذا....

وأخيرا جا الولد اللي ينتظرونه....

عبد الله: يللا أستعجلي عشان نلحق نشتري له أغراض... لأن الفجر بنمشي
القصيم

طلعت أمل وهي لافه الفوطة على مازن.... راحت عند شنطة جارتها ومن كثر
الأغراض اللي فيها كانت مفتوحة.... خذت حفاضة ولبستها مازن....

أمل: تصدق أخاف يجي أحد يسال عنه

عبد الله: لا ما أظن، أهله ما رموه بالعمارة... إلا لأنهم ما يبونه... - طلع من جيبه

اسوارة: ناظري لقيتها معه

خذتها أمل: بحفظها عندي حتى ملابسه.... وإن شاء الله يجي أحد يسأل عنه

عبد الله: ولو إني ما أظن بس إن شاء الله... - قطع كلامه لما دق الجرس.... قام وفتح الباب....

حنان: السلام عليكوم

عبد الله: وعليكم السلام

حنان: أنا جارتكوم ايجيتكوم من شوي... ونسيت شنطايتي فيني آخدا

عبد الله: أكيد تفضلي

دخلت حنان: مرحبا أمل

وقفت أمل: مرحبتين... وش أخبارتس

حنان: منيحه... كيفك أنتي ومين النونو

ابتسمت أمل: أنا بخير... والنونو ولد أختي جابته وطلعت عندها مشوار... عاد

سامحيني يا أم رامي أختي نست الحفايض وأنا أخذت وحدة من حفايض بنتتس سـ...

قاطعتها حنان: شو ها الحكي حنا إخوات... وولاد خيتك هنن ولادي

أمل: تسلمين

حنان: فيني آخد شنطايتي... أبو رامي عم يستنى

أمل: أكيد... - رفعت الشنطة وقالت: تفضلي ومشكورة ما قصرتي

حنان وهي رايحة: ولو ما عملت شي... يللا سلام عليكوم

أمل: وعليكم السلام


طلعت حنان وقال عبد الله: أي أخت تقصدين... اللي ف حايل وإلا اللي بالقصيم

أمل: هههه لا أختي الوهمية... يللا خلني البس عباتي وخذ مازن معك وأسبقني

عبد الله: طيب... لا تنسن تقفلين الشقة

ركبت أمل السيارة وخذت مازن من عبد الله.... شغل عبد الله السيارة ومشى....

أمل ناظرت بمازن وقالت بتفكير: تصدق أحس أنا مازن مو لقيط

عبد الله: ليه

أمل: يعني لو هو لقيط كان شفته أصغر من كذا... هذا كبير شوي يعني يمكن
عمره 6 أو 8 أشهر... كيف يربونه فترة وبعدها يرمونه

عبد الله: تصدقين توني انتبه لها الشي... تتوقعين مخطوف ولا بايعينه

خافت أمل من ها الأفكار: أعوذوا بالله كل شي جايز... بس ما أدري مانيب قادرة

أفكر... صحيح مازن نساني اسألك عن صاحبك وش أخباره

عبد الله: لا الحمد لله هو بخير... ومن يومين طالع من المستشفى... والله انبسط إني جيت له


وصلوا لسوق يناسب فلوسهم.... وفرحانين وهم يختارون ملابس لمازن....
ويراعون الأسعار لأنهم فقراء.... وقبل ما يرجعون راحوا لدار الرعاية وبلغوا عن

مازن.... بس ما يدرون ليه كذبوا بسالفته يمكن عشان محد يأخذه منهم.... وقدروا

يكفلون مازن.... وبعدها رجعوا لشقتهم ومن الفجر مشوا للقصيم....

صحى من النوم، ناظر حوله، هو

وينه فيه.... مبين أنه في مستشفى بس ليه.... تذكر وش صار له أمس الولد

والحادث.... تنهد وهو يحس بألم في راسه ورجله المكسورة....

دخل الدكتور وتطمن عليه.... وقال للممرضه تجيب له الأكل.... بدا يأكل وهو يغصب نفسه....

بعد ساعة انفتح الباب ودخلوا جماعة.... ناظرهم وهو مستغرب شرطيين وحسام

وأخته عرفها من عيونها.... ومعهم رجالين أول مرة يشوفوهم وحرمتين.... شد

نظره للولد اللي شايلته أمه.... الكل انتبه لنظرته لأحمد لأنه أكيد عرفه....

حط ناصر يده على شعر أحمد.... قال وهو يناظره بحقد: أعرفك... هذا ولدي أحمد وين محمد

ما قدر عيسى يرد لأنه خايف من الجاي....

ريان كنه شي وانفجر: لا يكون صابك صمم يا جعلك المرض... أنطق لأ.
..
قاطعه الضابط: هدي يا أخ ريان... راعي أنه مريض

ريان بعصبية: وليه هو ما راعى البزر اللي خذه... - ناظره بتهديد: أنطق لأحفر

قبرك بيدي... - دايما ها الجملة على لسانه إذا كان معصب....

أخيرا نطق عيسى وقال: حطيته عند...............

بعد ما عرفوا العنوان.... طلع ناصر وريان وزوجاتهم ومعهم الضابط.... اللي أشر

لأثنين من العساكرة يجون معه..
..
بالحي العادي بعد هدوء ممل.... إزعاج سيارات الشرطة.... الكل تجمهر حول

السيارات الثلاث 2 للشرطة ووحدة لريان وناصر.... نزلوا 2 من الشرطة ودخلو

ا للعمارة المقصودة.

...
ناصر وريان واقفين مع الضابط.... الجازي وليلى يناظرون من نافذة السيارة...
.
جو العسكريين وقالوا بنفس الوقت: ماله أثر

الضابط: متأكدين

العسكري: إيه دورناه كويس وما في شي يدل عليه.... حتى اسأل المهندس

المهندس المصري: أنا قيت مع العمال من الساعة 6 الصبح... وما لئيناش أي

طفل أبدا

واحد من الموجودين سأل العسكري اللي مانعهم يدخلون: لو سمحت يا الأخو...

وش صاير كأنكم تدورن شي

العسكري: في واحد خطف طفل من أهله... ولما مسكناه قال أنه حطه في ذا

العمارة... بس الظاهر أنهم ما لقوه

تذكر الرجال: صح... أمس الليل جا رجال بيتنا وقال أنه لقى ولد في ذا العمارة

العسكري: متى

الرجال: تقريبا 9 ونص الليل

العسكري راح للضابط اللي واقف مع ريان وناصر.... وقالهم عن الرجال.... راحوا

له.... وفعلا سألوا الموجودين.
...
الضابط: محد منكم شاف الرجال

واحد: لا أنا رديت من تلفون البيت

ثاني: أختي ردت من ورا الباب وما شافته

ثالث: بس لهجته شوي قصيمية

ناصر: يمكن هو قصيمي وساكن الرياض

ريان: ويمكن جاي زيارة ورجع

الضابط: راح نرسل رجال لدار الرعاية... لأن أحتمال أنه أخذه لهناك

بعد ما خلص عادل فطوره.... قام بعد ما حنوا عليه خواته يشوف وش سالفة

الشرطة والناس المتجمعة.... ندم أنه طلع لأن الجو بارد بس هو عارف خواته
....
طلع لشارع وما قدر يشوف شي.... يمكن حد ميت بس مو مهم.... قرب من

سيارة وبدا يرتب جاكيته وهو يناظر النافذة.... شاف الولد اللي بحضن الحرمه....

هو نفسه اللي جابه الرجال وسأله إذا يقرب له ولا لا....

فتح باب السيارة بدون أذن وقال: مبروك يا خالة أخيرا لقتي ولدك

ليلى: أي ولد

عادل ببراءة: هذا الصغير... أمس جا رجال بيتنا وعنده ذا الولد... قالي أنكم جيتو

ا أمس تشوفون عمارتكم ونسيتوا ولدكم داخل صح... يحليله أمس يصيح والحين
يضحك

طياري الجازي دقت على ناصر...
.
ناصر: الوو

الجازي: الحق يا ناصر في ولد يقول أنه شاف رجال ومعه محمد

ناصر بصدمة: ايش

الجازي: تعال أسمع وش قال

ناصر وهو يناظر حوله.... وريان والضابط يناظرونه.... قال ناصر: أي ولد وينه

الجازي: عندي بالسيارة

ناصر: طيب جاي

ريان: ايش فيهم

ناصر بتوتر: تقول الجازي جاي لها ولد يقول أنه شاف رجال... ومعه ولدي محمد

راح ناصر وريان والضابط.... ناظرهم عادل وخاف لما شافهم جايين له بعد عنهم

خطوتين...
.
الضابط: تعال يا ولدي لا تخاف

قرب عادل: نعم

الضابط: أنت شفت أمس رجال ومعه ذا الولد

عادل: إيه... هو جا بيتنا وأنا فتحت له الباب وقالي إذا أعرف الولد ولا لا

ريان: وبعدين

عادل: قالي أنكم جيتوا عمارتكم ونسيتوا ولدكم فيها

عرفوا أنا الرجال قال كذا عشان عادل صغير....

الضابط: وما قالك وين بيودي الولد

عادل ببراءة: هذا هو عند أمه

الضابط بطولة بال: لا هذا أخوه التوأم... أنت شفت التوأم الثاني

عادل: اهاا توأم... قالي أنه بيأخذ الولد عنده وبربيه مثل ولده

تنهد ناصر وحس بإحباط.... أختفى ولده منه للأبد.... وماله داعي يجلس هنا

والشرطة أكيد راح تكمل البحث.... أشر لأخوه ريان وركبوا السيارة ومشوا بهدوء

تـام....

تنهد ناصر وحس بإحباط.... أختفى

ولده منه للأبد.... وماله داعي يجلس هنا والشرطة أكيد راح تكمل البحث.... أشر لأخوه ريان وركبوا السيارة ومشوا بهدوء تـام....


دخلت أمل بيت أبوها والكل استغرب من الولد اللي بيدها.... سلمت ع الكل
وجلست جنب أمها....

أم أمل: ما قلتي لنا يميمتي من هو ولده ذا الصغير

أمل: يمه ها الولد من دار الرعاية

أمها بصدمه: وشوو

جواهر: وليه يجيبه زوجتس

أمل: هو من نفسه جابه... لو شفتي الفرحة بعيون عبد الله كان ما قلتي حاجة

زوجة أخوها قالت: زين سويتي يا أمل... والله ها الولد بيملي عليتس حياتتس

ابتسمت أمل: صادقة يا حصه... والله إني انشغلت به كثير و....

بدت تتكلم عن الطفل الجديد اللي دخل حياتها.... مبسوطة بمازن اللي من

سنين انحرمت منه.... والكل ملاحظ حبها وخوفها على مازن وكأنه ولدها....

رجعوا الخبر خايبين الأمل.... دار الرعاية والجمعيات الخيرية اللي بالرياض.... ما

استقبلت أي طفل يحمل اسوارة أو حتى كان موجود بوحدة من العمارات....

دخلت الجازي بيت أبوها وشافت أمها جالسة بالصالة.... راحت لها وضمتها وبكت

دم بدل الدمع....


الجازي وهي تبكي بحضن أمها: يمااه ضاع ولدي يا يمه... ضاع محمد

دمعت عيون أمها وقالت: الله يصبر قلوبكم يا بنتي... الله يعوضكم بأحسن منه

دخلت ليلى بعد أختها وجلست وبحضنها أحمد.... ناظرت بأختها وتحسرت عليها،

مفطور قلبها على محمد اللي اختفى فجأة من حياتهم.... انفجعت فيه وهي

توها عروس.... صار الجو كئيب وكأنه عزاء على فراق محمد....



وصل ناصر وريان لبيت عمهم اللي تربوا فيه.... من لما توفى أبوهم وأمهم وهم

صغار.... دخلوا البيت وكانت زوجة عمهم مع أولادها جالسين....

وقفت زوجة عمهم وقالت: ناصر وش صار لقيت ولدك

مر ناصر من جنبها ولا كأنه يسمعها.... راحت وراه وقالت: ناصر وفيك ما ترد

مسك ريان ذراعها وقال: يمه... أتركي ناصر لحاله شوي

زوجة عمه: ما لقيتوا محمد

هز ريان راسه بأسف.... زوجة عمه قالت: لا حول ولا قوة الا بالله

عمر ولد عمه: الله يصبر قلوبكم ويعوضكم


الكل استغرب لما سمعوا صوت شي طاح.... راحوا فوق وشافوا ناصر مغمي عليه.... خذوه وراحوا به المستشفى....

بعد ساعتين....


فتح ناصر عيونه وناظر حوله واستغرب.... التفت لما شاف حد جالس ع الكرسي

وقال: ريـ .. يان

وقف ريان وجلس على طرف السرير.... مسك يد أخوه وقال: سلامتك يخوي ما تشوف شر

سحب ناصر نفسه وجلس: وين أنا فيه

ريان: بالمستشفى... أنت تعبت علينا وجبناك هنا

نزل ناصر عينه وقال: تعبان يا ريان... أنا تعبان وأحس بداخلي ونه

ريان: تبي أجيب الدكتور

ناظر ناصر أخوه ودمعته على خده: ما أبغى الدكتور... أبغى ولدي يا ريان

ريان: ناصر أنت تصيح

ضم ناصر أخوه وقال بصوت باكي: وليه ما أصيح أنا مالي قلب... ما أحس، حرام

عليك تعبت وأنا أمثل القوة لزوجتي... ما فيني أتحمل، أنا تعبـان يخوي تعبااان

مسح ريان ظهر أخوه وقال: أذكر الله يا ناصر... أذكر الله

ناصر يكمل كلامه بصوت عالي: كله من ها الترقيه... كله من ولد عمك يوم عطاني

الترقية... لو ما صار اللي صار كان عيالي حولي... وش استفدت منها الحين قلي

وش استفدت

توهق ريان لأن أخوه ينهار.... مد يده بصعوبة لأن ناصر ضامه، مد يده للجرس

ودقه.... دقيقتين وجت الممرضة، سمعت صراخ ناصر وطلعت وما رجعت الا والدكتور

معها....


ناظر ريان أخوه اللي استسلم للنوم وتحسر.... طلع من الغرفة لما طلب منه الدكتور يطلع....


الدكتور: أخوك وش فيه... لما جبته كان منهار لأنه ما ياكل كويس... بس الحين ليه انهارت اعصابه

تنهد ريان: انسرق ولده من اسبوع

الدكتور بصدمة: ايش

ريان: إيوه بس للأسف الشرطة ما لقته... عن أذنك



اليوم الثاني....

فتح ريان عيونه لما سمع زوجته تصحيه....

ليلى: ريان... يللا أصحى صارت الساعة 11

ريان بكسل: طيب... طيب

ليلى: يللا قم عشان تاكل الفطور معي

سحب ريان نفسه وناظر المكان يستوعب.... كل شي وردي وبناتي، استغرب مو هذا أثاث غرفته....

ناظر ليلى اللي جالسة ع الأوظه وقال: وين إحنا فيه

التفتت ليلى وقالت: ببيت أبوي

ريان بصدمة: ايش

ابتسمت ليلى: وش فيك ما فيها شي إذا نمت هنا

ريان وهو يبعد الغطا عنه: الظاهر إني مو بوعيي... كيف وصلت هنا مدري

وقفت ليلى وضحكت: هههههه يللا تعال معي عشان تروح الحمام

وقف وطلع برة الغرفة مع زوجته ودخل للحمام.... ولما طلع شاف ليلى واقفة

وبيدها المنشفة.... ايش ها الأهتمام اللي مو متعود عليه.... تحسر بداخله

بسبب اللي صار نسى أنه عريس..
..
ليلى: يللا الفطور جاهز

ريان: وين... لايكون تحت

غمزت له ليلى: لا بغرفتي

توهم بيروحون الغرفة وقفوا لما سمعوا صوت الجازي....

الجازي: ريان

التفت ريان وشافها واقفه بجلالها: هلا يا مرت أخوي شلونك

الجازي: الحمد لله بخير... وأنت

ريان: نحمده على كل حال

الجازي: ريان وين ناصر

ارتبك ريان: ايش

الجازي: وينه فيه... أمس ما أتصل والحين ما يرد علي... وينه فيه

توهق ريان وقال: ننـ.ـاصر بالمستشفى

الجازي بصدمة: مستشفى!! وش فيه

ريان: تعب أمس ونوموه عندهم

الجازي: أي مستشفى... أبي أروح له

ريان: الزيارة تبدا العصر... وخليني أنا أشوفه وبعدين أرجع آخذك

الجازي تبي تسكته قالت: طيب

ريان: الجازي

التفتت الجازي وقال ريان: إذا ما عليك أمر أبغى ملابس لناصر

الجازي: العصر أجهزهم لك

رجعت لغرفتها لما سمعت صياح ولدها أحمد....


دخل ريان الغرفة بعد ما طق الباب وشاف ناصر يناظر حضنه بسرحان.... قرب ريان

وجلس على طرف السرير وقال: شلونك يا ناصر أحسن

ناظره ناصر: الحمد لله أحسن... ريان

ريان: هلا

ناصر: أبغى أتروش

رفع ريان الكيس اللي بيده وقال: يللا قم جبت لك ملابس

وبعد دقايق قال ناصر: ريان... ريان

قرب ريان من باب الحمام وقال: وش فيك

ناصر: تعال ساعدني

دخل ريان وشاف ناصر واقف وقال: وش فيك

ناصر: جسمي يرتجف منيب قادر أمشي

طلع ناصر بمساعدت أخوه وجلس ع السرير.... حط ريان الغطاء على أخوه وظل يناظره وهو يفكر فيه....

التفت ناصر للنافذة وسرح.... سمع أخوه يقول: ناصر وش فيك... وش تفكر فيه

ناصر وهو على وضعه: أفكر بمحمد... أخاف يرجع لي خربان وبيقول أنا اللي

ضيعته... أخاف اللي خذوه يرمونه ع الخدامة وتلعب فيه... ويمكن يرجع لي مشوه

بسبب حادث أو شي ثاني... أو يمكن أموت وما أشوفه

أنفطر قلب ريان على أخوه وحط يده بكتفه وقال: لا تفكر كذا يا ناصر... ومهما صار

لمحمد بيصير ربي كاتب له ها الشي... بس خل إيمانك بالله قوي وأدعي أنه

يحفظه ويرجعه لك سالم

تنهد ناصر: الله كريم... - ناظر أخوه وقال: وش أخبار الجازي

ريان: طيبه... ومن شوي سألتني عنك، تبيني أجيبها

ناصر: إيه

وقف ريان وطق الباب وقال: أدخل

دخلت الجازي: السلام عليكم

الكل: وعليكم السلام

ريان: خلاص انا بطلع الحين... ناصر إذا تبي شي دق علي

ناصر: طيب

ريان: مع السلامة

طلع ريان ومد ناصر يده لزوجته وقال: الجازي... تعالي

قربت الجازي ومسكت يده.... كشفت وجهها وجلست على طرف السرير....

الجازي: سلامتك يا ناصر... ما تشوف شر

ناصر: الشر ما يجيك

الجازي: وش فيك... ليه ما قلت لي أنك تعبان

ناصر: هذا أنتي قلتيها تعبان... تعرفين التعب والتفكير وقل الأكل هدوا حيلي... ما

قلتي لي وين أحمد

الجازي: بالبيت مع أمي وليلى

ناصر: حرام والله أختك ما فرحت بزواجها

الجازي: وش نسوي لا هي ولا ريان مو راضيين يسافرون... - ناظرت الطاولة

وشافت أكل المستشفى وقالت: وش فيك ما كلت

ناصر: أول شي مالي نفس... وبعدين هذا أكل مستشفى حتى لو إني جوعان

تنسد نفسي


الجازي: وأنت صادق

وقفت وجابت حافظت الأكل اللي جابتها معها.... قربتها من ناصر وقالت: حتى أنا

ما لي نفس... بس أمي سوت شوربة وقلت لها إني باكل معك

بدوا ياكلون وهم يغصبون أنفسهم.... كل واحد يغصب نفسه عشان الثاني...

وقلبهم مفطور على ولدهم محمد...


.


مر يوم....




وشهر....




وسنة....



بعد 7 سنوات....






حطت أم أحمد العطر لولدها أحمد وهي مبسوطة.... ناظرته وابتسمت لكن بنفس

الوقت مر ببالها محمد.... ما تدري ليه فرحتها لأحمد تنقص لأنه يذكرها بأخوه....

دخل أبو أحمد وقال: ما خلصتوا

أم أحمد: الا خلصنا... يللا حمتوو البس الشنطة

أحمد مبوز: ما أبي أروح المدرسة... أخاف يطقوني

أبوه: لا تخاف بابا محد ضاربك

أم أحمد: آآه كان نفسي يكون محمد معه

أبو أحمد: الجازي الله يخليك لا تنكدي علي يومي

أم أحمد: ليه ما ودك يكونون اثنينهم معك بها اليوم


أبو أحمد: الا ودي... بس وش أسوي إذا الولد ضاع، خلاص أنسي محمد أعتبريه

مات... يللا خلينا ننزل نفطر

الجازي بخاطرها" مات يا ناصر... ما قلت مسافر وبيرجع.. كل شي أحطه ببالي لمحمد الا الموت.. الله يحفظك يا حمودي وين ما كنت "....

نزلوا يفطرون الا أحمد اللي أكل شوي وتمدد ع الكنب ونام.... خلصت أم أحمد

الفطور وشالت الأطباق.... جا أبو أحمد من بعد ما غسل يدينه.... راح الصالة

وشاف ولده نايم.... قرب منه وهزه وقال: حمتوو... أحمدووه قم يللا مدرسه

أحمد على وضعه قال: طيب بابا بقوم

ناظره أبوه وتذكر محمد.... كان المفروض اثنينهم حوله بس تجري الرياح بما لا

تشتهي السفن.... " وش يسوي محمد الحين.. راح المدرسة ولا للحين نايم..

الله يجمعنا فيك يا محمد "....

جت أم أحمد وشافت زوجها يناظر أحمد بسرحان.... أنفطر قلبها لأنه أكيد يفكر

بمحمد مثلها.... وما تدري ليه ينكر تفكيره بولده.... قالت تنبهه: للحين ما رحتوا... يللا يا ناصر بتتأخر ع المدرسة


انتبه أبو أحمد وقال: يللا... شكل ولدك ماله نيه يقوم... - شاله وقال: يللا يا بطل قم

طلع من البيت ووصلوا المدرسة....

وبعد ما انتهى الأحتفال قرر أبو أحمد يمشي مثل باقي الأباء.... بكى أحمد لأنه

من أول كاره المدرسة.... أضطر يجلس معه لمدة ساعة.... ولما شاف ولده يلعب

كورة مع باقي الأولاد.... تسحب من المدرسة وطلع... وصل البيت وراح غرفته

وشاف زوجته جالسه تقرا قرآن...
.
سكرت أم أحمد المصحف وقالت: وش فيك جيت من العمل بدري

فصخ شماغة وجلس وقال: ومن قال إني رحت العمل... على حساب أحمدووه

حسبوا علي غياب


أم أحمد: ههههههههههههه يا حياتي ها الأحمد... ما قلت لي وش سويت معه

بالمدرسة

أبو أحمد: احتفال عادي... بس ولدك لاصق فيني ويصيح كنه حد قايله إني برميه
للكلاب


أم أحمد: أجل كيف جيت


أبو أحمد: والله شفته يلعب كورة وطلعت

أم أحمد: حرام عليك الحين يدورك

أبو أحمد: أنا ما أدري ليه مو طايق المدرسة... هذا واحنا مدخلينه روضة

أم أحمد: الروضة غير لأنهم مدرسات وأحن من الرجال

أبو أحمد: هذا أنا لما سجلت المدرسة... عمي وصلني لفصلي وطلع صحيح

خفت بس ما سويت اللي سواه أحمدووه اليوم

أم أحمد: هههههههههههههههه... ما تدري يمكن محمد مثلك

التفت أبو أحمد للتلفزيون وقال: يمكن


بنفس الوقت....


أم مازن كانت مبسوطة وهي تجهز مازن للمدرسة.... تغيرت حياتها بوجوده معها

والكل ملاحظ ها الشي وأولهم أبو مازن.

...
مسح أبو مازن شعر ولده اللي يناظر مبنى المدرسة.... مسك يده ومشى فيه

بفخر وكأنه ولده.... أنبسط مازن بالمدرسة لأن أول يوم له.... واللي خلاه مبسوط

أكثر وجوده مع عيال الجيران.... وغير الأكل اللي يوزع عليهم واللي محروم من أغلبها....


بعد المدرسة.


...
دخل مازن البيت وبدا يسولف لأمه باللي سواه.... أم مازن كانت مبسوطة وهي

تسمع لولدها.... وبعد ما خلص سوالفه تمدد جنبها وحط راسه على حضنها....

مسحت أم مازن شعره بحنان وما حست فيه الا وهو راح بالنوم....

شالته وضمته وكأن حد بياخذه منها.... " لأنها تذكرت كلام أختها وهي تسولف مع
أمها....


أختها جواهر: بدل ما يدفع عبد الله فلوسه على ولد الشارع... المفروض يحتفظ فيها عشان أمل وعلاجها

أمها: وعبد الله من وين له... وحتى لو يجمع، أنتي تظنين المبلغ بسيط... وبعدين

وش فيتس على ها الولد... أنتي ما تشوفين الفرحة بعيون أختس... عشانها

حبيه وحني عليه... والله انها تحبه وتخاف عليه كنه ولدها الله يخليه لها

أختها: أحبه... هه والله لو أنها ترجعه لدار الرعاية أحسن لها... الله يسامحها أمل فضحتنا بين الناس

أمها: قالت فضيحه قالت... أسكتي بس لا تسمعتس أختس "

حطت أم مازن الغطا على مازن ومسحت دمعتها.... ما تدري ليه مستكثرين عليها

الولد اللي فرحانه فيه.... ناظرته وخافت أنها تخسر أهلها عشانه.... هزت راسها تبعد هالفكرة من بالها....

دخل أبو مازن وقال: وش فيه مازن نام

أبتسمت أم مازن: من الفرحة بالمدرسة ما نام الا متأخر أمس... وجلس من بدري عشان المدرسة

أبو مازن: ههههههه الله يحفظه... ولو إني توقعت أنه بيخاف بس عادي عنه... لأن أولاد عيال عمي معه

أم مازن: أحسن حاجة إنا معه حد بالمدرسة... تبي غدا

أبو مازن: إيوه... ومازن أصحيه

أم مازن: أتركه ينام ساعة... وبعدها أغديه

مر يوم....
.

.

وشهر....

.

.

وسنة....

.

.

بعد 6 سنوات زيادة
....


وصل مازن للبيت.... دخل يده بجيبه وطلع المفتاح.... فتح باب البيت ودخل

للصالة.... شاف أخته أروى { سنتين } نايمه ودموعها بخدها كالعادة.... هذا حالها

من توفت أمها أمل.... عبد الله يروح للعمل ومازن للمدرسة ويتركونها لحالها بالبيت

الين يجيها مازن.

...
حط مازن كتبه بمكان ما توصل له أروى وراح المطبخ.... فتح الثلاجة وأخذ الجبن

والمربى.... أخذ له الخبز ومسح الجبن والمربى فيه وبدا ياكله.... ناظر الخبز

بحسرة، طفش منها لأنها الوجبة الرئيسية بالنسبة لهم.... ما يدري ليه فجأة
ارتفعت الأسعار وخلتهم على بساط الفقر....


طلع من المطبخ وراح للصالة.... أخذ كتاب العلوم وفتحه ويفر فيه.... مر في باله

موقف قديم.... دمعت عيونه وهو يناظر أروى النايمة.... لأنه تذكر المدرس اللي

قاله بحقيقته.... مقهور من أهله اللي جابوه بالحرام ورموه بالشارع.... الين جا

عبد الله ورباه عنده وهو مو مجبر يصرف عليه....


بعد ساعة ونص.... وصل أبو مازن بيته ودخل وشاف مازن يضرب أروى وهي تبكي....


أبو مازن: مااازن... ايش هذا

ركضت أروى لأبوها وهي تصيح.... شالها أبوها وقرب مازن وقال: يبه... أرووه شقت كتابي

جلس أبوه: وليه ترمي كتبك بالأرض

مازن: نمت وأنا أكتب صحيت وشفت أرووه شقته


أبوه: تستاهل عشان مرة ثانية ترفع كتبك بعيد عن أروى... يللا شل أغراضك لغرفتك

راح مازن وشال كتبه وهو مقهور.... راح غرفته وحطهم ع المكتب.... طلع لما سمع أبوه يناديه....

مازن: نعم يبه

أبوه: خذ أروى وغير حفاضها

أنقهر مازن تشق كتبه ويغير حفاضها.... مسكها وراح فيها للحمام نزل لمستواها

حتى يفتح الحفاض.... أروى تبي تنتقم منه ضربته على وجهه.... عصب منها وقرصها وقال: يحماره


صرخت أروى وجا أبوها وقال: مازن وبعدين معك

مازن مقهور: ليه تضربني

أبوه بعصبية: وأنت تحط عقلك بعقل بزره... قم أطلع برة... يللا قم

ناظره مازن وهو مصدوم.... هو عارف إنا عبد الله مو أبوه لأن المدرس قاله.... وهو واجه عبد الله وصار كلام المدرس صحيح....

قال وهو يرتجف: و..وين أروح

استغرب أبو مازن من تغير مازن.... نزل لمستواه وقال: مازن وش فيك

دمعت عيون مازن وقال: أنا عارف أنك مو أبوي وأنت قلت أطلع برة... أطلع برة

البيت وين أروح

تذكر أبو مازن إنا مازن عارف بحقيقته.... وطبيعي يتحسس من أي كلمة.... ضمه

وقال: مازن أنا قلت لك أطلع برة... يعني أطلع من هنا، رح الصالة أو غرفتك... مو أطلع من البيت ولا تجي

بكى مازن على صدره وقال: يبه لا تطردني أنا ما أعرف أحد... إذا كبرت أنا بطلع

لحالي... بس لا تطردني والله ما أضرب أروى

مسح أبوه ظهره وقال: أنا ما أبيك تطلع حتى لو كبرت... وبعدين أروى من ينتبه

لها... هذي أختك الصغيرة ومالها إلا احنا... - بعده عنه وقال: يللا قم أغسل وجهك

وهات كتابك الصالة مع لزقه... عشان أعدله لك

مازن وهو يمسح دموعه: طيب

ناظر أبو مازن بنته وبدا يغير حفاضها.... تنهد لأن ها الشغلة مو له ولا لولده.... هذي شغلة الأم وبما أنا أمل توفت من كم شهر.... ماله إلا يكلم جارهم عشان يقول لزوجته تدور له عروس....

في الخبر ببيت ناصر....

نزل أحمد { 13 سنة } من الدرج وهو مبسوط.... دخل الصالة وما كان فيها أحد....

راح لمكتب أبوه ودخل.... أبو أحمد كان جالس بالمكتب ومندمج بالعمل....

قرب أحمد منه وقال: بابا... متى تعلمني السواقة

رفع أبو أحمد راسه عن الأوراق وناظر ولده.... تذكر محمد وأنفطر قلبه، كان

المفروض يكونون اثنينهم حوله.... ضم أحمد وبخاطره" وش تسوي يا محمد..

وكيف عايش"....

أحمد قرا أفكار أبوه وقال: بابا إن شاء الله محمد بيرجع

استغرب أبو أحمد وبعد ولده عنه وقال: من قالك عنه

أحمد: ماما قالت لي عن أخوي محمد... ورتني صورته يشبهني مرره

تنهد أبوه: الحمد لله على كل حال... وش عندك جاي
أحمد: أبغى تعلمني السواقة أنت وعدتني


أبوه: إيوه بس مو اليوم

أحمد: لا تلعب علي بابا

لف أبوه عنه: أحمد أطلع بره

أنقهر أحمد ودمعت عيونه وقال: ليه تكذب علي

أبوه: أحمدووه والله منيب رايق... أقصر الشر وأطلع

نزلت دموع أحمد وقال: ليه ما تحبني أنا مو ولدك... ليه تقول شي وما تسويه

لا.... لا الا دموع أحمد لا تنزل.... لأنها غالية على أبوه، مو مكفي محمد مفقود

وما يدري عنه.... ويخاف يفقد أحمد مثل أخوه....


مسح دموع ولده وقال: افاا حمتوو ليه ها الدموع

أحمد بصوت باكي: قل أنك ما تبي تعلمني السواقه... يا ليت الخدامة قتلتني

وسرقت محمد

أبو أحمد خلاص عوره قلبه لأن ولده يدعي على نفسه.... ضمه وقال: خلاص أحمد

لا تصيح... بعد الغدا آخذك المزرعة وأعلمك السواقة... وش تبي بعد

أحمد بشك: وعد

أبوه: ايه وعد... تبي شي ثاني

ابتسم أحمد: لا... شكرا

انبسط أبو أحمد لما ابتسم ولده وقال: يللا رح قل لأمك تحط الغدا

أحمد: طيب

طلع أحمد أما أبوه ظل يفكر.... أحمد غالي عليه لأنه يذكره بمحمد.... كل طلبات

أحمد مجابة لأنهم ببساطة يخافون عليه حتى من نسمة الهواء....

راح أحمد المطبخ وقال: هاااي ماما

التفتت أم أحمد له وابتسمت: هلا حبيبي

قرب أحمد: وش غدانا اليوم

أمه: سويت لك السمك اللي تحبه

دخلت بنتهم غزلان اللي عمرها 8 سنوات.... دخلت وبيدها عروستها.
...
أحمد: ماما متى تحطين الغدا... بابا بياخذني المزرعة عشان يعلمني السواقة

أمه: من عيوني

ناظر أحمد أمه وهي تحط الغدا.... شاف أخته غزلان تسرح شعر عروستها.... راح

لها وخذ عروستها....

غزلان: أحمدوووه عطني لعبتي

أحمد كان يسوي حركات بوجهه حتى يقهرها.... وقال: إذا تبينها تعالي أخذيها

حاولت تاخذها وما قدرت.... ركض أحمد وركضت وراه.... وانتهى اللعب على صياح

غزلان لأن أحمد ضربها.... محد يقوله شي لأنه ببساطة مدلل....



في بيت أبو مازن...
.
خلال 3 اسابيع لقى أبو مازن بنت الحلال اللي رضت فيه.... من عايلة عادية لكن

دكتورة وتصرف على أمها وأبوها.... أخوها الكبير عاق بس أنه يسرح ويمرح في

دول شرق اسيا....


بعد الزواج....

دخلت بدور بيت زوجها أبو مازن وهي مبسوطة.... صحيح كانت تحلم بدكتور

مثلها.... لكن بسبب أخوها تأخرت بالزواج الين وصلت لـ 36 سنة.... والحين

تزوجت وصانت نفسها بغض النظر عن فرق العمر بينها وبين أبو مازن....

مازن: خالتي

بدور: هلا مازن

مازن: انتي بتسكنين معنا على طول

ابتسمت بدور: إيوه

مازن: وتنتبهين لأروى بدالي

بدور: ههههههه أكيد

ضحك مازن واخيرا بيرتاح من مسؤلية أروى
....
أبو مازن: بس يا مازن... خالتك تروح العمل من 6 الصباح وما ترجع إلا المغرب..

. يعني أنت اللي تنتبه لأروى

مازن: بس أنا بكون بالمدرسة... وتصير أروى لحالها بالبيت مثل قبل

بدور: لا ما راح أتركها لحالها بالبيت... باخذها عند أمي وإذا رجعت أنت من

المدرسة... تاخذها معك طيب

مازن: طيب




بعد شهر....



رجع مازن من المدرسة.... فتح باب بيتهم ودخل ومعه أروى من بعد ما أخذها من

بيت أهل بدور.... حط مازن كتبه بمكان ما توصل له أروى.... شغل التلفزيون لأروى

وتمدد ع الجلسة، حتى ينام....

دخل أبو مازن وبيده الغدا لعياله.... صحى مازن وأروى وجلسوا ياكلون غداهم....

بما أنا بدور بالمستشفى وما بعد ينتهي دوامها.... بعد الغدا تمدد أبو مازن حتى

يرتاح لأن عنده دوام 4 العصر....

العصر، بعد ما طلع أبو مازن صحت أروى وراحت لأخوها وهي تصيح....

أروى وهي تصيح: أأأ... أأ


رفع مازن راسه عن كتبه وقال: هااه يا أروى وش فيتس

أروى تحاول تنطق ودموعها بخدها: مااا..ماا

مازن: يا ربي... وش تبين يا أروى

ضربته أروى لأنه مو فاهم عليها....

عصب مازن ومسك يدها.... لكن تفاجئ من حرارة جسمها.... حط يده على

جبهتها ويده الثانية على جبهته يقيس حرارتها.... صحيح أروى تعبانة.... وش

يسوي أخته تعبانة وأبوه في العمل....

ناظر كتبه بكرة المدرس بيصحح دفتره ولازم يكمل دروسه.... بس هو عارف إنا عبد

الله مو أبوه.... وكثر الله خيرة اللي سكنه في بيته.... وقف ولبس ثوب المدرسة

ولبس جزمته.... راح لأروى اللي نامت لأن الحرارة هدت حيلها.... قرب منها

وشالها وراح المستشفى....

دخل المسشتفى وراح لنافذة الإستقبال.... شاف رجال ثلاثيني....

مازن: عمي... عمي أختي تعبانة

ناظره الرجال واستغرب: وين أمك عنها

مازن: أمي ماتت وأبوي بالعمل... بس خالتي دكتورة هنا

الرجال: وش أسم البنت

مازن: أروى عبد الله الـ...
تفاهم الرجال مع الممرضة اللي جايه تأخذ اوراق.... طلعت الممرضة وقالت: أنتا

ولد تئالي

راح مازن وراها وهو شايل أروى....

أشرت الممرضة وقالت: أنتا يجلس هنا... بئدين يسمئ نيم بيبي في قوم

ما فهم مازن وش تقول غير أنه يجلس وينتظر.... جلس ع الكرسي والكل

الشايب: يا ولدي... وين أمك عن أختك

مازن: أمي ماتت

الشايب: الله يرحمها وأبوك

مازن: أبوي بالعمل

الشايب: لا حول ولا قوة إلا بالله... وين عماتك وخالاتك

مازن: خالتي تشتغل دكتورة هنا وأنا باخذ أختي لها

طلعت الممرضة وبيدها ورقة المريض الثاني.... ما تعرف تقرا عربي وقالت

للسكيورتي ينادي.... أخذ السكيورتي الورقة وقال: أروى عبد الله الـ... أروى عبد

الله الـ..

قام مازن وراح له وقال: أروى أختي أنا

السكيورتي ظنه يتسهبل وقال: لا والله... وينها

أشر مازن بيده: هناك نايمة

ناظر السيكورتي وتفاجئ لما شاف بنت صغيرة نايمة.... ع الكرسي وجنبها

شايب.... وقال: هذي أروى

مازن: إيوه... أروح أجيبها

السيكورتي: إيوه عشان يدخلونها ع الدكتورة

راح مازن وشال أخته وجا.... السيكورتي فهم الممرضة وراحت ومازن وراها....

طلبت منه يجلس وينتظر الين يسمع أسم أخته.... جلس مازن وأروى بحضنه....

ناظر حوله كلهم نسوان وعندهم بزارينهم..
..
تعب مازن من أسلئة اللي حوله عن أمه وأهله.... أنتظر الين سمع أسم أخته...

. وقف وضغط على كتوفه.... مدد أيدينه بالهواء وشال أروى ودخل ع الدكتورة.
...

استغربت بدور لما شافت مازن جاي ومعه أروى....

وقفت بدور: مازن... وش فيها أروى

مازن: تعبانه حرارتها مرتفعة

خذتها منه وفحصتها.... ارتاحت لأنها حرارة عادية.... راحت لمكتبها وكتبت بالأوراق اللي قبالها....


بدور: مازن اسمعني كويس... خذ أروى الحين ورح البيت وسو لها كمادة... تعرف شلون توسي كمادة

مازن: إيوه... أخذ قماش وأغطه في موية باردة... وأحطها على جبهتها صح

بدور: صح... وخلك جنبها زين وانا بعد ساعة بجي طيب

مازن: طيب

طلع مازن وهو شايل أروى.... أما بدور بعد دوامها خذت الادوية لأروى ورجعت

البيت.... وشافت مازن يسوي مثل ما قالت له.... ابتسمت لأنها تحس بالاستقرار بعد زواجها....


بنفس الوقت....


ضمت أم أحمد ولدها أحمد وقالت: انتبه لنفسك يمه

أحمد مبسوط بالسفر: طيب ماما لا تخافين

أمه ودموعها بخدها: أتصل فيني كل يوم زين

أحمد: أكيد

أبو أحمد: كل ها الصياح ليه... مو أنتي تبينه يدرس بأمريكا

أم أحمد باست ولدها: هذا الغالي حمتوو... وأبيه يجيب معه الشهادة الكبيرة

أحمد: طيب ماما بذاكر كويس... بس لا تبوسيني أنا مو صغير

أبوه: يللا... مشينا

راح أبو أحمد مع ولده للمطار حتى يسافر لأمريكا ويدرس مع خاله وعيال خاله..

.. بعد ما ودع أبو أحمد ولده راح لبيت أخوه ريان.... وبدوا يتكلمون عن مشروعهم

الجديد مع شريكهم....

بعد ما طلع زوجها وولدها ناظرت بالفيلا.... صارت خالية من بعد أحمد حبيبها....

وغزلان بنتها في بيت عمها.... وهي لحالها بالقصر الكبير.... راحت لجناحها

وجلست ع السرير....

ناظرت بصورة عيالها أحمد ومحمد.... آخر صورة لهم مع بعض.... باست وجه محمد

بالصورة ونزلت دموعها...
.
قالت وهي تناظر محمد: وش تسوي يا حمودي صاحي ولا نايم... جوعان ولا لا

بردان ولا لا

ما تدري كم مر من الوقت وهي تكلم صورة ولدها.... رفعت راسها لما حست بحد

مسح شعرها.... شافت زوجها يناظرها وهو مبتسم بألم.... مع أنهم دايما

يتهاوشون لكن غياب محمد هو اللي يجمعهم....

مسح أبو أحمد دموعها وقال: لا تخافين... إن شاء الله بيرجع

زادت دموع أم أحمد: مدري كيف عايش مع العايلة... مدري هم يمنون عليه ولا

يحبونه... مدري هم فقارى ومحرومين ولا أغنية وكل شي عندهم

جلس أبو أحمد جنبها: ما يصير إلا اللي الله كاتبه له

أم أحمد: تدري كلما شفت أحمد يمشي أتخيل محمد يمشي معه.... كلما

شفته يلعب أتخيل محمد... - غطت وجهها بيدها وقالت وهي تبكي: قلبي

يعورني وأنا أشوف واحد ومدري عن الثاني

حط أبو أحمد يده على كتفها وهو يهديها لأنه إذا تركها لحالها بالبيت تبكي على

ولدها...

بعد كم شهر....

ركب جاسم السيارة ومشى الف، لأنه مقهووور.... كيف أخته الدكتورة تزوجت..

.. واي عريس واحد فقير ما عنده الا شهادة ابتدائي.... وهو اللي حرم أخته من

الزواج حتى يتمتع براتبها.... قلب البيت على أمه وأبوه لما عرف انها تزوجت....

وهذا هو رايح لها حتى يدفنها هي وزوجها....

وصل البيت ودق الجرس.... فتح مازن الباب واستغرب من الرجال اللي جا

لعندهم.... دفه جاسم بقرف ودخل البيت.... أنصدم لما شاف أخته جالسة جنب

رجال وبحضنها بنت.... يعني الكلام صحيح...
.
جاسم بصدمة: بـ..بدور

وقفت بدور وقال جاسم: وش تسوين هنا

بدور: هذا بيتي وبيت زوجي

فتح جاسم عيونه: زوجك؟؟

بدور: إيوه زوجي ولا تظن إني بظل أصرف عليك وعلى أشكالك

عصب جاسم: أيا الـ### يا مـ###... - قرب منها ورفع يده بيضربها.... بس هي

مسكت يده وقالت: لا تمد يدك لأكسرها

عطها كف بيده الثانية: يا .###... - جر شعرها بقسوة وقال: وأنت طلقها

ناظر أبو مازن بدور اللي تناظره برجاء وقالت: لا يا عبد الله ما عليك منه

ضرب جاسم رجلها وقال: كلي تبن... وأنت وش فيك ساكت، طلقها لأمسح فيك

الأرض

أبو مازن: أأ..أنتي ط..الق

طلع جاسم مع أخته وهو يجرها من شعرها وعم السكون المكان.... ناظر أبو مازن

بعياله وشاف الخوف بعيونهم.... قرب مازن من أبوه وقال: يبه من هذا

مسح أبو مازن شعره: هذا أخوها



بعد 3 ايام دق الجرس وفتح مازن الباب وأنصدم لما شاف بدور....

مازن: خالتي

بدور: مازن وين أبوك

مازن: داخل
دخلت بدور وتفاجئ أبو مازن لما شافها ووجهها مخطوف: بدور؟؟

بدور: عبد الله لازم نطلع من هنا

وقف أبو مازن: ليه... أنتي هربتي

بدور: إيوه... يللا ضروري نطلع

راحت لغرفتها وحطت لزوجها شويت ملابس... وراحت لغرفة مازن وأروى وحطت

لهم ملابس.... استغرب أبو مازن لكن قرر يسايرها.... ركبوا السيارة ومشوا لحي

ثاني....


أشرت بدور بيدها: وقف عند ذا العمارة

وقف أبو مازن وقال: ايش فيه

بدور: راح نسكن هنا فتره بعيد عن جاسم الين يسافر ويفكنا

أبو مازن: بدور اللي تسوينه غلط... وبعدين أنا طلقتس ما يصير أكون معتس ببيت

واحد

ناظرت بدور بعيونه وقالت: عبد الله أنا حـ..حامل

تفاجئ أبو مازن: ايش

بدور بفرح: أنا حامل يا عبد الله حامل

ابتسم أبو مازن: مبروك يا بدور

ابتسمت بدور: الله يبارك فيك

أبو مازن: يللا ننزل

أسبوع واحد ودق الجرس.... فتح مازن الباب ودفه جاسم بقرف.... دخل الصالة

وقال: يا الـ## ويا الـ##

بدور بعصبية: اسكت واللي يعافيك... أنا متزوجة بالحلال مو أنت تسرح وتمرح لا

حسيب ولا رقيب

أنقهر جاسم وطلع المسدس من جيبه: أن ما أنكتمتي يا بدور... أقسم بالله

لأكون مفرغ ها المسدس براسك

بدور بصراخ: ما يهمني

أبو مازن خاف على عياله وقال: مازن خذ أختك وأدخل الغرفة

مازن تسمر مكانه وهو يناظر المسدس.... قرب منه أبو مازن ودخله للغرفة هو

وأروى.... رجع الصالة وقال: هدي يا جاسم وأبعد ذا المسدس

ناظره جاسم ووجه المسدس عليه: أسكت أنت ولا كلمة... حتى ما أحترمت

شيباتك ومتزوج وحده خبلة وكبر بناتك

سكت أبو مازن لأن عياله بيضيعون بعده....

ناظر جاسم أخته: بلا هبال يا بدور وأمشي معي

بدور: على جثتي

نفذ صبره: بـدووور ترا والله لأقتلك هنا يا حـ###

بدور بتحدي: أقتلني وش اللي مانعك... مطلع رجولتك علي وناسي نفسك... ولا

حلال عليك أنت تتزوج و....

سكتت لأن الرصاصة اخترقت جبينها.... طاحت ع الأرض وأسلمت روحها لباريها....

نزل أبو مازن لعندها ومسك يدها ودموعه بعيونه....

أستوعب جاسم اللي سواه، قرب ببطئ وقال: ببـ..ـدو..ر

شافها ما تحركت نزل لعندها وبدا يهزها: بدور... بدور أصحي... - نزل راسه على

صدرها وبكى: سامحيني يا بدور أنا أحبك أنتي أمي وأختي وحبيبتي... وماابي

أحد ياخذك مني... سامحيني يا أختي سامحيني

الجيران بلغوا الشرطة عن صوت طلق مسدس.... داهموا الشرطة الشقة وحطوا

الأصفاد على جاسم وأبو مازن.... والغطاء على جثة بدور....

أبو مازن: لو سمحت يا الأخو

الضابط: خلك ساكت

أبو مازن: عيالي... عيالي بالغرفة

دخل الضابط للغرفة وشاف الأثنين ضامين بعضهم ودموعهم بعيونهم....

الضابط: يللا يا عيال تعالوا

مازن وهو يرتجف: لا... الحين يقتلنا المجرم

الضابط: مسكنا المجرم... يللا تعال أنت وأختك

ارتاح مازن لأن هذول الشرطة.... وقف ومشى مع الضابط وأروى متمسكه فيه....

ناظر جاسم وأبوه ويدهم وراهم.... في حد متمدد ع الأرض وعليه الغطا....

ناظر حوله يدور بدور وما شافها.... أكيد أنها بغرفتها لأنها تتغطى من الرجال....

الضابط: خذوهم لدار الرعاية

ناظر مازن أبوه وقال: يبه

أبو مازن هز راسه يطمنه: رح معهم

بعد فتره طلعت براءة أبو مازن.... تنازل عن حق زوجته لأنه ما يبي مشاكل.... طلع

من مركز الشرطة بعد ما أخذ عياله.... ركب سيارته ومازن وأروى معه....

مازن: يبه وين خالتي بدور... من ذاك اليوم وما شفناها

تنهد أبو مازن: مازن... بدور توفت

مازن: أخوها قتلها صح

هز أبو مازن راسه وكمل طريقه..

...
.
.


يتبع......

يوم العيد....

طلع أبو أحمد من غرفته بيروح يصلي صلاة العيد.... مر عند غرفة ولده أحمد حتى

ياخذه معه.... بس الغرفة كانت فاضية، ناظر الغرفة وتحسر.... كل سنة يتمنون

وجود محمد معهم.... وها السنة أحمد مسافر وفضى البيت بعده.... تنهد

وطلع.....


بعد الصلاة....


جاء من المسجد ودخل الصالة وشاف زوجته تبخر البيت.... التفتت أم أحمد لما

شافت زوجها دخل وراحت له وعايدت به....

أبو أحمد: بخرتي المجلس

أم أحمد: إيوه

أبو أحمد: كويس أخوي وعيال عمي جايين

هذي العادة السنوية يا ببيته أو ببيت أخوه.... نص ساعة وامتلا البيت من

الأهل.... أم أحمد كلما شافت زيد ولد أختها تناديه.... وتتذكر أنا أحمد مو موجود

وتسكت والكل ملاحظ وعارف السبب....

رن التلفون.... قامت أم أحمد ترد: الوو

ـ :...............

دمعت عيونها: يا هلا والله بالغالي... شلونك يمه

ـ :....................

أم أحمد بصوت باكي: وأنت بخير... وش مسوي مبسوط

ـ :.............

أم أحمد: الحمد لله... خالك جنبك

ـ :................

أم أحمد: عطني أكلمه


وبعد ما سكرت أبتسمت أهم شي أنها تطمنت على أحمد....




بنفس الوقت بالرياض....

طلع من المسجد هو وأبوه.... ناظر حوله الرجال يعايدون ببعض والعيديه تزوع ع

العيال الا هو.... لأنه واقف ورا أبوه وكأنه يتخبى عنهم....

شاف الأولاد مبسوطين وهم يعدون عيديتهم.... وبعدها راح مع أبوه لبيت عيال

عم أبو مازن.... الكل يعايد بالثاني والكل مبسوط.... ناظر أبوه لما ناداه....

مازن: نعم يبه

أبو مازن: رح العب مع الأولاد

مازن: طيب وين أروى

أبو مازن: عند خالاتك داخل

طلع مازن للشارع.... ناظر الأولاد اللي كبره وهم يلعبون بالألعاب النارية.... كلهم

لابسين ثياب جديدة والجزم وغيره وغيره.... وهو ما عنده شي يفرح فيه غير

عيديته...

.
واحد من الأولاد قال: مازن تعال العب معنا

انبسط مازن بس قال ثاني: لا... أمي تقول لا تلعبون مع مازن لأنه جاي من

الشارع

الأول: يعني شلون من الشارع

الثالث: أمي تقول أهل مازن ما يبونه لأنه يفشلهم... عشان كذا حطوه بالشارع

وجا عمي عبد الله وخذه


دمعت عيون مازن وما قال شي لأنه عارف أنا كلامهم صحيح.... اخترع لما سمع

صوت انفجار وراه.... الكل ضحك على شكل مازن، ناظرهم مازن وقال: ما يضحك


ناظر ثوبه وأنقهر ما يكفي أنه قديم.... بعد احترق بسبب الألعاب النارية.....


التفت لما سمع وحده من البنات تناديه: نعم

البنت: تعال خذ أروى لأنها تبكي داخل

دخل داخل وندم لأنه شاف نظرات كره له.... طنشهم ودور أروى حوله وما

شافها.... ناظرته زوجة خاله بشفقه" رحتي يا أمل وتركتي ها المسكين يعاني"...

.
زوجة خاله: مازن

ناظرها مازن وقال: نعم

زوجة خاله: أفتح ذا الدرج تلقى فيه مشط هاته

فتح مازن الدرج وبدا يحوس.... ما حس الا بحد يجر شعره لورا....

تألم مازن وقالت خالته: وش عند تحوس بالبيت... بتسرق صح

مازن يتألم: لا خالتي قالت لي أجـ...

قاطعته وهي تشد شعره: لا تكذب أنا شفتك تسرق

جرته من شعره وطلعت به للتهوية من جهة المطبخ.... فتحت باب الشارع اللي

ورا ودفته.... طاح مازن بالأرض وانجرحت يده....


خالته بعصبية: أن شفتك داخل البيت بسكر رجلك فاهم... ما بقى الا أولاد

الشوارع يسرقون... لا بارك الله فيك من ولد

جلس مازن الدرج بالشارع يناظر حوله.... دمعت عيونه، ليه يكرهونه عشان محد

يعرف أهله.... سمع خالته تنادي العيال عشان الغدا.... ظل بمكانه الين جا له أبو

مازن وبيده أروى....

أبو مازن: مازن وش تسوي هنا

وقف مازن: خالتي طردتني بره

تفاجئ أبو مازن: جد

نزلت دموع مازن وضم أبوه: إيوه... قلت لك ما أبغى أجي هنا لأنهم ما يحبوني...

حتى عيالهم يقولون مانبي نلعب معك لأنك ولد شوارع

تحسر أبو مازن على حال ولده ومسح شعره وقال: خلاص يا مازن... أمسح

دموعك ومنيب جايبك هنا مرة ثانيه


ثالث أيام العيد.... وصل أبو أحمد وزوجته وبنته الرياض الصباح وبعد ما ارتاحوا

بشقتهم قرروا يتمشون بالرياض.... راحوا الحديقة وبعدها راحوا المجمع عشان

الملاهي والمطعم....

أم أحمد تناظر بنتها اللي مبسوطه باللعب.... وما تدري ليه تحس أنها بتشوف

ولدها اليوم.... تناظر حولها وكأنها تدوره بين مئات الناس....

أبو أحمد وهو ماسك بيد بنته: الجازي يللا خلينا نروح المطعم

أم أحمد: إيوه... خلنا نشتري من كودو

راحوا لجهة المطاعم كانت واقفه قريب من زوجها اللي يطلب عشاء.... انتبهت

بحد صدم فيها.... ناظرته الا هو ولد صغير....

فتحت عيونها ع الآخر لما شافت ولدها يقول: آسف يا خاله... آسف

الصدمة الجمتها، هذا ولدها محمد النسخه الثانيه من أحمد.... كان احساسها

صادق وقلب الأم يحس بضناه.... ناظرته وشافته شال البنت اللي تركض ويناظرون

الدبدوب بالمحل.... مشت له وكأنها مبرمجة وحست بيد على كتفها....


التفتت وقال أبو أحمد: وش فيك وين رايحه

ناظرته وقالت: محمد هنا

أبو أحمد بصدمه: ايش

التفت لجهة ولدها وهي تقول: ناظر هنا واقف

ناظر وين ما ناظرت وشاف رجال واقف شايل بنت ومعه زوجته.... التفتت أم أحمد

واستغربت لأنها متأكده إنا اللي شافته ولدها....

أبو أحمد: الجازي... الظاهر أنك تتوهمين

تلفتت أم أحمد يمين وشمال وقالت: لا أنا متأكده... كان هنا مع بنت صغيرة

أبو أحمد: الجازي... من شوقك لولدك صرتي تشوفينه بكل مكان

أم أحمد: بس أنا...

قاطعها زوجها: وبعدين، ترا هذي ثاني مره تصير... يللا العشا جهز خلينا نمشي

مشت معه وهي مستغربه من نفسها.... معقوله اللي شافته وهم، كيف وهم

وهو كلمها.... ظلت طول الوقت تدور عليه بدون فايدة....



بنفس المجمع....

أبو مازن عشان العيد قرر يجازف بـ300 ريال عشان ينبسطون عياله.... جابهم لها

المجمع عشان الملاهي اللي بوسطه.... واصلا هو ما يدري عن وجود المجمع الا

من زوجته بدور....


دخل هو مع مازن وأروى وعلى طول عند الملاهي.... تركهم يلعبون على

راحتهم.... وبعد رجع مازن وأروى لأبوهم اللي كان جالس ع الكراسي....

مازن: يبه خلنا نرجع البيت

أبوه: ليه

مازن: جوعان أبغى عشاء

ابتسم أبو مازن وقال: من أي مطعم تبي

مازن: جد!! بنشتري من مطعم

أبو مازن: أكيد... هاه أي مطعم تبي

مازن: كنتاكي يبه... ربعي يقولون حلو مره

راحوا لجهة المطاعم.... وقف أبو مازن عند كتناكي وطلب العشاء.... حط أروى

بالأرض لأنه تعب وهو شايلها.... ناظرت أروى حولها وشافت الدبدوب المعروض

بواحد من المحلات وراحت له....

شافها أبوها وقال: مازن الحق أختك

راح لها مازن وما انتبه للحرمه اللي صدم فيها.... ناظرها وقال: آسف يا خاله آسف

راح لأروى وما درا أنها أمه.... شال أروى ويفرجها ع الدب وقال: ناظري يا أروى

دبدوب

أروى مبسوطه: داا داا

التفت مازن لما سمع أبوه يناديه.... شافه شايل كيس المطعم ويأشر له تعال وراح له....





مرت الأيام....



حط مازن الصينية اللي عليها أطباق.... واحد فيه مربى والثاني فيه الجبن

والزيتون.... وقف عند الفرن وهو يسخن الخبز ويتكلم بهمس.... ما كان يهمس

بشي إلا بآيات قرآنية لأن عنده إختبار فقه.... وجالس يراجع الآيات المطلوبة....

حط الخبز بالكيس وبدا يسوي العصير.... حالف على نفسه يتولى شغل البيت

عشان ما يمن عليه أبوه....

لما جهز العصير قال بأعلى صوته: أروى... يا أروى

جت أروى وقالت: نعم مااسن

مازن: روحي قولي لبابا عشا

طلعت أروى أما مازن شال الصينية وراح الصالة .... توه بينادي أبوه إلا أبو مازن

جا....


أبو مازن: جهز العشا... ما قصرت يا ولدي بارك الله فيك

ابتسم مازن: ما سويت شي

ولما خلصوا العشا قام مازن وشال الصحون وراح المطبخ.... لبس المريلة ووقف

عند المغسلة وبدا يغسل اللي قباله...
.
دخل أبو مازن وقال: مازن

التفت مازن: سم يبه

أبوه: أنا ما قلت لك طلع قيمة الأكل اللي تأكله

ابتسم مازن: عادي يبه

أبوه: طيب نام ساعة وبعدها كمل شغلك

مازن: خلاص ما بقى شي

بعد ما خلص شغله طلع من المطبخ وعلى طول راح يتروش.... تمدد بالصالة وأخذ

له غفوة....




شـوقٌ يـدفـعـنـي لأراهـا.... أمـي ذكـرى لا أنـسـاهـا....
فتح مازن عيونه على صوت التلفزيون العالي.... التفت وشاف أروى تتابع سبيس

تون بإهتمام.... بدور هي اللي شرت لهم الريسيفر والأجهزة الكهربائية.... خذتهم لسوق وشرت لهم ملابس.... دخلتهم لمجمعات وملاهي ما يحلمون يدخلون

فيها.... لكن كل هذا ما دام أكثر من 5 أشهر....

تنهد مازن بداخله لما تذكر نهايتها" رحمة الله عليك يا بدور ".... ناظر ساعته 11

الليل قام لغرفته.... وجلس ع السرير وكتاب الفقه بحضنه....

التفتت أروى وخافت لما أختفى مازن.... وقفت وراحت غرفته وارتاحت لما شافته

يقرا كتاب.... رجعت تناظر التلفزيون.... ابتسم مازن لما شاف أروى طلت عليه


وراحت.... لأنه عارف أنها خايفه تفقده مثل أمها....



اليوم الثاني....


سكر مازن ورقة الإجابات.... طفش وهو يراجعها لأنه متأكد من إجاباته.... ناظر

الورقة اللي قباله وتذكر يوم عرف أنه لقيط....

قبل كم سنة، قرا مازن أوراق تخصه.... واستغرب لما قرا كلمة مجهول الوالدين...

. راح لبيت أستاذه وسأله عن المعنى.... المدرس كان يكره مازن لأنه لقيط....

ولأن أخته غلطت وتوه من يومين تخلص من العار اللي جابته....

قال لمازن بقسوة: تعرف معنى مجهول الوالدين... يعني محد يعرف منهم أبوك

وأمك... لأن أمك حملت فيك من غير ما تتزوج... جابتك أمك بالحرام... عشان كذا

رموك بالمسجد بالحديقة أو حتى بالشارع.... ما يبونك لأنك عار عليهم

الصدمه خلت مازن ساكت....

المدرس: لا تظن أنا عبد الله أبوك أو زوجته أمك... لا أنت مو ولدهم، أهلك رموك

وأنت عالة على عبد الله وزوجته... - طلعه من بيته وقال: يللا فارق ولا أبي أشوف

وجهك هنا فاهم

جا أخو المدرس وقال: مشاري وش فيك ع الولد

مشاري: هذا لقيط... لقيط مثل البلا اللي جابته أختك جعلها الموت اللي يفكنا

منها


تعاطف أخو مشاري مع مازن وقاله بهدوء: رح يا ولدي... رح لبيتكم

راح مازن وهو مصدوم ودخل البيت.... كانوا عبد الله وأمل جالسين قبال

التلفزيون....

أمل: هلا وغلا بالغالي... تعال يمه

قرب وهو يناظرهم كيف هذول مو أمه أو أبوه.... كيف وهم يحبونه ويحاولون يجيبون له أي شي يبيه....


جلس جنب أمل وحط راسه بحضنها وقال: يمه

أمل: نعم يمه

مازن بصوت غريب: يمه صحيح أنا لقيط

أمل بصدمة: هااه

مازن: صحيح أنا ولد حرام

عبد الله جلس قباله: ومن قالك ها الكلام

عدل مازن جلسته وقال: أستاذ مشاري هو اللي قالي

عبد الله: وليه يقولك

دمعت عيون مازن: أنا سألته عن معني مجهول الوالدين... وهو قالي أنا أمي

وأبوي جابوني من غير ما يتزوجون... ورموني في الشارع لأني أفشلهم

عبد الله: وليه ما سألتني أنا... ليه تسال أستاذك

مازن وهو يرتجف: خفت أنك تعصب علي... بس قلي كلام الأستاذ صحيح

عبد الله ما قدر يسوي شي.... مازن عرف بحقيقته بقسوة.... قال: إيه كلامه

صحيح

ضم مازن أمل وبكى.... ضمته أمل ودمعت عيونها: حبيبي مازن احنا نحبك... وما

نقدر نعيش بدونك

مازن وهو يدفن وجهه في حضنها أكثر: ليه تحبوني وأنا مو ولدكم

سحبه عبد الله من حضن أمل وضمه: أنت ولدنا يا مازن وما عليك من كلام الناس

مازن ناظر عبد الله وقال: وين لقيتني فيه... في الشارع

عبد الله: لا لقيتك في عمارة يبنونها بس ف الليل

حاول مازن يبعد ها الذكرى عن باله.... لأن دموعه تجمعت.... ناظر ساعته وتنهد

متى يطلع من قاعة الإختبار....

نزل راسه ع الطاولة وتذكر لما حملت أمل.... كثير فرحوا هي وعبد الله.... عبد الله

جمع مبلغ مو سهل عشان العلاج.... والحمد لله ولدت وهي مبسوطة.... تحس

أنها صارت حرمه مثلها مثل غيرها.... تحمل وتولد وترضع مولودها....

تذكر لما زارها بالمستشفى ومعه عبد الله.... كانت متمددة ع السرير وبنتها

بحضنها.... قرب منها عبد الله وباس جبهتها....

عبد الله بحنان: الحمد لله على سلامتتس

أمل بتعب: الله يسلمك

ناظر عبد الله بنته الصغيرة وباسها: يسلم قلبها صغيرة

ابتسمت أمل: لازم صغيرة مولودة بالشهر السابع... - رفعت راسها وشافت مازن

واقف بعيد.... قالت: مازن حبيبي تعال ناظر أختك

حبيبي... أختك، ها الكلمتين سحروه وخلوه يقرب.... ويناظر أخته الصغيرة....

باسها وقال: تجنن... وش أسمها

أمل: ما بعد نختار... - ناظرت عبد الله وقالت: وش رايك باسم أروى

ابتسم عبد الله: خلاص إذا عجبتس أسم أروى... أسميها أروى

سنتين عاشتهم أروى مع أمها.... وبعدها أكتشفوا السرطان بمعدة أمل.... تذكر

مازن كيف كانت تعاني.... دايما تعبانة وتستفرغ وبعد فترة.... شافها تلبس

الحجاب لأن شعرها تساقط مع مفعول الكيماوي....

آخر مرة كلمها مازن كانت توصيه على أروى.... وبعدها ساءت حالتها ودخلت

المستشفى وما طلعت منها إلا جثه....

رفع مازن راسه وناظر المشرف اللي واقف عليهم.... ناظره المشرف وقال: لا

تستعجل ورقة التوقيع جايه... بس أنت راجع إجابتك

طفش من كلمة راجع إجابتك طول الأسبوعين وهو يسمعها.... ناظر ورقته وتذكر

أقسى موقف مر عليه.... لما كان هو و4 من ربعه معروفين بالعربجة والهواش

والفزعة....


فجاة قاله واحد منهم: مازن... حنا مانيبك معنا

مازن: ليه

الثاني قاله: والله احنا ما نصادق أولاد شوارع

قال الثالث: قصدك أولاد حرام

مازن بصدمة: من قالكم

الاول قال: أبوي قالي... أكيد تعرفه أستاذ مشاري مدرس العربي ف أبتدائي

سكت مازن ليه الدنيا قاسية عليه.... هذا المدرس والمتعلم عامله بها الطريقة

كيف الناس.... بدوا ربعه يتجهمون عليه بالكلام.... مشى وتركهم وهم يعايرونه

بشي ماله ذنب فيه....


انتهت العطله المشؤمة ودخلوا لمدرسة الثانوية.... أغلب زملائهم اللي بمتوسط

صاروا معهم بالثانوية.... استغربوا أنا الخمسة صاروا 4 واللي أختفى مازن....

شافوه جالس لحاله معقوله مازن هو اللي تركهم....

سألوه الطلاب وما قال غير: هم ما يبوني وأنا تركتهم

كيف ما يبونه وهو أكثر واحد يحبونه.... هو اللي يجمعهم وهو يصالحهم إذا

تهاوشوا.... واكثر وأحد يزورهم إذا حصل لهم شي.... فجاة ما يبونه.... سألوا

الأربعه وكانت المفاجاة.... مازن لقيــط....


بعض الطلاب عاتبوهم لأنه تركوه بسبب شي هو ماله ذنب فيه.... والبعض كان

موافق على تصرفهم.... أنتشر الخبر وأغلبية الطلاب عرفوا أنه لقيط....

ناس تناظره باشمئزاز وكنه شي نجس ومقزز.... وناس تناظره بشفقه لأنه ماله

أحد.... كره المدرسة وكره الرياض كلها....

وأخيرا جا الفرج ووصلت له ورقة التوقيع.... سلم ورقته ووقع حط أقلامه في جيبه

وقام وطلع.... طلع من الفصل والمدرسة بكبرها وهو يتحاشى يناظر حد.... هذا

آخر يوم من الإختبارات النهاية....

وراح يجي هنا عشان يأخذ نتيجته.... وبعدها بينقلون للخبر ويكمل الفصل الثاني

فيها.... مشى مسافة طويلة وبعدها وقف وهو يناظر مركز التموين.... قاله عبد الله

من سنين كان هنا في عمارة يبنونها.... وأنا لقيتك فيها في الليل....

يحب كل سكن تحت البناء لأنه مكانه الأصلي.... ناظر المركز وتنهد" يا ترا جيت

هنا يا يبه ودورتني.. ولا خوالي هم اللي رموني ".... دخل واشترى حلويات

لأخته أروى....




في بيت أبو أحمد....


أم أحمد وأبوه في بيتهم وبينهم نقاش حاد.... غزلان بنتهم بأولى متوسط....

متعودة ع النقاش الودي هذا.... وكله بسبب الأخ أحمد ودراسته.... ناظرت أختها

لينا اللي بسريرها وتعلب بالعابها....

أبو أحمد: لا يعني لا

أم أحمد: ليش يا ناصر

أبو أحمد: ما أبغى ولدي يعيش بغربه لحاله

أم أحمد: أي غربه... أنت ناسي أنا أخوي وزوجته عايشين هناك

أبو أحمد: ولو أبيه يعيش تحت عيني... مو مكفي الثاني ما أدري وين أرضه من

سماه


سكتت أم أحمد واصلا رد زوجها سكتها.... كانت تظن إنا أبو أحمد مو مهتم بس

صار العكس.... متضايق على ولده، كيف وهو يشوف نسخة وحدة بس... وما

يدري عن الثاني....


أبو أحمد كمل كلامه: خلاص تكفي متوسطة في امريكا... وثانوي يدرسها هنا

حاله حال ولد أخوي




بعد أسبوع....




دخل مازن البيت وقال: يبه نجحت


فرح أبو مازن: ألف مبروك يا ولدي... وعقبال الثانوية والجامعة

ابتسم مازن: يبه هذا الفصل الأول... باقي الفصل الثاني

أبو مازن: الله كريم... ما قلت لي وش تقديرك

مازن: ممتاز... - صرخ: يا أروى... أروى

جت أروى اللي عمرها 5 سنوات: ماااااااسن

شالها مازن: يا عيون ماسن أنتي... شريت لتس بسكوت اوريو

باسته وقالت: ثكرا


أبو مازن: يللا يا مازن... الحين بنسلم البيت

مازن: يللا

ركبوا لسيارة أبو مازن الكراسيدا.... وكان السكوت سيد المكان إلا من أروى

وحركتها.... مرة قدام بحضن مازن ومرة تجلس ورا....

ناظر أبو مازن ولده وشافه يناظر النافذة وهو سرحان.... أبو مازن عشان مازن باع

بيته وقدم استقالته وهاجر للخبر.... لأنه عرف إنا مازن خسر ربعه لأنهم تركوه بعد

ما عرفوا أنه لقيط....


هذا اللي قاله له ولد جيران إنا كل المدرسة تدري عن مازن.... وعشان كذا جاب

ممتاز وإلا العادة هو واحد من 10 الأوائل بالفصل....

طبعا مازن ما يدري عن سبب الإنتقال للخبر.... بس فكرة النقل خلته ينبسط...

. وصلوا الخبر وأجروا لهم شقة مؤقته على ما يلاقون لهم بيت....

بعد أيام حصلوا البيت المناسب.... في حي فقير لأن أبو مازن مراعي إنا الفلوس

اللي طلعت له من بيته القديم هي اللي بقت له.... راح أبو مازن وعياله واشتروا

أثاث مستعمل للبيت....


كان جالس مع ربعه اللي أغلبهم عيال الجيران.... كل أهتمامهم جوال، بلوتوث،

مقاطع فيديوا.... وهو ما يهتم بها الأشياء لأنها تافه بنظره.... يتيم الأب ومسؤل

عن جده وأمه وأخته المطلقة مع ولدها الصغير وأخته الثانية....

قرب منه واحد من ربعه وبيده جوال.... قال: علاوي شف الفيديوا

ناظر علي الفيديوا.... قال وهو يهز راسه: مسكينه الله يستر عليها

الولد: ههههههههه فنانه صح

وقف علي: جد أنك زاحف... وش استفد يوم شفتها... تخيل أنها أختك ما أتوقع

أنك بتضحك صح

عصب الولد وهو يطفي السيجارة : روح يا بابا عامل فيها شريف مكة

ناظره علي باحتقار وطلع " مجمع زبااالة.. صحيح شر لا غنا عنه ".... طلع من

المكان وراح لبيته وقف وهو يشوف ناس واقفين عند البيت اللي جنبهم.... هو كان

معروض للبيع والحين في ناس ينزلون أغراضهم....

قرب منهم عشان يشوف الجيران الجدد.... رجال كبير مع بنت صغيرة وولد

بعمره.... سكر مازن باب السيارة والتفت وناظر بعلي اللي يناظره وهو مصدوم...
.
ما أهتم مازن بشي ودخل البيت....

أما علي لما شاف مازن قال بهمس: أحمد؟؟

والأفكار تدور به يمين وشمال" أحمد بن ناصر ساكن هنا.. وش السالفة " راح

لبيتهم وجلس مع أمه وأخواته وهو يفكر بأحمد...

.

تمدد مازن ع السرير وهو يناظر الاسوارة.... توه من شوي عطاه إياها أبو مازن

وقال أنها كانت معه.... رفعها وهو يفكر فيها وفي صاحبتها.... حطها على يده وهو

يفكر" كيف كانت يد أمي.. بيضا ولا سمرا سمينة ولا نحيفة.. يمكن أنا أشبة أبوي


مو أمي ".... نام وهو على أفكارة



يتبع....

اليوم الثاني.... رن الجرس وفتح مازن الباب...
.
الرجال: السلام عليكم

مازن: وعليكم السلام

الرجال: أنا جاركم أبو خالد

سلم مازن عليه: يا هلا فيك... - بعد عن الباب وقال: حياك عمي تفضل

أبو خالد: لا يا ولدي أنا أبي أبوك... ما قلت لي وش أسمك

مازن: مازن

جا أبو مازن: مازن من جا

مازن: جارنا أبو خالد

سلم عليه أبو مازن: يا هلا فيك يبو خالد

طنشهم مازن ودخل وجلس يتفرج ع التلفزيون.... دقايق ودخل أبو مازن....

أبو مازن: مازن

مازن: سم يبه

أبو مازن: أنا بروح أجلس مع الرجال

مازن: من بيته

أبو مازن: مو بيت أحد... هم كلهم جالسين بالشارع

مازن: توكل على الله يبه... وأروى معي

طلع أبو مازن ودخلت أروى وبيدها تفاحة: مااسن وين بابا

مازن: بابا طلع

أروى: أبي بابا

فكر مازن أنه يجلس شوي بالشارع.... قام وفتح الدرج وأخذ الفرشاة.... وبدا يسرح

شعر أخته على طريقته.... ناظرها وجهها نظيف وشعرها مو مرتب بس هذا اللي

يقدر عليه.... وفستانها جااارت عليه الدنيا بس كان نظيف....

طلع معها وجلس عند درج بيتهم وأروى واقفه جنبه.... ناظر حوله الشياب

جالسين يسولفون ولمح معهم أبوه..
..
التفت لما سمع ضحك صغار وشاف أربع بنات من عمر أروى وأكبر.... ممسكين بيد

بعضهم ويدورون.... ناظر أروى اللي تناظر البنات" تتعودين يا أروى وتعلبين

معهن".... ناظر الشباب اللي قباله.... وهو مستغرب أنهم يناظرونه ويتهامسون

ويضحكون.... التفت لأروى لما سمعها تناديه: وش فيتس

أروى: أبي بابا

تنهد مازن ما له إلا يوديها وإلا بتزن على راسه.... وقف وقال: تعالي

راحوا لعند الشياب واضطر يسلم عليهم كلهم ويبوس روسهم.... بعدها قرب من

أبوه وقال: يبه أروى تبيك

ابتسم أبو مازن لبنته: وش فيتس يا بابا

أروى: أبي أدلس معك

قال واحد من الرجال: روحي لعند أمك

أروى: ماما بالدنة

انحرج الرجال وقال: سامحني يبو مازن ما دريت عن أم مازن

أبو مازن: ما عليك معذور... أروى روحي العبي مع البنات

أروى: ما أبي أحاف

الشايب بصوت عالي: ساره... يا ساره

وقفوا البنات اللعب وتقدمت بنت: نعم جدي

الشايب: أخذي الصغيرة معك

ساره: تعالي لعبي معنا

أروى: مابي

ساره قربت منها وقالت: ايش أسمك

أروى ببراءة: الوى

ساره: أروى تعالي لعبي معنا... شوفي أخوك جالس وأبوك جالس... يللا تعالي

ارتاحت أروى وراحت معها وبدوا يدورون وهم ماسكين بعض.... ويصفقون ويسون

حركات وهم يغنون.... أروى كانت خايفة وكل شوي تلتفت لأبوها.... راح مازن

لبيتهم بس وقف لما تقدموا له الشباب....

واحد قال: افاا يا أحمد... بعد ها العمر تجي تسكن هنا

الثاني: أحسن عشان ما يناظر الناس من طرف خشمه... الدنيا ما تصفى لأحد

استغرب مازن وقال: شكلكم تقصدون واحد ثاني مهوب أنا

الثالث: لا ثاني ولا ثالث... آآه الزمن غدار يا أحمد بس أنا ما أحب الشماته

تكتف مازن وابتسم وقال: إذا تأكدت إني أنا أحمد تعال أحكي... باي

مشى عنهم ودخل البيت.... أكثر شي مخلي باله مرتاح أنا ما فيه حد يدري أنه

لقيط.... عشان كذا النظرات له عاديه لا كره ولا شفقه.... دخل الصالة وجلس مازن

قبال التلفزيون .... وبعد دقايق دخل أبو مازن وأروى...

.
أبو مازن: السلام عليكم

مازن: وعليكم السلام... ها يبه انبسطت مع الرجال

جلس أبو مازن: إيوه الحمد لله كلهم طيبين... حتى أنهم شاروا علي أوصل بنات

أو مدرسات للمدرسة

مازن: إذا ها الشي يريحك توكل على الله

أبو مازن: إن شاء الله... مثل منت عارف الدارسة باقي لها أسبوع... وأنا بدور لي

باصن زوين وأخذه

مازن: وأروى

ناظر أبو مازن أروى اللي تتابع التلفزيون: الصبح بتكون نايمة والنهار أخذها معي...

أو أنت موجود

دق الجرس وقام مازن: عن أذنك يبه

راح وفتح الباب.... استغرب لما شاف علي وبيده صينية كبيرة وعليها 4 أطباق....

بنفس الوقت.... ببيت علي....

علي: يمه قلت لك ما أبغى أروح

أمه: علاوي ما يصير... هذول جيران جدد، أكيد هم تعبانين من السفر... يللا قم ود

العشاء لهم خلنا نقوم بالواجب معهم

علي بطفش: يمه ترا عندهم خير مو محتاجين لنا

أمه: لو هم مو محتاجين كان ما سكنوا هنا... يللا قبل ما يبرد العشاء

علي: يمكن جارت الدنيا عليهم... لأن ولدهم كان معنا بابتدائي وأولى متوسط..

. ومبين أنه ولد عز

أمه: بتودي العشاء ولا شلون

علي يفكر بصوت عالي: الحين أحمدووه يدرس بأمريكا... وبالآخر ساكن مع فقرا...

هه على قولتهم الدنيا ما تصفى لأحد

طفشت أمه منه وراحت لأبو زوجها وقالت له.... جا أبو فهد وقال: علاوي

انتبه علي: هلا يبه

أبو فهد: ليه ما تبي تودي العشاء للجيران

علي: ولدهم مغرور يبه وما ابغى أشوفه

أخته وضحى: ها الكلام لما كان هو بابتدائي... الحين ما تدري يمكن تغير

علي: أي تغير... من فتره لما صار عنده إجازه جا وتهاوش مع شباب وطار لأمريكا

أبو فهد: عيب عليك يا علي... الجيران أمهم متوفيه وما عندهم من يطبخ لهم...

رحمت عليك يا فهد رحت و..

قاطعه علي لما وقف وقال: خلاص يا يبه لا تكمل... بودي العشاء وأمري لله

راح لبيت أبو مازن ودق الجرس.... وهو يجهز الكلام اللي بيقوله لو سمع أي

تعليق من أحمد....

فتح مازن الباب واستغرب....

ناظره علي: السلام عليكم

مازن: وعليكم السلام

علي: جدي قال لأمي إنا أمكم متوفيه الله يرحمها... وأمي حسبتكم ع العشا... -

مد الصينيه وقال: تفضل

ابتسم مازن: ليه مكلفين على نفسكم... والله ماله داعي

استغرب علي وبعفويه ابتسم: ولو الجار للجار... خذ بس خذ

خذها مازن وقال: ما قصرتوا... بس وين بيتكم عشان أرجع الأغراض لكم

أشر علي ع الجدار: هذا بيتنا يللا بالأذن

مازن: أذنك معك

رجع علي للبيتهم وهو مستغرب" هذا وينه وين أحمد... صحيح يتشابهون بس

كأن أحمدوه أعرض وأسمن.. مدري وش سالفة الأخلاق اللي نازله عليك يا ولد


ناصر "....


دخل مازن وريحة الطبخ سابقته.... طبخ من زمان ما ذاقوه....

أبو مازن: من بالباب

مازن: هذول الجيران جايبين لنا عشا

أبوه: ما قصروا... هذا العشم والله

جلس مازن: إيه والله... أروى تعالي كلي عشاء يللا

أروى مشغولة: مابي

وقف مازن وراح لها وشافها تلون بدفتر التلوين.... شالها وقال: كلي قبل وبعدين

كملي أبداعتس

بوزت أروى: ما أحبك

ابتسم مازن لما شاف أروى تاكل.... ناظرها وسرح" وش بتسوين يا أروى إذا

عرفتي إني لقيط.. ومالي أحد"....

انتبه أبو مازن وقال: مازن

التفت مازن: سم يبه

أبوه: وش فيك تناظر أروى

نزل مازن عينه ع الطبق وقال: أفكر بأروى يمكن تكرهني لما تعرف إني لقيط

وساكن ببيت أبوها

تنهد أبو مازن: إذا كنت تفكر كذا صدقني ما راح تتحمل تعيش هنا... لا تفكر بشي

علمه عند الله، ما تدري يمكن يلقونك أهلك

سكت مازن وما رد " ومن قال أنهم يدوروني "....

.
اليوم الثاني، دق مازن الجرس.... وفتح علي الباب...
.
مازن: مرحبا

علي: مرحبتين... هلا والله

مازن: هلا فيك... - مد الأغراض وقال: تفضل مشكورين وكثر الله خيركم والباقي

أنت تعرفه

علي: العفو وهذا واجبنا والباقي أنت تعرفه

ضحكوا اثنينهم وكل واحد عرف بنفسه.... وهذا أول صديق لمازن....

.
مرت الأيام وبدا الفصل الدراسي الثاني.... شغل أبو مازن الباص وعنده مدرستين

يوصلهم للمدرسة....

دخل مازن المدرسة اللي فضت من الطلاب.... تعمد يجي متأخر بس كذا لعانه....

راح لغرفة الإدارة وعرف بنفسه.... الإداري ناظر مازن وناظر أوراقه..
..
رفع راسه وقال: أنت متربي عند عايله

مازن: إيوه... وياليت محد يدري لأنه سبب نقلتي للخبر>> هذا تخمينه....

الإداري: لا تخاف محد راح يدري... وما يسوي كذا إلا أنذال

مازن في خاطره" وأنا أشهد "....

الإداري ما شاف رد وقال: عموما فصلك الشعبة الخامسة الدور الثالث

طلع من عند الإدارة وراح لدور الثالث.... وقف عند فصله وطق الباب اللي كان

مفتوح..

..
الكل التفت حتى المدرس.... مازن: السلام عليكم

المدرس وبعض الطلاب: وعليكم السلام

المدرس: نعم

مازن: أنا طالب جديد قالوا لي فصلي هنا

المدرس: من وين أنت

مازن: من الرياض

المدرس: طيب أدخل

ناظر المدرس مازن حتى يعرف وين بيجلس.... ومن المعروف اللي يجلسون ورا مو

وجه دارسة بعكس اللي قدام....

جلس مازن ثاني كرسي" عسى ما يكون مكان واحد غايب ".... المدرس ما كان

يشرح درس بس كان يتكلم عن المنهج.... والأغلبية مو مهتمين سمع مازن 3

من اللي حوله....

ـ : سعد الحق هذا بو حميد

ـ : وش جابه بمدارس الحكومة

ـ : يمكن جارت عليهم الدنيا وخسروا فلوسهم... هذا اللي جابه هنا

ـ : مالت عليه... هو من متى درس بمدارس أهلية

ـ : أنا سامع أنه بأمريكا

ـ : قلت لك خسروا فلوسهم

ـ : والله ما أنسى حركاته الشهر اللي راح

ـ : عمل عمايلة ورجع أمريكا

ـ : آآخ نفسي أبقس وجهه ها الـ..###

استغرب مازن من هو أحمد اللي لاحقه.... بالحارة والحين بالمدرسة.... طلع دفتر

وقلم وبدا يتفنن بخطه عشان يضيع وقت.... صفرت الحصة وهو مو مهتم.
...
علي اللي كان يراقبه لأنه شاك فيه.... بس تأكد أنه مازن لأن أحمد مغرور ويناظر

الناس بتعالي.... صفرت الحصة وقام راح لعند مازن....

علي: يخي عطنا وجه

رفع مازن راسه: علي؟؟

علي: ههههههه وش مجلسك هنا قم أجلس جنبي

وقف مازن: وين

علي ياشر بيده: هناك قبل الآخر

مازن: أسمح لي مكانك ما يحمس لدراسة

علي: تكفى يا الدافوووووور

مازن: أكيد دافور والله إني كل سنة أخذ من العشرة الأوائل

علي: صادق والدليل ماخذ الـ 13 ع الفصل... بالفصل الأول

تذكر مازن السبب وقال: ظروفي حدتني

علي ظن أنه يقصد وفاة أمه.... قال يغير الموضوع: عموما هذا مكان واحد من

الطلاب... وشكله غايب

مازن: هذا اللي كنت خايف منه... والظاهر مالي إلا أنت

علي: ما عليك... - أشر بيده لمكان جنب الجدار وقال: شف ذا الكراسي واحد

لمصري رجع مصر... والثاني الله يرحمه... وش رايك نجلس فيه

مازن: اوكيه

جلسوا وكملوا سوالف وضحك واستهبال.... الطلاب استغربوا وش ها التواضع اللي

نزل على أحمد.... ويكلم واحد فقير.... وأسأله كثيرة تدور الجواب....





.... بعد يومين....




وقف مازن مع اثنين من الطلاب عند مكتب المرشد.... لأنهم صادوهم يتضاربون ورا

المدرسة....

المرشد: من فيكم اللي بدا

أشر مازن على الطلاب وقال: ذول

الأول: كذاب أنت اللي بديت الشر... - ناظر المرشد وقال: استاذ هذا بالفصل الأول

وسخ سيارتي بطين وماي وفرغ إطارات السيارة وطار لأمريكا... والحين خذت

حقي منه

مازن: أي تراب ومويه... مهوب أنا

المرشد: أنتوا تعرفون بعض

مازن: لا

الثاني: هه الحين ما تعرفنا يا أحمدووه

مازن: قلت لك أنا مازن منيب أحمد هذا... الى ها الدرجه أنتم عميان وما تفرقون

بيني وبين ها الأحمد

الأول: سلامات من متى مغير أسمك

مازن: فوضى أغير أسمي

المرشد: أسكت أنت وياه... مازن قلي تعرف هذول

مازن: لا يا استاذ... أقسم بالله إني ما أعرفهم أنا حياتي كلها عشتها بالقصيم

والرياض... وصار لي أسبوع من نقلت للشرقيه... توي ما خذت إلا يومين من

داومت بالمدرسة كيف أعرفهم

انتبه المرشد على لهجة مازن وقال: خلاص تقدر تروح فصلك

الأول: بس يا استاذ

المرشد: أسكتوا... ويللا اتصلوا على أولياء أموركم

دخل مازن الفصل وجلس.... ناظره علي، وجهه فيه علامات ضرب وقلاب ثوبه

مفتوح.... مع شوية غبار بثوبه....

علي: هههههههههههههههههه... أثاريك راعي هواشات وأنا مدري

مازن بطفش: واللي يعافيك... أنا مازن أتهاوش مع طلاب بالمدرسة

علي: عادي منت أول واحد ولا آخر واحد

مازن: الظاهر مدرستكم هذي مشؤمه... إذا أول اسبوع لي رحت عند المرشد..

. والأسبوع الجاي عند المدير ويعطيني فصل

علي: أنا من رايي إذا جا أحمد من أمريكا تكفخه وتاخذ حقك منه

مازن: وش دعوه الى ها الدرجة ما تفرقون بيننا

علي: أكيد... والله أنكم متشابهين مره... لو أدري أنا بيجي واحد يشبه له كان

صورته ووريتك الصوره

مازن: والله حاله... هذا شكله نذل وله سوابق والظاهر أنا اللي باكلها



بعد المدرسه لما راح البيت وشافه أبوه.... فتح معه ملف تحقيق وقاله كل شي
....
مازن: والله مهوب أنا يا يبه... كيف أتهاوش مع ناس وأنا مالي أحد... وما أبغى

أحطك بموقف محرج... بس وش أسوي إذا هم يظنون إني واحد ثاني

أبو مازن: لا تسوي شي... أنا ما أبيك تحتك بأحد أخاف يسون لك شي... ومثل

منت شايف حنا مالنا حد هنا

وقف مازن: طيب يبه... عن أذنك بروح أتروش





بعد كم اسبوع....




يوم الأربعاء الظهر.... أبو مازن وهو يوصل الأربع مدرسات لبيتهم.... تذكر أخوه

الصغير عبد اللطيف.... مات أبوهم وهم صغار وترك أبو مازن الدراسة وأشتغل....

عشان يصرف على نفسه وعلى أخوه وأخواته....

عبد اللطيف من صغره وهو يحب التجارة.... وبعد ما تخرج من ثانوي وبفضل الله ثم

مساعدة عيال عمه فتح له شركه تجارية.... والشركة تكبر وتكبر وانتقل للخبر

عشان يتوسع.... وبسبب الشغل نسى أخوه أبو مازن...

.
واللي ذكر أبو مازن بأخوه وجود زوجته معه.... كانت أخر حرمه يوصلها بيتها....

دخل بالباص لفيلا أخوه ومن سوء حظه كان أخوه توه واصل....

نزلت أم إبراهيم من الباص وقالت: دقيقة يبو مازن... خلني أخذ الفكة من أبو إبراهيم


راحت لعند زوجها: عبد اللطيف

أبو إبراهيم وهو ينزل من السيارة: هلا

أم إبراهيم: رح حاسب الرجال... ما عندي فكة

أبو إبراهيم ناظر الشايب بطرف عينه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون... أبي أعرف

السايق موجود ليه تروحين مع شايب

أم إبراهيم: سوالف السواقين تخوف... خلني مع ذا السعودي أحسن

أبو إبراهيم ما يقدر يقول شي.... لأن مصلحته عند أهل زوجته.... قال بطفش:

وكم حسابه

أم إبراهيم وهي تدخل: 300 ريال

راح أبو إبراهيم لعند الشايب اللي جايب معه بنت صغيرة.... قرب من النافذة وطلع
200 ريال....

رماهم في وجه أخوه وقال: هذا اللي عندي... تبيهم ولا بجهنم الحمرا

صدمته باخوه خلته ينزل من الباص.... قرب من أخوه وهو يناظره بحقد.... دخل

الميتين في جيب أبو ابراهيم وقال: خذها جعلي ما أطرك يا عبد اللطيف... بس

ما أقول إلا حسبي الله ع الفلوس اللي خلتك ..## كذا

أبو إبراهيم وكأنه حد عطاه كف: عبد الله أخـ..

قاطعه أبو مازن: لا تقول أخوي... أخوي مات من ترك القصيم

ركب الباص ومشى وهو مقهور.... بعد كل اللي سواه لأخوه صار يعامله كذا..

.. أخذ جواله ودق على كل المدرسات وأعتذر لهم أنه ما راح يوصلهم.... وأولهم

زوجة أخوه....

أبو إبراهيم من الصدمة ناظر الباص الين أختفى عن عينه.... دخل داخل وهو يتذكر

معامله أبو مازن له.... لو أبوهم عايش ما حبه مثل أخوه وف الآخر هذي جزاته..

..
أبو إبراهيم بصوت عالي: هيفاء... يا هيفاء

جت بنته الكبيرة: يبه وش فيك

أبو إبراهيم بعصبية: وين أمتس

عرفت بنته أنه مصعب لأنه ما يتكلم قصيمي إلا إذا عصب.... قالت بخوف: أمي

فوق بغرفتها

راح فوق ودخل غرفته وسمع زوجته تحكي جوال....

أم إبراهيم: طيب على راحتك... مع السلامة

أبو إبراهيم: مع من تحتسين

عرفت أم إبراهيم أنه معصب وقالت: مع أبو مازن... قال أنه ما عاد يبي يوصلني

أبو إبراهيم: دقي عليه أبغي أحكي معه

دقت عليه وعطاها مشغول: مشغول

أبو إبراهيم وعارف أخوه: عطيني رقمه


أم إبراهيم مستغربه: ******

دق أبو إبراهيم عليه.... أبو مازن على نيته رقم غريب رد عليه....

أبو مازن: الوو

أبو إبراهيم بهلفه: عبد الله

أبو مازن عرف أنه أخوه وقال: خير

جلس أبو لإبراهيم ع السرير وزوجته تراقبه: سامحني يخوي والله مو قصدي... والله

إني ما نسيتك أنت دايما في بالي

أبو مازن: وبعدين

دمعت عيون أبو إبراهيم: وش بعدين هاوشني يخوي... أصرخ علي ولا تسوي

فيني تسذا

أبو مازن: وش تبي

أبو إبراهيم وخلاص بيذبح نفسه: أبيك أنت أبي رضاك... أبي رضى أبوي اللي

رباني... وين أنت ساكن فيه والله لأجي لك زحف

أبو مازن: وش تبي فيني ترا ما عندي عمارات ولا وراي مصلحه لك

ما قدر أبو ابراهيم يرد ويضميره يقتله.... قال بهمس: محتاجك يخوي... محتاجك

أبو مازن: رح لأهل زوجتك هم أخوانك مهوب أنا... يللا أنا تعبان ولا عاد تدق علي

مرة ثانيه... فمان الله

سكر الخط وهو يحس براحة من زمان فاقدها.... دخل بيته وابتسم لما شاف مازن

يضحك مع علي ولد جيرانهم.... وأروى صايرة مرتبة لأن أخوات علي مهتمين فيها

بغض النظر عن ملابسها القديمة....




بعد كم يوم....





وقف مازن عند البيت الفخم.... هذا قراره اللي فكر فيه من زمان.... خصوصا إنا أبو

مازن ترك توصيل المدرسات.... واشتغل تاكسي يعني فلوسه تعتمد ع الناس

اللي يوصلهم....

دق الجرس وفتحت الخدامة الباب.... شهقت لما شافته: أهممد!!

ابتسم مازن: لهنا لاحقني أحمد... وين بابا

فتحت الباب كله وقالت: بابا فيه سالة

دخل مازن وتفاجئ لما شاف البيت.... فخم وفيه مسبح والدليل منظره من برة...

شاف الخدامة بتدخله الصالة....
.
مازن: مهبولة ذي... أنتي تعالي وين المجلس

أشرت الخدامة بيدها وراح له.... قال بصوت عالي: نادي بابا

دخل المجلس وما استغرب فخامته.... جلس وهو مرتبك مررررة....

دخلت الخدامة للصالة اللي كان أبو أحمد جالس فيها مع أم أحمد وبنتهم لينا....

قربت الخدامة وقالت: بابا

التفت أبو أحمد وقالت الخدامة: أهمد ولد أنتا في يبي

أبو أحمد: ع التلفون

الخدامة: لا هذا ولد في مجلس

أبو أحمد: وش يسوي بالمجلس

أم أحمد: أصلا من قال أنه جا... أمس هو أتصل وقال باقي له كم شهر

وقف أبو أحمد: أما هذا واحد يستهبل... ولا ها الخدامة عميه وما تشوف عدل



راح أبو أحمد للمجلس....


وقف وكأنه كب عليه موية باردة.... شاف عيونه الكحيله ويناظر الأرض.... ويدينه

بحضنه ويفرك فيهم.... ما فيه فرق بينه وبين أحمد بس الثوب.... لأن أحمد ما

يحب الثوب أبدا ونادر ما يلبسه.... وأحمد أسمن منه لأن مازن ضعفان شوي....

والإنكسار واضح بعيونه بعكس أحمد الواثق...
.
دخل أبو أحمد وقلبه يدق.... قال وهو جامد الملامح: السلام عليكم

التفت مازن وبان الشبة بينه وبين أحمد.... قال مازن وهو مرتبك: و.. وعليكم

السلام



جلس أبو أحمد جنبه لكن بينهم مسافه: خير يا ولدي قالوا أنك تبيني

ناظره مازن" يا الله هذا شكله ما يساعد " ندم أنه جا لكن ما يفيد الندم: إيوه أنا

أبغى... أبغى


ابتسم أبو أحمد كل تصرفاته تثبت أنه مو أحمد: ايش تبي

أخذ نفس عميق وقال: أبي أشتغل عندك

استغرب أبو أحمد: ايش

مازن" لاااا زين طلعت معي ذا الجملة.. وتقول ايش ": أبي أشـ..شتغل هنا

ععـ..عندك

أبو أحمد: أي ظروف اللي تخلي ولد كبرك يشتغل بالبيوت

بدا مازن يحكي عن ظروفه وفي داخله ندمان....

أم أحمد استغربت إنا زوجها تأخر بالمجلس.... راحت وطلت من ورا الباب....

وشافت زوجها مغطي وجه الولد.... بس لما وقفوا بان وجه مازن، بان نسخة

أحمد.... حتى ما في وجهه إلا كم شعره مثل أخوه.... تجمعت الدموع بعيونها

وهي تشوفه....

أبو أحمد: خلاص يا مازن إذا تحب من بكرة تعال

مازن والفرحة بعيونه: مشكور يا عمي ما قصرت... يللا بالأذن



طلع أبو أحمد من المجلس وهو مبتسم.... كيف الدنيا صغيرة اللي خلت ولده

المفقود جا لعنده.... ما شاف أم أحمد بالصالة أكيد أنها فوق.... دخل جناحهم

وشافها تصيح وهي تضم ملابس محمد....

رفعت راسها ولما شافته بكت أكثر: محمد... هو محمد صح

راح لها وقالها كل شي قاله مازن....


طلع مازن من بيت أبو أحمد وتنهد" بدا مشوار المذلة ".... راح للبيت وهو واعد

نفسه ما يقول لأبوه أي شي.... 5 دقايق ودق الجرس، فتح مازن الباب وشاف
علاوي جاي ومعه صينيه عليها كاسين شاي....

مازن: ههههههههههههه وش ذا الضيف اللي جاي وجايب ومعه الشاي

علي: كل تبن ودخلني... لأكبه عليك

مازن: لا يبو الشباب ولا تكته علي ولا شي... حياك تفضل

دخلوا المجلس وجلسوا بالجلسه....

أخذ مازن كاس شاي وقال: جايب الشاي ويمن عليه

علي: وإذا ما تبيني أمن جب لي شي آكله معه... لأني ما أحب أشرب الشاي

لحاله

وقف مازن وقال: ما عندنا الا تمر... أجيبه

هز علي راسه: الحمد لله والشكر أنت عندك الجنسية السعودية

مازن: ههههههههه وليه سحبت الجنسيه مني

علي: بذمتك في أحد يشرب شاي مع تمر

مازن: طيب بجيب لك شي ثاني

راح وأخذ بسكوت مالح وحطه بصحن وجاء.... حطه قدام علي وجلس وقال: ما

عندنا الا هذا تبيه ولا بجهنم الحمرا

علي: ههههههه حتى أنت تمن علي ببسكوتك... هذا إذا ما صارت منتهيه صلاحيته

مازن: ههههههههههههههه يمكن... أقول أروى عندكم

علي: لا أبوك أخذها معه من شوي... الحين قلي سويت اللي قلت لي عنه أمس

مازن: إيوه رحت والحمد لله الرجال قالي أجي من بكرة

علي: بس يا مازن... آآف ما أدري وين راح تفكيرك

مازن: ليه وش فيك

علي: يخي كيف تروح تشتغل بالبيوت

مازن: نفسي أساعد أبوي بشي... ما يكفي أنه تحملني كل ها السنين

علي: أنت ولده ولازم يصرف عليك ويتحملك

تفاجئ من رد علي وتذكر أنه ما يدري أنه لقيط وقال: والله يا علي أنا فكرت

اشتغل شي ثاني... بس حنا صغار ع الشركات وأنا مالي بشغل السيارات ولا كان

رحت لأي ورشه... وبما أمي متوفيه صرت أنا اللي أقوم بالبيت وبأختي أروى...

يعني أقدر أشتغل بالبيوت

علي: مازن تعرف معنى أنك تشتغل بالبيت عند ذا الرجال... أول شي بيطلع قيمة

الفلس اللي تأخذه من عيونك... وبيذلك مثل الخدامة اللي ببيته أنا ما أدري كيف

تفكر

مازن: عادي خله يذلني... والله لو أنك عايش مثلي كان اشتغلت زبال مو بس

بالبيوت

علي: ماني أحسن منك بشي... هذا احنا لو ما الجمعيات الخيريه ولا كان بعنا

بيتنا ونمنا بالشارع... أسمع لما قلت لأمي إني أبغى اشتغل عشان أساعدها

تقول... أدرس وأتعب على نفسك وبشهادتك بتساعدنا... يا حسره ما درت أنا

الشهادة تتعلق والواسطة توظف


مازن: عارف بس

علي: لا تبسبس ولا شي... أنا ما نصحتك الا عشان أبي الخير لك... وأنت براحتك

مازن: ما تقصر... بس أصحى أبوي يدري

علي: اوكيه... مازن ممكن سؤال

مازن: تفضل

علي: أنت تقول أنا أمك توفت من ثلاث سنوات... يعني أروى صغيرة مرررة من كان يقوم فيها

مازن: أنا من بيكون غيري... لا تقول خالاتي أو عماتي لأن كلهن ساكنات بالقصيم

علي: اهاا وليه أبوك ما تزوج

مازن: الا تزوج ودكتورة بعد

علي: دكتورة!!

مازن: إيوه... تعرف معنى دكتورة تدخل فجأة بيتكم... يعني يتغير كل شي

بحياتكم... صحيح خالتي كان تصرف على أمها وأبوها بس راتبها كان قوي وما

نستني أنا وأروى... دخلتنا لما مجمعات وملاهي ما ندري بوجودها... ها المطاعم

اللي نشوفها بالشوارع ما دخلناها الا معها... حتى الكراتين، أذكر أني أسمع

ربعي يتكلمون عنها... وأنا ما أعرف غير هايدي اللي تجيبه قناة السعوديه

علي: ههههههههههههه استح على وجهك تتابع هايدي

مازن: ههههههه وش أسوي ما كان عندنا رسيفير... وما جابته الا خالتي الله

يرحمها

تفاجئ علي أنها ميته وقال: الله يرحمها

سمعوا الباب يفتح ودخلت أروى مع أبوها اللي راح الصالة.... دخلت أروى المجلس

وراحت لمازن وقالت: مااااسن ناظر

ناظر مازن أظافرها اللي فيهم مناكير.... وقال: حلوويين من حط لك هذا

أروى: عمه نهات

علي: ههههه نهات عاد... هذي أختي على قولتها تحب البنات... وما عندها الا

ولد أختي عزوز تلبسه فساتين بنات وتحط له مناكير

مازن: وهذا أروى جت لها مجانا

خذت أروى حبة بسكوت ورمت نفسها بحضن أخوها.... قال مازن: شوي شوي يا

الدفشه

علي: ههههههه طالعه على أخوها

مازن: هههههههه تكفى يا الناعم

علي: قصدي طبيعي تصير دفشه... لأنها عايشه مع رجال

مازن: إيوه والله... كنت أغصبها تلعب معي كورة

وقف علي وقال: يللا أنا ماشي

وقف مازن: وين تونا

علي: بروح البيت وعلى فكره كاسات الشاي نبيهم لا تفكر أنهم هدية

مازن: ههههههههه دام طلبتهم تعال أخذهم

علي: دام كذا تمتع فيهم يومين وبعدين بجي آخذهم... باي




يتـــــــــبــــــــــــــــــــع

اليوم الثاني بعد المدرسة.... راح لبيتهم وقال لأبوه أنه بيطلع.... راح لبيت ناصر ودق الجرس....

أم أحمد اللي كانت متأكده أنه مازن.... قامت بنفسها وفتحت الباب.... قالت بصدمة: أحمد؟؟

مازن" يا ها الأحمد ": لا... أنا مازن جيتكم أمس و...

قاطعته أم أحمد: إيه عرفت... تعال

دخلت أم أحمد ونفسها تلتفت للي يمشي وراها وتضمه.... مسكت نفسها لا

تقول شي لأن زوجها موصيها ما تنطق بكلمة، وتتعامل معه عادي.... ولما سألته

عن السبب اقتنعت بكلامه....

استغرب وهو يمشي ورا أم أحمد" الحين هذي ليه ما تغطت مني.. شكلهم

فررري ".... دخلوا الصالة اللي جالس فيها أبو أحمد مع بنته غزلان....

قفزت غزلان لما شافت مازن.... ركضت له وقالت: أحمـــد... - ضمته وقالت: ولهت عليك حيييل

انحرج مازن لأنه مراقب.... قال وهو يبعدها عنه: أي أحمد أنا مازن

غزلان: وأنا أقول أحمدوه ما يطيق الثوب... طيب ايش تسوي هنا

مازن: أنا اشتغل هنا

غزلان: صح أمي قالت لي أمس

ميل مازن فمه" يلعن الحاجة "....

أبو أحمد: غزلان... خذي مازن للجلسة

راحت غزلان وراح معها مازن.... دخلوا لغرفة فيها جلسة عربية ومرتبة.... وقريبة من المطبخ....

غزلان: أمي قالت أنك بتجلس هنا الين ينادونك

جلس مازن وقال: اوكيه

غزلان: دقيقة وجايه

سند مازن راسه" يا ليتني جايب معي كتاب التوحيد ".... قام لما سمع أم أحمد تناديه....

أم أحمد كانت تكلم أختها بالتفلون: صدقيني نسخة أحمد

أم زيد: نفسي أشوفه بس مدري كيف

أم أحمد: أنا بخليه يجيب لك أغراضك

أم زيد: طيب أنا بنتظره

أم أحمد: مع السلامة... - سكرت الخط وقالت: مازن... يا مازن

جا لها مازن: نعم عمتي

أم أحمد مدت له ميه وقالت: رح البقالة وجب لنا خبز

مازن: طيب... كم كيس تبون

أم أحمد: ثنتين... - شافته بيمشي قالت: دقيقه يا مازن... ميري.. تعالي يا ميري
جت الخدامة: نئم مدام

أم أحمد: هاتي أغراض ليلى هنا

جابتهم الخدامة وقالت أم أحمد: مازن خذ الأغراض ودهم بيت أختي ليلى

مازن: بس أنا ما أعرف وين بيتها

أم أحمد: السواق يعرفه... قله بيت أم زيد

مازن: اوكيه... تبين شي ثاني

نزلت غزلان بسرعة وقالت: بتروح البقالة صح... بابا بروح معه

أبو أحمد: رورحوا بس لا تتأخرون عشان الغدا

طلعوا لبرة التهوية.... قال مازن: أنتي وش أسمتس

غزلان: غزلان

مازن: طيب يا غزلان وش أسم سواقكم

غزلان: مفيد

ركبوا مع السواق وراحوا البقالة وبعدها لبيت أم زيد.... دق مازن الجرس وفتحت أم
زيد الباب....

ناظرها مازن تشبه أختها بس أم أحمد أكبر.... " ياهوو العايلة كلها فرري "....

أم زيد بصدمة: أحمد؟؟

غزلان: هههههههه خالتي أحمد في أمريكا هذا مازن... يشتغل عندنا

مازن بخاطره" بدت المذلة ": يا خاله... عمتي أم أحمد قالت لي أوصلتس أغراضتس

أم زيد كانت تناظره صحيح يشبه أحمد بس هذا أضعف.... خذت الأغراض وهي ساكته....

غزلان: مازن أنا بجلس هنا... قل لأمي وأبوي إني بتغدا بيت عمي

مازن بسرعة: غزلان وش ها الحتسي... يللا تعالي معي

غزلان: عادي بتغدا هنا

توهق مازن: وش تبيني أقول لأمتس وأبوتس

سمع صوت جهوري وراه: قلهم بتتغدا عندي

التفت مازن للرجال وقال: اوكيه على راحتكم... فمان الله

رجع مازن مع السواق.... أما أبو زيد دخل مع أم زيد وغزلان....

زيد: وش فيك يا ليلى ما دخلتي ولد أختك داخل

غزلان: عمي هذا مو أحمد هذا مازن يشتغل عندنا

أبو زيد: أي مازن... هذا نسخة ثانية من أحمد

أم زيد: ومن هو نسخة أحمد

استوعب أبو زيد: جد

أم زيد: هذا اللي قالوه ناصر والجازي

أبو زيد: أنا بدق على ناصر واسأله

بعد فتره سلموا الأخوان على بعضهم وجلسوا..
..
أبو زيد: الحين تقولي... كيف وصل محمد عندك

بدأ أبو أحمد يتكلم عن اللي قاله مازن.... وبعدها قال: أي حياة اللي محمد عايش

فيها... مع أنا الظروف خلته يتحمل مسؤليه أخته وهو صغير... بس تحس أنه

مكسور من داخل ومحروم من أشياء تافهة

أبو زيد: الحمد لله على حال... وهذا اللي الله كاتبه له... بس ما قلت لي كم ناوي تعطيه

أبو أحمد: محتار والله، أخاف أعطيه كثير... ويظن إني أتصدق عليه ويطلع... وكيف

أعطيه قليل وأنا عارف أنه محتاج لأكثر

أبو زيد: أنت حط له مبلغ معين... وكل فتره عطه زياده 50 أو 100

أبو أحمد: بشوف... - سند راسه ع الكنب وناظر فوق وقال: ما تتصور وش قد أنا

مبسوط بشوفتي له... ارتاح بالي، هم وأنزاح عن صدري لأن كل وقتي أفكر فيه

وفي حياته... والحمد لله ربي استجاب دعواتي ورجع لي ولدي

أبتسم أبو زيد لأخوه وقال: قرت عينك يخوي

أبو أحمد: تسلم

أبو زيد: ليه ما قلت له أنك أبوه

أبو أحمد: فكرت أقوله بس خفت أنه ما يدري أنا اللي ربوه مو أهله... ما أبي أصير

نذل لأن مو شي سهل يكتشف الواحد أنا الناس اللي عايش عندهم مو أهله

أبو زيد: صح كلامك





الساعة 9 الليل....

طلع مازن من بيت أبو أحمد وراح لبيت أبوه.... دخل والبيت فاضي يعني أبوه ما بعد يجي.... وأروى عند الجيران....

راح لبيت الجيران ودق الجرس.... فتح علي الباب: اهلين مازن... حياك تفضل

مازن: لا يا شيخ... بس ما عليك أمر ناد لي أروى

علي: أي أروى خلها تلعب مع عزوز... وبعدين أدخل وقلي ايش صار في بيت ناصر

مازن: اوكيه دام أبوي ما جا

دخلوا المجلس وقال علي: دقيقة

دخلت أروى: مااااسن

ضمها مازن: اهلين رورو... وش أخبارتس ولهت عليتس كثيييير

دخل علي وبيده صينية العشاء: حتى أنا ولهت عليتس أكثر

مازن: هههههههههههههه لوعت تسبدي

علي: ههههههههههه يا حلو لهجت أهل القصيم

مازن: دام يا حلوها وش يضحكك

علي: لأني أول مرة أسمعها ع الطبيعة... دايما أسمعها بالتلفزيون

مازن: علاوي ايش هذا

علي: عشا

مازن: والله ماله داعي

علي: أقول بلا هذره بس وسم بالرحمن

مازن: مو مكفي غدانا وعشانا عليكم والحين عازميني

علي: اهاا شكلك تاكل وما تدري... أسمع أبوك أتفق مع جدي أنه يعطي أمي

فلوس وهي تطبخ لكم

مازن: على كذا أحسن... - مد يده: بسم الله


بعد يومين بعد المدرسة راح مازن لبيت أبو أحمد.... دق الجرس فتحت الخدامة

الباب.... دخل وجلس عند الزرع وهو يضغط على ركبته....

مازن وهو يكلم نفسه: آآآآه طاحت رجلي كفاية مشوار المدرسة... بعد مشوار ذا
البيت

أبو أحمد اللي سمعه: دام تعب عليك قل للسواق يجيبك هنا

وقف مازن وهو منحرج: لا ما له داعي

ابتسم أبو أحمد:عادي قل لسواق ياخذك ويجيبك هنا

مازن" عشان ينفجع لاشاف بيتنا ": ما عليه إن شاء الله بتعود

دخلوا داخل مازن راح للجلسة أما أبو أحمد جلس بالصالة.... فتح مازن كتاب الأدب

اللي معه وبدا يقرا.... غالبه النوم لأن الغرفة باردة وهادية.... تمدد وحط كتابه

بحضنه.... طاح الكتاب ونام....

نزلت غزلان وراحت لعند أبوها: بابا عندك صورة لأحمد

أبو أحمد: إيه بغرفته

غزلان: طيب صورته وهو صغير مع التوأم

أم أحمد: ليه تسألين

غزلان: أبغى مازن يشوفهم... عشان يعرف كيف أحمد يشبه له

عجبت أبو أحمد الفكرة وقال: روحي أخذيهم... في البوم الصور

استغربت غزلان صور التوأم ممنوع اللمس.... بس خافت يغير أبوها رايه.... طياري

راحت فوق خذت الصور ونزلت تحت.... راحت للجلسة وشافت مازن نايم رجعت

للصالة وجلست مبوزة....


أبو أحمد: وش فيك جيتي

غزلان: مازن نايم

أم أحمد بصوت واطي: يا حياتي تعبان

غزلان: يبه أروح أصحيه

أم أحمد بسرعة: لا خليه يرتاح شوي... ما وراه شي الحين

أبو أحمد: أكيد تعبان من بعد المدرسة

الساعة 4 العصر راح أبو أحمد للجلسة وابتسم لما شاف مازن نايم.... قرب منه

تأملة ثواني وهزه....


أبو أحمد: محـ..- قطع كلمته وقال: مازن... يا مازن أصحى

فتح مازن عيونه وانفجع.... جلس وهو مرتبك: عمي ناصر... آآسف والله ما حسيت

بنفسي

ابتسم أبو أحمد: عادي... أنا ما أبي أتعبك وإذا تعب عليك بعد المدرسة... نام

ببيتكم وتعال العصر

مازن بسرعة: جد... يعني أقدر أجي العصر

أبو أحمد: أكيد... وأنا مراعي إنا أبوك ما يدري وأكيد تبي تجلس معه الظهر...

عشان كذا اقولك اذا طلع أبوك تعال... - وقف وقال: عموما جهز نفسك بعد صلاة

المغرب

مازن ما يدري وش السالفة بس قال: اوكيه

طلع أبو أحمد بس وقف عند الباب لما شاف غزلان تدخل على مازن.... وبيدها

صور أحمد وقف حتى يعرف رد مازن...
.
دخلت الخدامة ورا غزلان وبيدها لينا.... جلست بعيد عنهم وهي تعطي لينا

الحليب....

غزلان: مازن شف صورة أخوي... عشان تعرف كيف هو يشبه لك

ناظر مازن الصورة وضحك: هههههههههه إيوه والله هذا أنا وكني ولد عز

ابتسم أبو أحمد.... لان مازن نفس أسلوب عمه ريان على كل شي يعلق...
.
غزلان: والله كأنك توأمه

مازن: إيوه هين

غزلان: شف صورة أحمد مع أخوه التوأم

ناظر مازن الصورة وقال: أحمد له أخو توأم

غزلان: إيه... بس مو موجود

مازن: ليه مات

غزلان: لا... أمي وأبوي يقولون إنا خدامتنا القديمة سرقته

سكت مازن وما حط في باله أنه هو التوأم المفقود.... لأن عبد الله لقاه بالرياض

وهذول بالخبر.... رفع راسه وناظر الخدامة اللي تعطي لينا الحليب.... " انسرق

ولدهم ومع كذا بنتهم عند خدامتهم "....

فكر بالولد المفقود اكيد أنه لقيط مثله.... دخل يده بجيبه ورفع الاسوارة

وناظرها.... " ولد ناصر مفقود وإن شاء الله بيرجع له.. لكن أنا اللي أمي رمتني.

. وحطت معي ذهب حتى أبيعه وأصرف على نفسي ".
...
انتبه من أفكاره لما سمع غزلان: واااااااو ايش هذا

ابتسم مازن: هذي اسوارة أمي

غزلان: ممكن أشوفها

عطاها إياه وقال: خليها عندتس... - وقف وقال: ثواني بس أروح آكل شي وأجي

جا أبو أحمد عشان يقول لمازن أنهم بيرحون المخازن الكبرى.... توه بيدخل شاف

الاسوارة، هي نفسها اللي كانت مع محمد.... انتبه لما خذتها غزلان ووقف مازن

بيطلع....

طلع مازن من الغرفة وما انتبه لأبو أحمد.... دخل أبو أحمد وراح لبنته: غزلان

عطيني إياها

غزلان وهي تمد الاسوارة: بابا هذي حقت أم مازن

خذها أبو أحمد وهو يناظرها نفسها هي الاسوارة.... اللي شراها أيام خطوبته

حفظ شكلها من كثر ما ناظرها.... وعنده صورة لها وخصوصا أنا الناس اللي اهتموا

بمحمد.... قالوا أنا معه اسوارة... الحين تأكد أنا مازن هو محمد....

طلع مازن وما انتبه لأبو أحمد ودخل المطبخ وفتح الثلاجة.... التفتت أم أحمد لما

سمعت حد فتح الثلاجة.... وهي كانت جايه تشوف الأغراض الناقصة...
.
شافت مازن فتح الثلاجة وطلع الجبن.... وأخذ خبز ومسح فيه الجبن وبدا ياكله..
..
استغربت أم أحمد: ايش هذا

انفجع مازن لما شاف أم أحمد وحط الخبر ع الطاولة.... ارتبك وقال: آ.آسف بس أنا
كنت جو..جوعان و...

قاطعته أم أحمد: مازن... أنا ما قلت ليه تأكل من وراي... بس يوم أنك جوعان ليه

ما قلت للخدامة تحط لك غدا... في أحد ياكل جبن وخبز عن غدا

ناظر مازن لجهة اليمين وقال: الخبز والجبن هم فطوري وغداي وعشاي

ناظرته أم أحمد وانفطر قلبها على ولدها.... عايش مع ناس فقراء هذا اللي قاله

لها زوجها.... من وين بياكلون والأب تاكسي والأم متوفيه.... ومافيه غير ولدها

وبنت صغيرة....

قالت بهدوء: عموما الخدامة شالت لك غدا على جنب... قلها تسخنه

طلعت أم أحمد وناظر مازن خيالها اللي راح.... وقال: ما تطاوعني نفسي أكل

شيء... أبوي وأختي محرومين منه

سمعته أم أحمد لأنها وقفت شوي تمسح دموعها.... زادت دموعها لما سمعته

لأن ولدها محروم من أشياء بسيطة....

أكل مازن الخبز وشرب عصير وطلع من المطبخ.... راح للجلسة وجمد مكانه لما

شاف أبو أحمد يناظر شي بيده.... لمح لمعت الاسوارة وتذكر أنه تركها عند

غزلان.... والحين هي بيد أبو أحمد.... أكيد بيظن أنه سارقها.... التفت أبو أحمد له

وهو مبتسم.... قرب منه وحط الاسوارة في يده....

أبو أحمد: خذها ولا تجيبها هنا... أنت ما تدري عن اليد الخفيفة

فهم مازن أنه يقصد الخدامة اللي عندها لينا.... حطها بجيبه بحذر.... حط أبو

أحمد يده على كتفه وقال: حافظ عليها أكيد هذي ذكرى من أمك

هز مازن راسه وهو سرحان من فكرة السرقة.... وعد نفسه أنها ما تطلع من

البيت أبدا....


بعد صلاة المغرب.... جت الخدامة له وقالت: مازين

رفع مازن راسه عن الكتاب وقال: خير

الخدامة: مدام في يبي انتا

قام مازن وراح الصالة وشاف أم أحمد تلبس حجابها.... وأبو أحمد يعدل شماغه

عند المرايا وغزلان جالسة تلعب لينا.... " شكلهم بيطلعون وش يبون فيني "....

التفت أبو أحمد وقال: مازن... تجهز بتروح معنا للمخازن

مازن: طيب

دقايق والكل بسيارة أبو أحمد.... بعد مسافة قفزت غزلان لعند مازن اللي جالس

ورا أبوها....

مازن نسى وين هو فيه: وش عندتس ناطتن عندي

غزلان: الحمد لله والشكر وش فيك فاتح النافذة... من زين الجو برة

ابتسم مازن: السيارة باردة وأنا بسرعة أبرد

مسكت غزلان يده وشافتها باردة وضحكت: ههههههههه من جدك بردان

ابتسم مازن لما شاف البحر.... وأخيرا شافه ع الطبيعه.... أبو أحمد قصر ع التكييف

عشان مازن....

انتبهت غزلان لمازن وقالت: وش فيك تشوف البحر وفرحان

مازن: لأني أول مرة أشوفه قدامي

غزلان: ليه ما عندكم بحر بالرياض

مازن: ههههههههه من وين يا حظي

أشرت غزلان بيدها: شف مازن ذا المجمع هذا احنا دايما نشتري ملابسنا منه

هز راسه من غير ما يرد....

غزلان ومبسوطة إنا مازن معطيها وجه: شف ذا المجمع يسون تخفيضات... بس

مالت عليهم يسونها على خلاقين

مازن" وش بتقولين إذا شفتي ملابس أروى": أنتي تقولين خلاقين غيرتس يقول

لا... الناس أذواق

غزلان: ليه أنت تتكلم كذا

مازن: هذي لهجة أهل القصيم... وأنا عشت فيها 10 سنين وطبيعي أني أحتسي

مثلهم

غزلان: وبعدين عشتوا في الرياض صح

مازن: إيوه

غزلان: والحين جيتوا هنا... وناسة كل شوي لكم بيت جديد... ياليتنا مثلكم

مازن: بيت أبوتس أحسن لتس من الأجار

طول الطريق غزلان تحكي وتسولف وكأنها مرشد سياحي.... أما مازن كان

يسمعها لأنه ما يدل شي بالخبر.... أبو أحمد وأم أحمد مبسوطين وهم يسمعون

لهجت أهل القصيم من مازن.... لأنهم يذكرون إنا آخر رجال كان معه ولدهم

قصيمي من كلام الشهود.... وهم يذكرون تفاصيل كل شي وكأنه صار أمس..

.. وصلوا ونزلوا....

أم أحمد: مازن الله يعافيك... طلع عربية لينا من السيارة

مازن: طيب

نزلها من السيارة وحطت أم أحمد بنتها فيها ومشت مع غزلان.... بس أبو أحمد

اللي يكلم جوال أشر لمازن ينتظر.... سكر أبو أحمد الخط وفتح بوكه...
.
مد أبو أحمد فلوس لمازن وقال: خل هذي معك

استغرب مازن: ليه

أبو أحمد: بعد شوي بتروح الملاهي مع غزلان

خذهم مازن وفتح بوكه" سوري يا بوكي العزيز.. أكيد بتفزع من الخمس مية اللي

دخلت فيك ".... أخذ أبو أحمد عربية للأغراض ومشى ولحقه مازن....

انبسط مازن لما دخل وهذا أول مركز كبير يدخله.... ركضت له غزلان ودخلوا لقسم

الملابس.... أبو أحمد وأم احمد شافوهم عند الملابس راحوا معهم....

انفجعت غزلان لما شافت مازن يتفحص قميص شبابي: تشتري ملابسك من هنا

ابتسم مازن: لا... بس أناظر الأسعار

غزلان: احنا ما نشتري من هنا... نشتري من المجمعات حتى أخوي أحمد مثلنا

ما رد بس هز راسه.... شاف بنطلون أسود خذه ووقف عند المرايا وحطه عليه...

. جت غزلان وقال مازن: حلو صح

غزلان: إيه حلو بتشتريه

مازن: وأنا لاقي قيمته عشان أشتريه

غزلان: إذا تبيه بابا يشتريه لك

مازن: حلوه بس لا تعيدينها

رفعت غزلان بيجامة رجاليه وقالت: شف البيجامة تجنن

حط مازن البنطلون على الرف وقرب منها وقال: بالله عليتس ناظري خشتي..

. هذي خشة واحد يلبس بيجامة... ثوب بيت ويخب علي

غزلان: هههههههههههههههههه

مسك أبو أحمد ضحكته لأنه سمعه....

أم أحمد ابتسمت: يا الله نفس أخوك ريان على كل شي يعلق

أبو أحمد: وأنا أشهد

شافوا مازن يروح لقسم الأطفال واستغربوا....

غزلان شافته يناظر فستان.... قالت: ليش تناظر فساتين بنات

مازن وهو يرفع واحد: يمكن يناسب أختي

غزلان: عندك خوات

مازن: وحدة بس

غزلان: وكم عمرها

مازن: 5 سنوات

غزلان: بتشتري لها ذا الفستان

تنهد مازن من يمسك شي قالت بتشتريه... قال بطفش: وأنتي ليه شايله همي

غزلان: عشان أقول لبابا يشتريه لك... بس شكلك ما تبيه عشان كذا يللا خلنا

نروح الملاهي

مشى مازن وراها وفي خاطره" خسارة يا أروى كان نفسي في ذاك الفستان

لتس.. بس سامحيني يوخيتي اللي معي مو لي.. وما عندي الا 30 ريال "...

. دخل الملاهي وغزلان تلعب وتضحك.... تمنى تكون أروى تلعب معها..
..
جت له غزلان وزنت على راسه يلعب معها تصادم السيارات.... لعب معها وهو

حاط في باله أنا محد يعرفه.... أنبسط بها اللعبة وخصوصا أنه من زمان ما دخل

ملاهي....

طلعوا من الملاهي وراحوا لعند أبو أحمد وأم أحمد اللي متقدمين عليهم...
.
عند المحاسبة غزلان خذت لها تويكس وبيبسي.... أما مازن كان يناظر

الشوكولاتات والحلويات.... محروم م من ها الأشياء من صغره.... والثلاثين اللي

عنده مصروفه للمدرسة..
..
أذن العشاء وبعد ثواني أبو أحمد راح يصلي.... ابتسمت أم أحمد لما شافت مازن

راح مع زوجها.... بعكس أحمد اللي بالزووور يروح يصلي.... تركت لينا عند أختها

وراحت تصلي....

طلعوا وراحوا لواحد من المطاعم.... أم أحمد وبناتها دخلوا لقسم العوائل.... أبو

أحمد يطلب لهم اللي يبونه وواقف معه مازن.... راح أبو أحمد وجلس مع زوجته

وبناته أما مازن جلس على طاولة فاضية لحاله..
..
أبو أحمد وهو يسكر الحاجز: وين مازن عنكم

غزلان: جالس لحاله ف الطاولة اللي ورانا

قام أبو أحمد وراح له.... وقال: مازن

رفع مازن راسه من على القائمة وقال: نعم عمي

ابتسم أبو أحمد: قلنا تشتغل عندي... بس أنت مو هندي عشان ما تجلس معنا

مازن: بس أنا.....

قاطعه أبو أحمد: يللا قم بلا كلام فاضي

جلس معهم وهو مرتبك وبعدها وصل الطلب.... الكل ياكل بتلذذ الا مازن ماسك

الشوكة.... ويناظر طبقه وهو يقطع الدجاج لقطع صغيرة....

أبو أحمد: مازن وش فيك ما كلت شي

رفع مازن راسه وابتسم: شبعان... وما أبغى شي

وقفت غزلان وقالت: الحمد لله... مازن تجي معي عند الألعاب

وقف مازن يهرب وقال: يللا

طلعوا مازن وغزلان أما أبو أحمد قال: أبي أعرف ليه ما يأكل شي... الخدامة تقول

حتى صحن الغدا ما يلمسه

أم أحمد: يا حياتي يا ولدي سمعته قال... ما يطاوعني قلبي آكل شي أهلي

محرومين منه

أبو أحمد: لا وحول ولا قوة الا بالله... يحب اللي ربوه وما يبي يكون أحسن منهم..

. حتى الفلوس اللي عطيته اياه عشان لعب غزلان رجعهم لي

أم أحمد: هو ما يأكل الا خبز وجبن بس

أبو أحمد: ايش

أم أحمد: اليوم شفته ياكل خبز وجبن ولما سألته... قال هذا فطوري وغداي

وعشاي... يعني ايش رايك متى ناوي تقوله... حتى اسوارتي شفتها معه

أبو أحمد: أخاف أنه ما يدري أنا اللي ربوه مو أهله... ما أبي أكون أنا النذل

تنهدت أم أحمد: نفسي أضمه وأعتذر منه لأني أنا اللي أهملته

سكت أبو أحمد وبدون ما يعلق بشي....



اليوم الثاني....



وقف مازن مع علي بالسور اللي بوسط المدرسة.... وهم يناظرون الطلاب اللي

تحت....

علي: مازن

مازن: هلا

علي: أسمع أنا قررت أقولك عن سر من أسراري

مازن: قول حمستني

علي: شكلك مو وجه أسرار

مازن: سرك في بير... بس لا تضمن إني ما راح أضحك

ابتسم علي وهو واثق في مازن كثير.... قال بصوت واطي: أنا أحب بنت عمي

مازن: ههههههههههههههه الله يخس إبليسك... أي وحدة

علي: ضحكت بلا ضروس يا الشايب... وشنوو أي وحدة أستح هذي زوجة

المستقبل

مازن: سوري... بس كم عمرها

علي: توها في 6 ابتدائي

مازن: حسبي الله على إبليسك... تحب وحدة بسادس إبتدائي

علي: أكيد أحبها... أصلا من يوم هي صغيرة أبوي الله يرحمه... قالي بنت عمك

بتكون زوجتك

سكت مازن وابتسم يعني هذي بعمر غزلان.
...
علي: وش فيك سكت

مازن: ولا شي بس تذكرت غزلان بنت ناصر

علي بسرعة: تحبها؟؟

مازن: ههههههههه قال أحبها قال... أنا أحب بزر تنطط وتلعب

علي: ما ردها بتكبر وتعقل... آآآه يا بنت عمي صحيح قريب تتغطى مني لكن أنا

أتخيل شكلها لكبرك وش بتكون... بالعربي بنيت احلامي معها

هز مازن راسه وقال: لا حالتك صعبه

علي: وش فيك ما فيها شي إذا حبيت بنت عمي

تنهد مازن: أسمع يا علي لا تبني أحلام كبيرة... لأنها أكيد بتطيح على راسك

علي: ايش

مازن: أنا ما عرفتك الا من كم شهر... لكني شفت فيك الاخ اللي انحرمت منه..

. علي البنت الحين صغيرة وراح تكبر... ولما تخطبها لا تنصدم إذا رفضتك

علي: وش تخربط

مازن: علاوي في ذا الزمن صار من حق البنت... ترفض أو تقبل اللي متقدم لها..

. مو مثل قبل يزوجونها بدون ما ياخذون رايها والسلام... عشان كذا أنا أقولك لا

تبني أحلام ممكن تكون سراب

على مصدوم من رد مازن: تصدق حطمتني

مازن: مهوب قصدي أحطمك... أنا أبي أحطك بالصورة أبيك تحط كل الاحتمالات في

بالك... حتى ما يصير لك شي إذا ما صار بينكم نصيب

سكت على ثواني وهو يفكر بكلام مازن... فعلا راي منطقي
....
علي: ايش ها الكلام... اللي يسمعك يقول أكبر من عمرك

مازن يستهبل: الدراسة تعلم

علي: هههههههههه مانبي دراسه ولا تعليم

مازن: أنا قايل أنت مو وجه دراسة... بس أهم شي اقتنعت

علي: وأنا أقدر أسمعك ولا أقتنع... يللا قلي سر من أسرارك

مازن: قلت لك سر وش تبي أكثر

علي: مالي شغل... أبيك تقولي أكبر أسرارك

ناظر مازن لبعيد وقال بألم: أكبر أسراري هو سبب نقلتي للخبر... وربعي تركوني

بسببه... أخاف إني أقولك وأخسرك مثل ما خسرت غيرك

علي: وش ها السر هذا اللي تركوك ربعك عشانه

مازن: سر كبير خسرت 4 من ربعي وأنا أعرفهم من إبتدائي الين متوسط... ولما

عرفوه تركوني وبسبب واحد نذل فضحني... لكن ما أقول الا الله يسامحه

سكت علي وما حب يضغط عليه.... لكن نفسه يعرف وش هالسر اللي قلب

نفسية مازن فجاءة....

مازن لما شاف علي سكت ظن أنه زعل منه.... حط يده على كتفه وقال: لا تظني

إني مو واثق فيك... لو إني مو واثق فيك كان ما دخلت أروى بيتكم... لأنها عمرها

ما دخلت لبيت واحد من ربعي... بس يا علي راح يجي اليوم اللي بقولك عنه...

بس مو الحين

علي يغير جو: هههههههههههههه خلاص يا بابا مو لازم... - ضربه على كتفه

بخفيف وقال: صاير لي فيلسوف زمانك

انتهت الفسحة ودخلوا الفصل.... وهم جالسين يسمعون مدرس القرآن اللي

يقرا.... جا واحد وطق الباب وقال: مازن بن عبد الله الـ... موجود

مازن: أنا مازن

الطالب يكلم المدرس: المدير يبغاه

المدرس: تقدر تروح يا مازن

علي بهمس: وش مسوي جايب مخدرات

وقف مازن: كل تبن

طلع مازن وراح لغرفة المدير طق الباب ودخل.... وتفاجئ لما شاف عمه أبو

إبراهيم....

وقف المدير: أخليكم على راحتكم

طلع المدير وجلس مازن قبال عمه: وش أخبارك يا عمي

أبو إبراهيم: بخير... واخيرا لقيتك يا مازن

مازن: ليه وش بغيت

أبو إبراهيم: أبي أشوف أخوي

مازن: أبوي بالبيت

أبو إبراهيم: أبيك تأخذني له

مازن: بس باقي لي حصة وأطلع

أبو إبراهيم: خلاص أنا بنتظرك... لا تروح البيت الا وأنت معي

مازن: اوكيه

صفرت الحصة الأخيرة وطلعوا الطلاب.... مازن وعلي وهم رايحين عند سيارة علي يضحكون....

علي: لا تلومهم يفكرونك أحمد

مازن: يا ها الأحمد اللي ما شفته... تصدق دورت عليه بالتلفزيون وبالجرايد

والمجلات وما شفته

علي: هههههههه والله ما أدري وش بتسوون إذا تقابلتوا

ناظر مازن سيارة عمه وقال: يووه نسيت عمي... علاوي بروح معه اوكيه

علي: اوكيه... بس لا تنسى تجيب معك الأخبار

مازن وهو رايح: هذا همك

راح مازن وركب السيارة وهو يقول لعمه الطريق.... وصلوا ونزلوا لحارة قديمة أنقرف

منها أبو إبراهيم.... كملوا طريقهم مشي الين وصلوا عند بيت مرررة قديم مثل

اللي حوله....


طلع مازن من جيبه مفتاح البيت.... وفتح الباب وسمع عمه يقول: ايش ها الخرابة

اللي ساكنين فيها

مازن بهدوء لأنه متعود على أسلوب عمه: حياك عمي تفضل

دخل أبو إبراهيم وكأنه يشم ريحة كرية جلس وهو قرفان حاله: رح ناد لي أخوي

مازن: اوكيه

دخل داخل وما شاف حد.... راح المطبخ وجاب كاس موية.
...
راح لعمه ومده له الموية: تفضل عمي

أبو إبراهيم: ما أبي منك شي... وين أخوي

جلس مازن: أبوي ما بعد يجي

أبو إبراهيم: وش يشتغل

مازن: تاكسي

أبو إبراهيم وهو يناظر ساعته: يا الله وراي أشغال

مازن: إذا أنت مشغول توكل على الله وأنا أقوله أنك جيت

أبو إبراهيم: تاكل تبن ما بقى الا عيال الشوارع يتكلمون

دخل أبو مازن: ودام أولاد الشوارع مو عاجبينك... وش جابك عندي

وقف أبو إبراهيم: عبد الله أبيك بموضوع

أبو مازن: مازن خلنا لحالنا

وقف مازن وقال: اوكيه... بس يبه ترا غزلان عند الجيران

استغرب أبو مازن: من غزلان

مازن استغرب من نفسه كيف قال أسمها.... يمكن صار يحبها مثل ما قال علي..

.. ابتسم على أفكاره وقال: قصدي أروى... عن أذنكم رايح أنام

جلس أبو مازن وجلس جنبه أبو إبراهيم.... أبو إبراهيم طلع من جيبه شيك ومده

لأخوه.... ناظر أبو مازن الشيك مبلغ مو سهل ويعيشه حياة محترمة....

لكن مو أبو مازن اللي ياخذ فلوس" يبي يراضيني بفلوسه ": ايش هذا

أبو إبراهيم: ها المبلغ لك تقدر تعيش منه أحسن من القرف هنا... ما يصير الناس

تعرف أنا أخوي عايش في خرابة

أبو مازن: وليه الناس تدري إني أخوك... مو لازم تقولهم لأن هذا مستواي وما راح

أغيره

أبو إبراهيم ما عنده اسلوب يعتذر فيه.... هو معروف بطمعه وجشعه ما عمره تنزل

وأعتذر من أحد.... لكن هذا أبو مازن أبوه اللي رباه....

أبو إبراهيم: ما عليك من الناس... أهم شي أنك تقدر تشتري أي شي يضمن

مستقبل بنتك أو هذا اللي معك

أبو مازن حط الشيك بجيب أخوه وقال: خذه ما أبي منك شي... مو أنا ما أستاهل

غير جهنم الحمرا

سكت أبو إبراهيم وهو عارف أخوه.... رن جواله وكان شريكه يقوله إنا موعد

طيارتهم قريب.... عندهم مشروع تجاري في دبي وراح يغيب لمدة 6 اشهر.
...
أبو إبراهيم: يعني خلاص ما راح ترضى علي

أبو مازن: أنا مو أمك ولا أبوك عشان تدور رضاي... رح دور رضى اللي مصلحتك

عندهم

أبو إبراهيم: مدري وش سوت فيك الدنيا اللي خلتك قاسي كذا

أبو مازن: مثل ما خلتك خسيس... وعبد عند الفلوس

وقف أبو إبراهيم وقال: أنا مسافر اليوم... لكني برجع لك حتى لو تروح الصين

أبو مازن: توكل على الله لا يطير عليك المشروع

طلع أبو إبراهيم وهو حالف على نفسه أنه بيرجع.... لكن بعد ما ينتهي من

المشروع الضخم اللي من سنتين مخططين له....




يتبع........

بعد أسبوع في الليل وهم جالسين ياكلون العشا....

أبو مازن: ومثل ما قلت لك يا مازن أنا ضروري أروح

القصيم

مازن: طيب يبه كم يوم بتجلس هناك

أبو مازن: يومين بس عشان العزاء... زوج خالتك

بلغني وأنا لازم أروح

مازن: ومتى بتمشي

أبو مازن: بعد بكرة الفجر إن شاء الله

اليوم الثاني راح مازن لبيت أبو أحمد.... وشاف أبو

أحمد وأم أحمد جالسين بالصالة.... فرصة يقول لهم

الحين قبل ما تجي غزلان....

قرب مازن وقال: عمي... في موضوع أبغى أكلمك عنه

أبو أحمد: ايش موضوعه

وقفت أم أحمد وقالت: أخليكم

مازن بسرعة: لا عادي... حتى أنتي أسمعي لأنتس صاحبة البيت

جلست أم أحمد وهي مبسوطة تبي تعرف وش يبي ولدها.... قالت: طيب أجلس

يا مازن

جلس مازن بطرف الكنب وقال: في حرمة من جماعتنا بالقصيم متوفيه

أبو أحمد: الله يرحمها... تبي تروح العزاء

مازن: لا أنا عندي مدرسة وما أقدر أروح... بس أختي

أم أحمد: وش فيها أختك

مازن: ما فيها شي... لكن أبوي الليلة بيمشي القصيم وبيترك أختي عندي...

العادة أنا أخليها عند الجيران وأنا بالمدرسة... والعصر تجلس مع أبوي لكن

الحين... - سكت وما قدر يكمل....

أم أحمد سهلت الموضوع: خلاص تقدر تجيبها هنا

مازن بسرعة: جد

أم أحمد: أكيد

ابتسم أبو أحمد على عفوية مازن: كم عمرها

مازن مبسوط: صغيرة 5 سنوات بس

أبو أحمد: خلاص جبها ولا تخاف عليها لأنها بتكون معك

وقف مازن وباس راس أبو أحمد وقال: مشكور يا عمي... ما قصرت

راح مازن للجلسة وهو مبسوط....



اليوم الثاني صلى الفجر مع أبو مازن.... طلع أبو مازن بسيارته عشان يروح


القصيم.... مازن اللي كان جالس عند باب بيتهم وعلى نار.... انتبه لما فتح علي

باب بيتهم وطلع مع أخته....

مازن بسرعة: علي... علاوي

علي: اهلين مازن... وش فيك

مازن: أبوي راح القصيم الفجر وأنا الحين بروح المدرسة... ممكن تخلون أروى

عندكم الين أجي

علي: وهذا يبي له كلام... يللا رح جبها

ابتسم مازن: اوكيه

دخل وراح فوق وشال أروى النايمة ونزل تحت.... خذها علي ودخلها عند أمه

وطلع.... ارتاح مازن أنا أخته عند الجيران وما راح تفقد أبوها.... لأن عندهم عبد

العزيز ولد أخت علي وهي تلعب معه لأنه بعمرها....


العصر....


ناظر مازن شكل أروى.... شعرها مرتب نوعا ما وجهها نظيف وفستانها ما عليه

كلام بالنسبه له.... طلع لشارع وهو ماسك يدها....

علي: وين بتروح

التفت مازن: بيت ناصر

علي: وبتاخذ أروى معك

مازن: أكيد... أنا قلت له وهو وافق

علي: خلاص أنا بقول لأمي أنا أروى راحت لبيت عمها

مازن: اوكيه... يللا فمان الله

دخلت أروى لبيت أبو أحمد وكأنه قصر بالنسبه لها.... دخلت وهي مبهورة ب

بالمكان.... جلست بالجلسة اللي يجلس فيها مازن كالعادة.... وقفت عند الباب

وهي تسمع أغاني سبيس تون....

التفتت لأخوها شافته يقرا قرآن.... مشت بخفة لعند التلفزيون وجلست قباله....

سكرت أم أحمد المجلة وخذت الريموت وغيرت القناة....

أروى: خليييه

استغرب أم أحمد من البنت اللي شافتها....

التفتت لها أروى وقالت: أبي أناظر سبيس تون... حطي عليه

رجعت أم أحمد القناة وسكتت وهي تناظر البنت أكيد أنها أخت مازن.... نظيفة

نوعا ما لكن فستانها كأنه خرقة.... شعرها مو مرتب أبدا وعليه ربطة تطلب

الرحمه.... تذكرت أنا البنت عايشة بدون أم.... واللي يهتم فيها أخوها.... طبيعي

يكون شكلها كذا....

أروى شافت إعلان للإكسسورات الشعر من فله.... التفتت لأم أحمد....

أروى ببراءة: عمه... عندتس توكه

ابتسمت أم أحمد: إيه

أروى: عندتس فرساة سعر

أم أحمد: إيه

وقفت أروى: عطيني أبيهم

وقفت أم أحمد وراحت تعطيها عشان تعرف وش بتسوي فيهم.... فتحت الدرج

وعطتها اللي تبي.... خذتها أروى وراحت لعند أخوها.... لحقتها أم أحمد بخفة

وصارت تطل من ورا الباب....

دخلت أروى الجلسة وقالت: ماااسن

سكر مازن المصحف وقال: يا عيون ماسن وش تبين

قربت أروى ورمت الفرشاة والتوك الصغيرة بحضن أخوها....

استغرب مازن وقال: من وين جبتيهم

تخصرت أروى: عمه عطتني... مااسن سو لي سعلي سي فله

مسكت أم أحمد نفسها من الضحك.... كيف بنت صغيرة تطلب من أخوها الكبير

هالطلب.... انتظرت تشوف وش بيسوي....

مازن: يا ها الفله اللي مسويه لتس سحر... ما أعرف يا أروى

أروى بعناد: ما أبي... أبي سي فله... - جلست قدامه وهي معطته ظهرها وقالت:

يللا سو سعلي عدل

مازن: آآه امري لله... - خذ الفرشاة وبدا يسرح شعرها بشوية دفاشة....

صرخت أروى: آآآآي يألم ثوي ثوي

ابتسم مازن: سوووري رورو

أم أحمد كانت تراقبه وهي مبتسمة.... الحين عرفت ليه مازن له بال ع الأطفال....

كم مرة شافته ياخذ لينا من الخدامة ويلعبها.... وغزلان مبسوطة معه لأنه معطيها

وجه ويسولف معها.... لأن عنده أخت صغيرة ما عاشت مع أمها الا سنتين ومالها

الا هو....

ناظرت أروى شكلها بالمرايا وقالت: يييييع مو حلوو

ضحك مازن: ههههههههه والله أنا منيب مصفف شعر عشان أسوي لتس شعرتس

عدل

ضربت أروى رجلها بالأرض وقالت: مو حلوو أبي سي فله

مازن: أروى والله ما أعرف

بكت أروى: ما أبي ما أبي

مازن بشوية حزم: أروى

سكتت أروى وهي تناظره....

قام مازن ووقف قبالها.... نزل لمستواها وقال بحدة: إذا ما سكتي... ترا أخليتس ب

بالغرفة لحالتس

خلاص هدت أروى لأنها تخاف تجلس لحالها.... رجع مازن مكانه وهو مرتاح.... لأنه

المسؤل عن أروى بغياب أبوها.... تابع برنامج سوبر ناني.... عشان يعرف يتصرف

بمثل ذا المواقف....

تفاجأت أم أحمد كيف قدر مازن يسكت أخته.... لو صار لها ذا الموقف مع غزلان....

ما راح تسكت بنتها الا لما تاخذ اللي تبيه.... رحمت أروى اللي جلست ساكته....

دخلت أم أحمد وقالت: مازن

وقف مازن: نعم عمتي

أروى أغرتها أغاني سبيس تون: ماااسن... ماسن أبي أثوف سبيث تون

ناظر مازن أم أحمد وكأنه يستأذن منها.... ابتسمت أم أحمد وقالت: خلها تروح

مازن: روحي يا أروى

طلعت أروى ومدت أم أحمد ورقة وقالت: أبي ها الأغراض رح جبهم

مازن: اوكيه بس بأخذ أروى معي عشان ما تزعجتس

طلعت أم أحمد وهي تقول: ما عليك لاهية مع سبيس تون

طلع مازن وأم أحمد جلست وهي تراقب أروى.... حبت ها أروى لأن مازن يحبها، ق

قامت وجلست جنبها....

أم أحمد: أروى حلو شعر فله

أروى: إيوه بس ماسن ما يعلف يسوي لي سيها

أم أحمد: تبين أنا أسوي لك شعرك أحلى من فله

وقفت أروى: إيووه

وقفت أم أحمد وقالت: تعالي معي فوق

خافت أروى من فكرة فوق.... ناظرت الغرفة اللي جالس فيها مازن.... شافت الأنوار

مشغلة يعني مازن موجود.... هي متعودة الغرفة الظلمة فاضية....

مسكت يد أم أحمد وقالت: سوي لي سعلي حلو

ابتسمت أم أحمد وقالت: يللا

راحوا فوق ودخلتها أم أحمد الحمام وحممتها.... ولبستها الروب وجلستها ع

الأوظة في غرفة غزلان.... طلعت ملابس كانت شاريتهم لغزلان وصاروا صغار

عليها.... وحفظتهم للينا والحين صار مقاسهم ممتاز على أروى....

رتبت لها شعرها وقصصت أطرافه.... الملابس الداخلية والفستان والجزمه كلهم

حقين غزلان.... حطت لها التوكات على شعرها.... حطتها لها روج أحمر وصار

شكلها غير.... وطبعا ما نست المناكير....

أم أحمد مبسوطة وهي تهتم ببنت يتيمة الأم.... وعايشة مع رجال لأن ما عندها

أخوات.... تذكرت بنتها لينا كيف مهملتها وتاركتها عند الخدامة.... هي اللي تاكله

ا وتلبسها مهتمة فيها من جميع النواحي.... خلاص هذي آخر مرة تهتم فيها

الخدامة.... لأنها هي الأم وهي اللي تربي....

ناظرت أروى شكلها بالمرايا وقالت: اللللله حلوووو.... ثكرا عمه... - باستها وقالت:

بلوح حق ماسن


وصل مازن البيت ودخل الأغراض بالمطبخ.... توه بيروح للجلسة التفت لتلفزيون

عشان يشوف أروى.... لكن أنفجع لأن أروى مو بالصالة.... دورها بالمجلس الرجال

والحريم والحمام.... ما لها أثر....

تذكر المسبح وانقبض قلبه.... طلع لتهوية البيت وقرب من المسبح.... ارتاح لأنه

فاضي.... شاف السواق وسأله بس السواق ما شافها.... دخل داخل وقال بصوت

عالي: أروى... يا أروى

نزلت أروى من فوق وهي بتطير من الفرحة: مااااسن... مااسن

تفاجئ لما شافها صايرة غييير.... أروى ببراءة تدور بالفستان وقالت: حلوو ثح

ابتسم مازن ونزل لمستواها وقال: قمر والله... لو عندي كاميرا كان صورتتس.... -

لمح فلاش من وراه وشاف أبو أحمد يصورها....

أبو أحمد: وهذي صورة عشانك

رمت غزلان الأكياس اللي بيدها: يحليلها تجنننن... - ركضت لها وباستها: ايش

أسمك يا حلوة

أروى وهي لاصقة بمازن: ألوى

دقايق ومازن جلس بمكانه المعتاد ومعه غزلان وأروى.... جت الخدامة ومعها

لينا.... أخذ مازن لينا منها وبدا يوقفها عشان تتعلم تمشي.... لينا تمشي كم

خطوة وإذا حست أنها بتطيح ترمي نفسها عليه عشان ما تطيح بالأرض....

مازن: أقول غزلان

غزلان تموووت بمازن لأنه ببساطه معطيها وجه: نعم

مازن: ممكن تجيبين البوم صور أخوتس أحمد

وقفت غزلان: اوكيه

جابته له وبدوا يتفرجون عليه.... وبحركه سريعه أخذ مازن صور لأحمد وحطها

بجيبه....

انتهى اليوم وكان حافل بالنسبة لأروى.... وصلوا البيت وعلى طول مازن غير

ملابس أروى.... وغسلهم بعناية لأنه بياخذهم معه بكرة....


اليوم الثاني


دخل مازن مع أروى بيت أبو أحمد.... وشاف مجموعة رجال طالعين وشكلهم

تابعين للديكور.... دخلوا الصالة وشاف الصالة صارت مكان ثاني.... مزينة بزينة

أروى ببراءة: حفلة

مازن: يمكن

سمع صوت همس من فوق: مازن... يا مازن

التفت لمصدر الصوت وشاف أم أحمد مع أختها أم زيد....

أم أحمد: راحوا الرجال

مازن: إيوه من شوي

نزلوا أم أحمد وأم زيد وناظروا المكان....

أم زيد: كل شي تمام

أم أحمد: ومثل ما بغيناه... أروى تعالي سلمي

قربت أروى بخجل وسلمت عليهم....

أم زيد: يللا أنا بروح أشوف وش صار مع البنات

أم أحمد: تعالي يا أروى أسوي لك شعرك

انبسطت أروى وراحت لها.... أم أحمد: اليوم عيد ميلاد غزلان

مازن: عقبال مية سنة

بعد ساعة وقفت أروى مع البنات.... لأن الحفلة بدت ودخلوا الخدامتين وهم

شايلين الكيك والعصير.... حطوهم ع الطاولة الدائرية.... شغلت وحدة من

الخدامات الـ 12 شمعة.... أم أحمد رتبت البنات حول الطاولة وأم زيد ماسكة

الكاميرا في يدها وتصور....

أنطفت الأنوار وتوجهت الإضاءة ع الدرج.... نزلت غزلان على أغنية غنوا لحبيبي.

... وصلت لعند الطاولة وأم زيد تصورها وتصور الصغار.... طفت غزلان الشموع مع

البنات.... اشتغلت الأنوار مع آخر شمعة أنطفت....

صفقوا البنات بفرح وقدموا الهدايا.... وبعدت ما انتهت الحفلة، قامت أروى وراحت

لعند أم أحمد: عمه... عمه

نزلت أم أحمد لمستواها وقالت: ايش فيك أروى

رفعت أروى الهدية وقالت: أبي سي هذي حق عسوسي

ابتسمت أم أحمد: من عزوزي

أروى: عسوسي أخو علاوي

أم أحمد: ومن علاوي

أروى: سديق مااسن

عرفت أم أحمد أنا علي كبير وهي تبي الهدية عشان عبد العزيز الصغير: خلاص

الحين أحط الهدية والحلاوة لك ولعزوزي

بدت أم أحمد تحط في كيس من كل شي اثنين.... حتى سيارة جات بالغلط مع

الهدايا حطتها لعزوزي.... لأن الحفلة خلصت وتقريبا كل البنات راحوا.... قالت

للخدامة تجيب العلبتين من فوق وتغلفهم وتنزلهم تحت....

عطت أروى الكيس اللي فيه الحلاوات والقبعات والأقنعه يعني مو ثقيلة على

أروى.... راحت أروى لعند مازن وقالت: ماااسن عطتني عمه هدية حق عسوسي

ابتسم مازن: حتى عزوزي ما نسيتيه... - قام وقال: يللا بنروح البيت

دخلت أم أحمد المطبخ وقالت: جهزتي كل شي

أم زيد: إيه... - ابتسمت بفرح لأختها: كل هذا له

أم أحمد: أكيد، والله ودي أحط له كم ألف... بس أنا عارفته حتى فستان لسبته

أخته أمس جابه اليوم

أم زيد: إن شاء الله يرجع لك يا رب

أم أحمد: آمين

دخل مازن وهو ما يدري وش اللي يرجع لأم أحمد.... طق الباب وقال: عمتي

التفتوا وقالت أم أحمد: هلا

مازن: أنا بمشي الحين

أم أحمد: بدري باقي العشا

مازن: مشكورة وما قصرتي... بالأذن

أم أحمد: دقيقة يا مازن... خذ هذول معك

أنفجع مازن وهو يناظر وين ما أشرت.... الكيك والحلويات والبقلاوة

والشوكولاته.... وغير العلبتين المغلفين قال بصدمة: ايش هذا

ابتسمت أم أحمد: إيه هذا احنا قسمناه ومن بياكله هنا... خذه أنت ووزعه على

ربعك أو جيرانك... تصرف فيه

مازن ما زال مصدوم: بس هذا كثير

أم زيد: إذا ما خذته بيروح كله الزبالة... حرام خذه

أم أحمد: وها العلبتين الحمرا لأروى والزرقاء لعزوزي صديقها

مازن: هذي نعمة كيف ترمونها الزبالة

أم زيد: راح يخرب بالثلاجة وبيروح الزبالة

أم أحمد: أنت خذه وقل أنه من بيت عمك أو قرايبكم... عادي محد بيعرف

ابتسم مازن من غير ما يرد....

أم زيد: خلاص ابتسم يعني رضى

مازن: ههههه اوكيه باخذهم بس أقدر أخلي السواق يوصلني... لأني ما أقدر

أشيلهم لحالي

أم أحمد فرحت أنه اقتنع وقالت: قل للسواق يوصلك وأنا بتفاهم مع عمك

ركبوا السيارة وأروى ماسكة الكيس من قلب.... وتناظر فوق لأنها خايفة تطير

عليها البالونات.... مع أن البالونات عليها ثقل من آخر خيطها وتثبتها لكن أروى

صغيرة وما تدري....

نزل السواق الأغراض عند باب بيت علي ومشى.... وأغلبية الشباب اللي بشارع

مستغريبن من وين له مازن كل ها الهدايا
....
دق الجرس وسمع صوت بنت من ورا الباب: من بالباب

مازن: أنا مازن... علي موجود

نهاد: موجود بس نايم بالمجلس

مازن: أنتي أفتحي الباب ودخلي وأنا أدخل أصحيه

فعلا دخل مازن ودخل الأغراض للمجلس وشاف علي نايم.... حط الكيك ع الأرض

وقرب منه وقال بأعلى صوته: علاااااااااااااوي قوووووووم

وصل صوت مازن لداخل الصالة لأن البيت مو كبير.... ضحكوا عليه ولأن علي

يستاهل من زمان يصحونه ومو راضي يصحى....

علي: حسبي الله على إبليسك... وش تبي

مازن: هههههههههه وش فيك صاير بوم تنام النهار وتسهر الليل

جلس علي: وأنت تخلي أحد ينام... وبعدين ايش هذا اللي معك

ابتسم مازن وقال بصوت واطي: مسوين حفلة ميلاد ببيت ناصر

علي: بس أنت ما خليت شي وجبته معك

مازن: قالوا بيرمونه الزبالة... قلت علاوي وأهله أولى

قام علي وهو يشيل الكيك: ما تقصر... بس بقول لأخواتي يقدومنه لنا

مازن: إذا حق بيتنا ما عندي مانع... أما الحين لا

علي: تعشيت

مازن: الصراحة لا

علي: ولا أنا... خلاص بقولهم يحطون لنا العشا

بعد ما دخل مازن المجلس.... دخلت أروى للصالة لأنها متعودة عليهم.... دخلت

وهي تنادي: عسوووووس تعال

عبد العزيز كان واقف عند جدته ويصيح: دده أبي ألوى

ولهان عليها من زمان ما شافها....

أم علي: عزوز أروى بيت عمها... بعدين تجي

عبد العزيز: ما أبي... أبي ألوى... - التفت لما سمعها تناديه وابتسم...
.
راح لها وقال: ألووى

دارت أروى حول نفسها من بعد مدح خوات علي لها: أنا حلوة... تعال عسوسي

عندي لك حلاوة

دخل علي وبيده الكيك: ايش رايكم

أمه: من وين كل هذا

علي: من بيت عم مازن... مسوين حفلة وعازمين أروى أما مازن راح وجلس مع

عيال عمه>> هذي كذبته مع مازن....

عبد العزيز راح لأمه وقال وهو يأشر على خده: ماما سوي لي هنا سي ألوى

تحمسته أمه وخذته لغرفتها وحممته وكشخته وسوت له رسوم مثل أروى.... طلع

وهو مبسوط وراح لأروى.... نهاد اللي بثاني متوسط خذت الكيس من يد أروى

وبدت تقسم اللي فيها بين أروى وعبد العزيز....

أم علي خذت الكيك وحطته في صينية وحطت عليه شمعتين.... دخلت فيها

الصالة وسوو لهم حفلة بسيطة على قدهم.... صفقوا لما طفى عبد العزيز وأروى

الشمع.... دخل علي وبيده علبتين مغلفين...
.
علي: أروى... عزوز تعالوا

جاو له يركضون عطى أروى العلبة الحمرا وعبد العزيز الزرقا.... بعد جهد فتحوهم

أروى كانت هديتها بيبي حبيبي.... وعبد العزيز كانت هديته سيارة بريموت

كنترول....

قفزت أروى وقالت: بيبي حبيبي... - راحت تركض: مااااسن... مااااسن ناظر بيبي

حبيبي
باسها مازن وقال: أنتي اللي حبيبي والله

بعد ما تعشى مازن وعلي طلعوا للشارع....

مازن: تدري يا علي أنا فكرت وقررت إني أقولك عن أكبر أسراري

علي: مو لازم

مازن: إذا ما عرفته الحين بتعرفه بعدين... إذا ما عرفته مني بتعرفه من غيري

علي: أجل قول... يمكن من زمان أعرفه

ابتسم مازن: كل شي جايز... - ناظر السما وقال: علي أنا جيت لها الدنيا بالحرام

علي بانفعال: ايش!! وش تخربط أنت... في أحد يقول عن نفسه ها الكلام

ناظره مازن: لأنه الصدق... ملفاتي، أوراقي كلها مكتوب فيها مجهول الوالدين

علي بصدمة: جد!!

مازن: إيوه... حتى إني... - حكى له كل شي حصل معه من لقاه عبد الله وكيف

هو عرف.... وكيف رفضوه ربعه الين جا هنا....

علي: وانت وش ذنبك

مازن: ذنبي إني لقيط يا علي... تعرف معنى أنك لقيط يعني الكل ينقرف منك.

.. أي غلطة تطلع منك بيقولون ولد شوارع ومحد رباه... محد قال إني متفوق

بدراستي محد قال إني محافظ على صلاتي... مهما سويت خير، بظل بعين

الناس غلط لأني جيت بالغلط

سكت علي لأن الصورة وضحت عنده.... لأن مازن دايما يقول أنه مثقل على أبوه

بمصروفه.... والحين عرف السبب لأنه لقيط.... سكت وترك مازن يتكلم عن اللي

بداخله....

مازن يكمل كلامه بقهر : الكل يستكثر علي الخير، ياما سمعت اللي حولي

يقولون لأمي الله عطاكم أروى... ليه ما تاخذون مازن لدار الرعاية... استكثروا علي

الأم والأب اللي ما أعرف غيرهم... حتى عيالهم منعوني العب معهم... لأني صرت

شي نجس بينهم... – جلس ع الدرج وقال: لوما عبد الله ولا كان أنا ضايع

بالشوارع... بس ما أقول الا الله يسامحهم كلهم... ويسامح أمي وأبوي قبلهم

جلس علي جنبه وحط يده على كتف مازن وقال: أسمعني يا مازن منت أول واحد

يكتشف أنه لقيط... وما عليك من كلام الناس... لأنك لو تشوف ولد الحمايل

والقبايل خربان تشوف الكل يحترمه... لأن نسبه يعزه، بس أنت شف الناس من

أخلاقهم مو من فلوسهم أو نسبهم لأن أهم شي التربية والأخلاق...

يا ما ناس أغنياء ربوا أيتام عندهم...

لكنهم أهملوهم لأنهم مو عيالهم... ربي حطك عند عايلة محرومة من الضنا... أنا

عرفت ها الشي لما شفت فرق العمر بينك وبين أروى... ومبين أنا عبد الله مو أقل

من 60 سنة...


بس الحمد لله على كل حال...

عبد الله يحبك ويثق فيك لدرجة أنه سافر وترك بنته معك... وأكيد ضحى بكثير

عشانك... عشان كذا لازم تحطه بعيونك... ولا تظن أنك خسرت ربعك، ربعك هم

اللي خسروك... وأنا منيب مستعد أخسر أخ من زمان أدور عليه

مازن: جد منت بتاركني

علي: للأسف أحلامك تحطمت لأنك ما راح تفتك مني

مازن: ههههه في هذي صدقت... - ضربه بخفيف على كتفه وقال: صاير فيلسوف زمانك

علي: ههههههه من عاشر القوم

التفتوا اثنينهم لما شافوا أبو مازن جاي.... راح مازن له باس راسه وسلم عليه: الحمد لله على سلامتك يا يبه

ضمه أبو مازن وقال: الله يسلمك... وين رورو ولهت عليها

مازن: وأنا ما ولهت علي

أبو مازن: افاا أنت راس المال

ابتسم علي وهو يقرب وقال: الحمد لله على سلامتك يا عمي

أبو مازن: الله يسلمك... شلونك وشلون الأهل... عساكم بخير

علي: الحمد لله كلنا بخير

وبعد دقايق جلس مازن مع أبوه ببيتهم.... وتكلموا شوي عن العزا وعن أهل أم

مازن....

مازن: تذكرت يبه... - وقف وقال: دقيقه أبغى أرويك حاجة

راح غرفته وبعدها جا.... مد الصورة لأبوه وقال: ناظر وقلي وش رايك

تفاجئ أبو مازن لما شاف النسخة الثانيه من مازن وقال: من ذا

تربع مازن قبال أبوه وقال: هذا أحمد ولد ناصر... يشبهني صح

أبو مازن خاف أنا ولده يتعلق بوهم فقال: لا

ضحك مازن: هههههههههه الحمد لله في حد مثل رايي

أبوه: وكيف أخذت الصورة منهم

مازن: غافلت بنتهم وخذتها منهم... وبعدين عادي بكرة أرجعها ومحد يدري عنها

سكت أبو مازن وهو يتذكر كلام زوجته لما جاب لها مازن...
.
" أم مازن وهي تناظر مازن: تصدق أحس أنا مازن مو لقيط

أبو مازن: ليه

أم مازن: يعني لو هو لقيط كان شفته أصغر من كذا... هذا كبير شوي يعني يمكن

عمره 6 أو 8 أشهر... كيف يربونه فترة وبعدها يرمونه

أبو مازن: تصدقين توني انتبه لها الشي... تتوقعين مخطوف ولا بايعينه

أم مازن: أعوذوا بالله كل شي جايز "....

مازن لما شاف أبوه ساكت قال: تدري يا يبه... تقول بنتهم غزلان أنا أحمد ولدهم له أخ توأم مفقود

ناظره أبوه وقال: جد!!

مازن: هذا اللي قالته... قالت أنا خدامتهم شالت ولدهم وهربت

أبو مازن: ولقوه

مازن: لا

سكت أبو مازن شوي وبعدها قال: مازن كيف يعاملك أبو أحمد

مازن كان يفرفر بالقنوات الفضائيه: عادي... يعني أنا توقعت بيذلني بس ما صار

ها الشي ابدا... دايما أروح البقالة أشتري لهم أغراض واحيانا أطلع مع السواق

أجيب بنتهم من بيت عمهم... واحيانا يكلمني أبو أحمد من العمل يقولي اجلس

مع العمال إذا صار بالبيت أي خراب... بس فيه شي أنا استغربت منه

أبو مازن: وشو

ابتسم مازن لما شاف بلاهة مستر بن وقال: احيانا لما أدخل الصالة فجأة...

أشوفهم يناظروني وكنهم فرحانين فيني... أحسهم من زمان يتمنون وجودي

معهم... ترا ما قالوا شي بس من نظرتهم لي أنا حكمت

أبو مازن استغرب: وأم أحمد تتغطى منك

مازن: ههههههههههههه مفهي هذا مستر بن... وش قلت يبه

أبو مازن ما يبي مازن يلتفت له لأنه عارف أنا مازن يفهم له من عيونه.... قال:
قلت أم أحمد تتغطى منك

مازن وهو يتفرج ع التلفزيون: لااا أي غطا... هذول شكلهم فرري، لا هي ولا أختها

وبعد أزواجهم ساكتين

التفت مازن وقال: تدري يبه أم أحمد من تشوفني تبتسم... ليه ما أدري، قال: ها العايلة غريبة

سكت أبو مازن وهو يناظر صورة أحمد.... ويسمع كلام مازن، كلام مازن يقول أنهم

أهله.... وفرحانين بوجوده بينهم.... ناظره ظهر ولده وبخاطره" شكل ذول أهلك يا

مازن.. بس ليه ما سألوا عني عشان يعرفون بسالفتك.. ليه ما قالوا لك أنهم

أهلك.. آآه ما أبي أرميك عليهم وهم ما فكروا فيك ".... ابتسم صار إحساس زوجته صحيح وصار مازن مو لقيط....

أبو مازن: مازن

ناظره مازن: سم يبه

أبوه: سم الله عدوك... - عطاه الصورة وقال: رجع ها الصورة لهم... مازن يا ولدي ما

أبيك تفكر بيوم أنهم أهلك عشان الناس قالوا أنك تشبه ولدهم

مازن: أنا عارف أنهم مو أهلي ولا حتى فكرت أنهم أهلي... لأنك لقتني بالرياض

وهذول بالخبر... وبعدين يخلق من الشبه أربعين

أبو مازن: صح كلامك... - حط يده على كتفه وقال: أنا ما قلت ها الكلام الا لأني ما

أبيك تتعلق بوهم

مازن: لا تخاف يبه أنا حاط في بالي ها الشي من سنين

بعد أسبوع....


وصل لأرض السعودية.... تمدد وهو يشم هواها أشتاق لأمه وأبوه وخواته.... وصل

مع أبوه للبيت ناظر ساعته كانت 9 الليل.... من دقايق راح مازن لبيتهم وما تقابلوا....

نزل ودخل الصالة وقال: هااااي ايفري بووودي

أم أحمد بدون مقدمات راحت له وضمته: أحمد يا بعد عمري... - نزلت دموعها وما قدرت تكمل....

أحمد: هههههههههههه ماما أبي أعرف أنتي ليه ما عندك كنترول

جلست أم أحمد وجنبها أحمد وبدت تسال فيه.... وأبو أحمد يراقبه ويشوف الفرق

بينه وبين مازن.... نزلت غزلان واستغربت أنا مازن جالس جنب أمها.... وأمها

تكلمه وهي تمسح دموعها.... عرفت أنه أحمد مو مازن لأنه لابس بدلة....

ركضت له وقالت: أحمـــد... - ضمته وقالت: ولهت عليك

أحمد بعدها وقال: روحي يا بنت أمك... قالك ولهانة علي

غزلان عارفه هذا أحمد وهذي أطباعه.... أصلا هي فرحت لأنه سافر وارتاحت

منه.... لكن هي جد أشتاقت له وهو بعدها.... تذكرت كيف مازن يسولف معها

ويسمعها ويضحك عليها.... جلست وهي ندمانة أنها سلمت عليه....


أحمد: وينها أم السعابيل>>> خخخ هذي مت ضحك عليه وحليله



أم أحمد: عند الخدامة... ميري يا ميري جيبي لينا

جت الخدامة ومعها لينا.... خذتها أم أحمد قرب منها أحمد وباسها.... بكت لينا...

. استغربت أم أحمد وناظرت خد بنتها وقالت: أحمد وش ها الحركة

وقف أحمد: عادي بس بستها بخفيف... عموما أنا داخل أناااااام

راح أحمد فوق وقفت غزلان وقالت: يا ليته مات ولا جا

أبو أحمد: غزلان ايش ها الكلام هذا أخوك

غزلان بقهر: مالت عليه... ياليت مازن أخوي مو هذا

ركضت لفوق لأنها خايفة من نظراتهم.... أحمد اللي كان واقف فوق وأول الدرج

سمع كلام غزلان.... حب ينتقم منها لأنها تتمنى موته.... شافها جايه تركض

وهي مو منتبهه....

أحمد: بوووووو

خافت غزلان وزلقت رجلها وطاحت على جنبها وتدحرجت على كم درجة.... بدون
مقدمات بكت لأنها تتألم....

أحمد: ههههههههههههههههه غبية... بس تستاهلين عشان مرة ثانية تعرفين

عن من تتكلمين

أم أحمد سمعت صوت شي طاح ع الدرج.... قامت وشافت غزلان تبكي وهي

تمسك خصرها.... تنهدت وراحت لها لأنه عارفة أنا أحمد هو السبب.... بدت

المعاناة من جديد....

أم أحمد: غزلان حبيبتي... من سوا فيك كذا

غزلان وهي تشاهق: أحمدووه الخايس... يا رب يموت يا رب

سكت أبو أحمد وهو يسمع بنته تدعي على أخوها.... هو وزوجته سبب نذالة

ولدهم لأنهم يخافون عليه من نسمة الهواء.... دلوعوه وجابوا له كل شي يبيه ومو

كفاية.... لأنهم فقدوا واحد وخافوا يفقدون الثاني.... ما عرفوا عن نذالته الا لما

انولدت غزلان....

دخل أحمد غرفته وبعد ما تروش ولبس.... تمدد ع السرير على بطنه وفتح الدرج

الكبير.... طلع منه صورته وهو صغير مع توأمه.... لو توأمه موجود كان قدر يكسر

أنف فلان وعلان.... وأحلام كثيرة حطها في باله مع توأمه....






يتبع.........







اليوم الثاني....

قال أحمد بصدمة: ايش

أبو أحمد: اللي سمعته

أحمد: أنا أحمد ولد ناصر الـ.. أدرس بمدارس الحكومة

أبو أحمد: وأنت من متى درست بمدارس أهلية

أحمد: ذاك الوقت غير... كذبت علي أنت وأمي لكن الحين لا ما تقدرون وأنا بدرس

بمدرسة { ..... }... وخلوا مدارس الحكومة لأشكالها

أبو أحمد: تبي تدرس بمدارس أهلية... رح وش اللي مانعك

أحمد بقهر: بابا

أبو أحمد: استح على وجهك ايش بابا هذي... وش خليت لأختك لينا

استخدم أحمد اسلوب الدموع: يبه الله يخليك... ما أبي مدارس الحكومة... كلها

قرف ومعفنة

دموع أحمد كانت نقطة ضعف أبو أحمد.... لأنه يذكره بمحمد.... بس الحين محمد

رجع وتقريبا كل يوم يشوفه الا الخميس والجمعة.... قسى قلبه وقال: ومالك الا

القرف والعفن... من السبت تداوم بمدرسة { ..... } وأن عرفت أنك هربت ولا شي

ثاني ما تلوم الا نفسك فاهم

طلع أحمد من المكتب مقهور.... هذي أول مرة أبوه يرفض له طلب.... ليه وش

اللي غيره لازم يروح عند أمه عشان تكلم أبوه.... طق باب غرفتها وقال: أنا أحمد

أم أحمد: أدخل

دخل أحمد وطلعت غزلان بسرعة ما تبي مشاكل.... أحمد مو رايق ولا كان ما

مرت جنبه بسلام....

راح أحمد وجلس جنب أمه وقال: ماما

أم أحمد بحنان: نعم ماما

أحمد: ماما بابا قالي أدرس بمدرسة { ..... }

أمه: وش فيها

أحمد: هذي مدرسة حكومية معفنة... أنا أبي أدرس بمدارس أهلية

أمه: طيب أنت طول عمرك ما تدرس الا عند الحكومة... وش اللي تغير

أحمد: لما رحت أمريكا شفت ولد الـ.. وولد الـ... وكلهم كانوا يدرسون بمدارس

أهلية الا أنا... حتى إني كذبت عليهم وقلت لهم إني أدرس بمدرسة { ..... }

ناظرته أم أحمد وهي تقارن بينه وبين مازن.... بسبب دلالها صار ولدها خكري

وكأنه بنت.... فرق السما بينه وبين مازن....

أحمد لما شاف أمه ساكته قال: ماما احنا عايشين في خير ونعمة... وبابا وعموا

ريان عندهم كم مشروع هنا... ليش ندرس بالحكومة واحنا مو محتاجين شي

تنهدت أمه: أحمد احنا منتهين من ها الموضوع... وأبوك إذا حط شي في باله راح

يسويه ومحد يمنعه

نزلت دموع أحمد وقف وقال بقهر: ليش أنتوا تكرهوني... كل شي أبغاه تقولون

لا... ما أحبكم أكرهكم

دخل أبو أحمد وسمع آخر كلام ولده.... مسكه من ذراعه ولفه لجهته.... وعطاه

كف لف جسمه لجهة اليمين....

أبو أحمد بعصبية: قص بلسانك يا قليل الحيا... كيف ترفع صوتك بوجه أمك هااه

أنصدم أحمد أول مرة أبوه يمد يده عليه.... قال بعصبية: كله منك أنت... يا ليت

عمي هو أبوي مو أنت

طلع أحمد وركب سيارته وطار لبيت عمه..
..
ناظر أبو أحمد بخيال ولده هذا اسلوبه إذا يبي شي.... ناظر زوجته اللي جالسة

بمكانها وتناظر الأرض.... عارف أنا كل هذا بسبب خوفهم الزايد عليه....

قالت أم أحمد لما شافت زوجها جلس جنبها: ما كان له داعي تضربه

تنهد أبو حمد: مدري وش صار فيني... مدري ليه صرت أقارن بينه وبين مازن

أم أحمد: مازن تربى في ظروف غير وأكيد أنها قاسية... بس أحمد اللي طول عمره

مرفه... فإذا انحرم من شي طبيعي يتصرف كذا

أبو أحمد: مدري وش بيسوون ها الاثنين إذا تقابوا في المدرسة أو هنا




بالليل....




اتصلت أم أحمد ببيت أختها.... طلبت تكلم أحمد قلبها ما طاوعها عليه.... وبعد

محاولات رضى يكلمها....

أحمد: نعم

أمه: حمتوو متى ترجع البيت

أحمد: إذا غير زوجك مدرستي

أمه: أحمد تعرف ليه أبوك يبيك تدرس في ذا المدرسة

أحمد: ما أعرف ولا أبي أعرف ارتحتي

أمه: أحمد أبوك مسوي لك مفاجاءة

تغيرت نفسية أحمد وكأنه بزر: جد

ابتسمت أم أحمد نبرة صوته تغيرت: إيه والله... جد وأكيد بتنبسط فيها

أحمد: ماما لا تكذبين علي

أمه: لا والله ما أكذب بس أهم شي ترجع البيت

أحمد: ماما اليوم خميس بنام عند زيد ولد عمي... وبكرة العصر أنا عندكم




يوم السبت....



دخل أحمد المدرسة.... ويناظر المكان والطلاب بقرف.... ابتسم لما شاف سلمان

جاي له.... صحيح أنا سلمان عبد عند الفلوس لكن ماله الا هو..
..
سلمان: هلاااااا بو حميد... الحمد لله ع السلامة

أحمد: الله يسلمك

سلمان: متى جيت من امريكا

أحمد من مقهور من ها المدرسة: من يومين... أقول وين القرف

سلمان: ههههههه قصدك الفصل... تعال

علي اللي كان جالس بالفصل استغرب لما تأخر مازن بالحمام.... قام وطلع وهو

رايح شاف أحمد يمشي مع سلمان.... " سلمان يتمشى مع مازن.. وش

السالفة "....


أحمد شاف طالب يناظره بعتب.... قرب منه وقال: خير وش عندك تناظر

عرفه علي" أحمد؟؟ ": سوري مشبه عليك

أحمد: فتح عيونك عدل وتعرف من أنا

ما رد عليه علي واتقى شره.... دخل الفصل وجلس مكانه مصدوم.... " أحمد جا..

أكيد بيقابل مازن ".... وقف وشاف مازن جاي يناظره وهو مبتسم.... فرق السما

عن الأرض.... أحمد يناظره وكأنه حشرة ومازن مبتسم له....

مازن: اووه لها الدرجة أنا وسيم وأنت معجب فيني

علي: لا والله أنك تلوع تسبدي

ضربه مازن على كتفه وقال: كل تبن

علي: تدري من شفت اليوم

مازن: من

علي: شفت أحمد

مازن ببلاهة: من أحمد

علي: يا الدلخ أحمد شبيهك

مازن: اها وين بالتلفزيون

علي: ههههههه لا هنا... بس ما أدري وين فصله ولا كان خذتك له تشوفه

مازن: إذا هو يدرس هنا وين بيهرب... ما شفته اليوم أشوفه بكرة

علي: يا ربي مدري ليه أنت مطنش... أقولك هذا يناظر الناس من طرف خشمه

مازن: وأنا اللي بكسر خشمه... بس مدري ليه أنت مكبر الموضوع

علي: أقول بس تعال نطلع نتمشى



بنفس الوقت....



سلمان: حطوك معي بنفس الفصل

أحمد: ليه

سلمان مبسوط أنا أحمد معطيه وجه: لان الطلاب قليل بفصلي... حتى مازن أول

ما سجل جابوه معي

أحمد: ومن هو مازن

سلمان: قلت لك مازن اللي يشبه لك

أحمد: بسم الله علي منه قبل ما أشوفه

دخل سلمان وأحمد الفصل... وتفاجأو لما شافوا علي ومازن جايين بيطلعون...

. والأثنين انصدموا من الشبه الفضيع بينهم.... مولودين من أم وحدة وأب واحد.

... واثنينهم نفس التفكير.... كل واحد تكتف وهو يناظر الثاني وعلى وجهه


ابتسامة خبث....


ناظره أحمد من فوق لين تحت.... واضح أنه حافي منتف" هذا مازن اللي نفخ

سلوم راسي عنه.. هذا جزمتي ما يسوى"....

ناظره مازن، شعره واصل لرقبته.... الساعة الكبيرة بيده ومبين أنها ماركه.... واضح

أنه ولد عز بمعنى الكلمة" واخيرا تقابلنا يا أحمد.. الحمد لله والشكر هذي بنت

على جسم رجال ".... كسر نظرته وكمل طريقه مع علي وطلعوا من الفصل.

... أنقهر أحمد لما وصل له ضحك مازن....

مازن: هههههههههههههههه يحليلها أختي تجنن

علي: هههههههههههههه الله يرجك... أسمع بكرة بجيب أمي وأخواتي نخطبها

ضحك مازن: هههههههه حياك... وبعدين أنت تقول يشبهني وما تفرق بيننا...

صحيح شوي يشبهني بس على بنت

علي: على بنت هههههاااي حلوووه هذي... يعني هي بنت مسوية عملية

وتحولت لولد

مازن: وشكلها غلطانة وجاية مدرسة شباب ههههههههههههه

وكملوا استهبالهم على أحمد....




بالفصل....


أحمد: ايش ها الزبالة اللي تشبهني فيه

سلمان: يشبهك بالشكل بس

أحمد: وثوبه صاير أصفر من كثر ما كده

سلمان: وش عرفك يمكن لونه كذا

أحمد وهو مطنش سلمان: لا ويمشي مع علاوي الحافي المنتف... صحيح الطيور

على أشكالها تقع

صفرت الحصة والكل رجع فصله.... دخل المدرس واستغرب لما شاف نسختين من

مازن بالفصل.... عرف أنهم توأم بس تفاجئ لما عرف إنا أسمائهم مختلفة....

ناظر أحمد بمازن اللي يسولف مع علي.... وفكر يسوي مشاكل مع مازن حتى

يضطر أبوه يغير مدرسته....





بالفسحة....




طلع مازن للحمام ولحقه أحمد، وقف مازن عند المغسلة وغسل يدينه.... التفت

مازن بيمشي وانتبه بحد واقف قباله.... ما ناظره بس أنه لف لجهة اليمين ووقف

الطالب قباله.... راح لجهة اليسار ووقف الطالب قباله وكأنه يمنعه....

ناظره مازن وقال: نعم وش عندك

أحمد: ولا شي بس أبغى أجننك

مازن أخلاقه مقفله لأن بطنه يمغصه: آآف وش ذا البلاوي اللي تتحذف علينا

أحمد مبسوط: أنا بلوى!!... إذا أنا بلوى أنت وش تصير... داااهية

طنشه مازن ومشى عنه.... مسكه أحمد وقال يستهبل عليه: وين على الله...

منت طالع من هنا

بحركة سريع مسكه مازن ولوا ذراع أحمد بظهره.... لصق صدره بالجدار وقال:

أسمع يا تبن أحمد... ترا والله منيب رايق لهبالك، حركات البزارين هذي سوها

ببيتكم مو هنا... ولا والله لأكون مدخلك بقبرك يا..###

صرخ أحمد من ألم: آآآي... آآي أتركني يا مجنون... أتركني

تركه مازن ومشى.... أحمد تفاجئ بس أنه قال وهو يضغط ذراعه: هين يا تبن

مازن... بكره تشوف وش يجيك

مازن وهو رايح: أعلى ما بخيلك أركبه

دخل مازن الفصل وجلس مكانه.... حط يده ببطنه ويده على راسه.... سمع علي

يقول: وش فيك

مازن: ها التبن أحمد حاط نقره من نقري

علي: ليه وش مسوي له

مازن: ولا شي آآف

علي: وش فيك تروح وتجي ع الحمام

مازن: بطني يمغصني اليوم

علي: ليه وش ماكل

مازن: أسأل أمك وش حاطه بعشاها

استغرب علي: جد

ابتسم مازن: لا أمزح معك... بس أنا اليوم أفطرت بزبادي مالحه

علي: أحسن عشان مرة ثانية تفتح ريقك بتمر مو موالح





بعد المدرسة....




دخل أحمد البيت.... أبو أحمد وأمه توقعوا أنا أحمد بيعلق على مازن.... بس أنه ما

علق.... أحمد كان يفكر ينتقم من مازن ويتمشكل معه.... حتى يضطر أبوه ينقله

لمدرسة أهلية.... راح غرفته ونام....

العصر صحى أحمد ونزل تحت.... استغرب لما شاف الجلسة مفتوحه.... يمكن

الخدامة جالسة فيها.... بس صوت غزلان وهي تضحك خلاه يدخل للجلسة....

مازن وهو يرسم بالقلم: ناظري عندتس 10 تفاحات و5 بنات... كل بنت كم تفاحة

تاخذ

غزلان: امممم تفاحتين

مازن: صح واخيرا فهمتي... يعني 10÷ 5 = 2

غزلان: ههههه والله أنها صعبة

مازن: عشان كذا أقولتس أحفظي جدول الضرب وتفهمين القسمة

دخل أحمد وأنصدم لما شاف مازن في بيتهم.... لا وجالس مع غزلان أخته...
.
أحمد بصدمة: أنت وش تسوي هنا

ناظره مازن: أنت اللي وش تسوي هنا

أحمد: هذا بيت أبوي... وأنت

مازن: أنا أشتغل هنا

أحمد: تشتغل!!... - ثواني يستوعب: ههههههههههههه تشتغل هنا جد... يعني

ايش تشتغل خدامة ولا سواق... بذمتك تتكلم جد ههههههههههههههه

مازن كان يناظره وهو يفكر" أحمد نفسه اللي بالمدرسة.. ونفسه أخو غزلان.. يا

الله كيف راح عن بالي أسمه وأسم ناصر".... ظل يناظر أحمد ببرود وأحمد يستهبل

عليه....


غزلان عرفت الشبه بينهم لو أنهم لابسين زي بعض.... ما عرفت تفرق لكن الحين

أحمد ببيجامته ومازن بثوب أبيض.... خافت على مازن من أحمد.... طلعت بخفة

بدون ما ينبهو لها....

أحمد وهو يحاول ينرفز مازن: مازن ومازن وفي الآخر تشتغل عندي ههههههههه

والله مصخرة... لكن أن ما خلتيك حديث الساعة بكرة و

قاطعه مازن: راح تندم أن سويتها

أحمد يكمل تهديده: أنا اللي أندم... أن ما خليتك تهاجر الشرقية كلها... ما أكون

ولد ناصر ههههههههههههه... - طلع من الجلسة وقال: أحلى مفاجأة يبو أحمد

عض مازن شفته" هذا اللي ما حسبت حسابه يا مازن".... ظل يفكر بحل للورطة

اللي حط نفسه فيها.... انتبه لما دخلت عليه الخدامة وعندها لينا....

مازن: ميري وين بابا

الخدامة: بابا في مكتب

مازن: وأحمد

الخدامة: روه فوق

قام مازن فرصة له.... راح لمكتب أبو أحمد اللي أول مرة يدخله.... طق الباب بهدوء وسمع صوت أبو أحمد: أدخل

دخل مازن وتفاجئ لما شاف فخامة المكتب" حشا جالس بشركته مو بيته.. اللهم لا حسد "....

نزل أبو أحمد عينه عن اللاب توب.... التفت لما شاف مازن يناظر المكان.... نزل

نظارته الطبية وقال: مازن... تعال وش فيك واقف بعيد

قرب مازن وهو مرتبك.... قال وهو يناظر ورا أبو أحمد: عمي... بغيت أسألك ليه

تخلي أحمد يدرس بمدرسة حكومية وأنت ما شاء الله ما عليك قاصر... ليه ما

يدرس بمدرسة أهلية

أبو أحمد: ليه صار بينكم شي

مازن: إيوه... أنا تفاجأت لما شفت أحمد لأن الطلاب يشبهوني فيه... وحتى

غزلان خلتني أشوف صورته بس إني... - سكت لأنه حس أنا كلامه فاضي...
.
وقف أبو أحمد وجلس ع الكنبة.... قال بهدوء: تعال أجلس وفهمني الموضوع

جلس مازن جنبه على طرف الكنب.... قال مازن وهو يشبك أصابعه: أنا ما انتقلت

من الرياض لهنا الا بسبب فضيحة... والحين ولدك يبي يفضحني بالمدرسة ويقول

إني أشتغل عنده

أبو أحمد كان متوقع أنا ولده لما يشوف مازن.... بيعرف أنه هو أخوه المفقود....

بس صار عدو له ويبي يفضحه: وليه أحمد يسوي كذا

مازن: بس كذا لعانة... لكن أن سواها لأكون حافر قبره بيدي

ابتسم أبو أحمد" هذا أخوي ريان مو ولدي ".... قال: مازن لا تخاف ما راح يقدر

ينطق بكلمه وأنا بتصرف معه... قل للخدامة تناديه لي

وقف مازن وهو مرتاح نوعا ما.... قال: اوكيه... بالأذن

ناظر أبو أحمد مازن وهو يطلع.... نفسه يعرف وش الفضيحة اللي خلت ولده يجي

للخبر.... وش الفضيحة اللي كانت خيرة وخلت ولده يجي لعنده.... ما حب يسأله

لأن ممكن الفضيحة مو أنه لقيط.... الفضيحة شي ثاني....

انتبه من أفكاره لما دخل أحمد وهو لابس برمودا سماوي.... وبلوزة بيضا عليها

كتابات انجليزية سماوية.... وتارك شعره المبلول على راحته....


أحمد: هااااي داادي

أبو أحمد: تعال بلا مياعة

قرب أحمد وقال: قالت الخدامة أنك تبيني وش فيك



وصل مازن للبيت وراح لبيت علي.... دق الجرس وفتح علي الباب....




علي: هلااا مازن... - مسك يده وقال: أدخل وعطني التقرير

مازن: لا مو داخل تعال برة

جلسوا عند البيت كالعادة....

عليي: قلي ايش صار... شفته

مازن: إيوه شفته... بس أنه بيفضحني الله يفضحه

علي: شلون

مازن: قال... - حكى له كل شي صار....

علي: وناصر وش قال

مازن: قال بيتصرف معه

علي: تتوقع بيسوي له شي

مازن: ما أظن هذي بنته دلوعته

علي: أي بنت... مو هو أحمد

مازن: وأنت تعد أحمد من الرجال

علي: هههههههههههههه هذي تربيت ناصر وش بتسوي

سمعه أبو مازن اللي توه طالع من البيت.... وقال: مازن... اترك عنك ناصر وبيت

ناصر وتعال تعشى

مازن: دقيقة يبه وجاي لك
علي: من متى عبد الله يدري عن ناصر

مازن: من زمااااان

علي: وكيف عرف

مازن: هو سألني مرة لأنه جا المغرب وما شافني.... وعرف إني طالع وتارك أختي

عندكم... وأنا قلت له

علي: وهو رضى

مازن: بالبداية لا... لكن فلوس ناصر خلته يرضى

علي: غريبة

مازن: مثل ما أنت عارف أبوي تاكسي... وكل يوم يحصل 50 أو 100 أو 200

بالكثير... وهذي ما تسوي شي وأنا قلت له عن معامله ناصر لي... عشان كذا ما

قال شي

علي: اهاا

وقف مازن: يللا بروح اتعشى

وقف علي: اوكيه أشوفك على خير






بعد يومين....



أحمد ساكت عن مازن لأن أبوه هدده بأشياء غالية عليه.... لكنه بيطلع ثمن

سكوته بتجريح مازن.... دايم جالس بالبيت لأن مازن فيه.... تسلية له أحسن من

غزلان اللي على طول تصيح....

دخل أحمد الجلسة وشاف مازن جالس....

أحمد: هاااي خدامتنا شلونك اليوم

مازن كان يناظره ببرود" الحقران يقطع المصران "....

جلس أحمد جنبه وقال وهو يحاول ينرفزه: تصدق طاحت رجلي من لعب الكورة.

.. قم جب لي طشت وصب فيه ماي مع ملح... وأبغى تدلك لي رجولي

ناظره مازن وابتسم بخبث" الحين عرفت من يشبه.. يشبه بدر الخكري.. سبحان

الله نفس الطينة.. لا بعد ينعم صوته ومصدق أنه بنت.. وينكم يا الشلة عشان

نكفخ البنت اللي هنا "....

أحمد تعب وهو يحاول ينرفز مازن.... " من ايش مخلوق هذا.. ثلج ": وش فيك

الحمد لله والشكر توزع ابتسامات

مازن بدون شعور قال: والله أنك بنت ملبسينك ملابس رجال

أنفجر أحمد، بكلمه وحده من مازن تنرفز: تاكل تبن أنت وأشكالك... - وقف وقال:

لكن هين أنا أوريك

طلع مثل الإعصار وهو مقهور من برود مازن....

تنهد مازن لما طلع أحمد.... طلع الاساورة من جيبه وناظرها.... شافها عند أروى

تلعب فيها وخذها وطلع لأنه مستعجل.... تذكر كلامه مع أمه أمل..
..
أم مازن: تعرف يا مازن... إحساسي يقول أنك مو ولد حرام

مازن: ليه

أمه: لما جابك عبد الله لي كان عمرك تقريبا 6 أو 8 أشهر... أما الأيتام اللي

يرمونهم أهلهم بالشارع أعمارهم يوم أو يومين... أو حتى كم ساعة بس... وما

في أحد يربي طفل كم شهر ويرميه بالبرد... حتى لو حصل كان حطه بدار الرعاية

مازن: يمكن اللي ربوني ما يبوني... عشان كذا حطوني بالبرد عشان أموت

مسحت أم مازن شعره: لا يا مازن... يمكن أنت مخطوف

مازن: مخطوف؟؟

أمه: إيوه يمكن خدامتكم شالتك وأهلك نايمين... يمكن السواق خذك وأنت ف السيارة وأهلك بالسوق

مازن: لااا ما أظن

أمه: إحساسي يقول أنا أهلك ينتظرون رجعوك... ويفكرون فيك لأنهم عارفين أنك

عايش لقيط

سكت مازن لأنه مستبعد ها الفكرة" ما فيه لقيط يرجع لأهله ".... حس بأمه

وهي تضمه وتقول: الله يرجعك لحضن أمك وأبوك... والله إني خايفة يجي ها اليوم

وتتركني وتروح لحضن أمك

ضمها مازن وقال: أنتي أمي وما أبي أم غيرتس

كل ها الذكرى مرت عليه وهو يناظر الاسوراة.... انتبه لما انسحبت الاسوارة من

يده بخفة.... رفع راسه وشاف أحمد ماسكها...
.
أحمد: افا والله افا... وتقول عني بنت وأنت اللي تلبس ذهب

وقف مازن: أحمد... اتقي شري وهاتها

أحمد: ههههههههه قال اتقي شري قال... عيب عليك هذا وأنت عارف أنه محرم

لبس الذهب للرجال... لها الدرجة الإسلام ما له قيمه عندك

مازن وهو يحاول ياخذها: كل تبن وهاتها

أحمد وهو يبعدها عنه: تحلم... - ركض لعند الباب وقال: هذا وجهي أن شفتها

طلع وهو يضحك.... أم أحمد وأم زيد استغربوا أنا أحمد طالع من عند مازن وهو

يضحك.... من متى ها الصداقة.... انتبهوا لما شافوا مازن طلع ودخل المطبخ

بهدوء....


مازن دخل المطبخ وركض لبرة التهوية.... دار حوالين البيت الين وصل للباب

الرئيسي.... لكن سيارة أحمد مو موجودة....

مازن: مفيد... يا مفيد

السواق: نئم مازين

مازن: وين التبن أحمد

السواق: أهمد في يركب سيارة وروه برة

ضرب مازن يده بالجدار: طيب يا تبن أحمد وين بتروح مني

وصل أحمد لعند صايغ الذهب اللي دوم متعاملين معه.... حفظ شكل أحمد من كثر

ما شافه مع أمه.... دخل وباع الاسوارة، ركب السيارة وهو مبسوط بالمبلغ اللي

طلع له.... خصوصا مع ارتفاع سعر الذهب والمصروف اللي عنده.... راح يفلها مع

ربعه....

مازن اللي كان واقف يحترق بداخله ويهدد ويتوعد في أحمد.... انتبه لما فتح الباب

وسمع أحمد يكلم بالجوال....

أحمد مو ساعيته الفرحة: قلت لك مفاجأة رهيييييبة بس انتظروني بكرة

انتبه أحمد لما مسكه مازن ولفه لجهته.... وعطاه بقس رماه ع الأرض ونزل الدم

من أنفه.... مسكه مازن من قلاب البدلة ووقفه.... لصقه بالجدار وقال بعصبية:

وينها

أحمد مصدوم من هجوم مازن: ممـ.من

مازن بصراخ وهو يضغط بصدر أحمد: اسوارتي وينها

أحمد خايف ومتردد: ببـ..ـعتـ.ـها

مازن فتح عيونه بصدمه: بعتها؟؟

أحمد خلاص شوي ويموت من الخوف هز راسه بإيوه....

مازن والشرر يتاطير من عيونه: قلت لك اتقي شري... لكن أنا أعرف كيف أتفاهم

معك

هجم مازن عليه وهو يسبه .... طلع العربجة اللي تركها لما ترك ربعه.... طلع

القهر اللي فيه وهو يتذكر ها الهواش صار معه مع ربعه الأربعة.... لما غلط عليهم

واحد وتهجموا عليه كلهم.... ولما خلصوا ضحكوا على أشكالهم....

مازن يضرب أحمد ويطلع قهره على أمه وأبوه اللي جابوه بالحرام.... وعلى

المدرس اللي كان قاسي معه.... وبسببه انفصل عن ربعه، وقهر من قسوة الدنيا

عليه.... ما حس بدم أحمد الا لما مسكه أبو زيد وأبعده عن أحمد....

أحمد كان يضرب بعشوائية لأنه مو متعود ع الهواش.... هو المدلل ولد الفلوس

الناعم مهزوم في هواشات شبابية.... يضرب بيده على أي جهة الين هد حليه..
..
أبو أحمد وأبو زيد توهم جايين من مشوار.... بعد ما دقوا عليهم زوجاتهم لأن

العشا جهز....


أبو زيد: غلطان يخوي... كان المفروض تسأل مازن عن أبوه... عشان تقوله عن

ولدك محمد وهو يقول له

أبو أحمد: صح كلامك... وأنا اليوم ناوي أخذ رقم أبو مازن من مازن... بس بعد

العشاء

وصلوا البيت واستغربوا لما سمعوا صوت صراخ وضرب وسب.... دخلوا وأنفجعوا لما

شافوا الهواش....

قرب أبو زيد وسحب مازن عن أحمد.... ومازن يحاول يقاومه ويقول: ما أكون ولد

أبوي... أن ما خليتك ترجعها يا تبن... - رفسه برجله وقال: أقسم بالله لأكون حافر

قبرك بيدي يا..### ويا...###

أبو زيد بعده وقال: بس خلاص بيموت أحمد بيدك

أحمد خلاص بين الصاحي والنايم الضرب هد حليه.... ومن كل جهة ينزف دم..

.. حس بإبوه يشليه وهو يسمع صوت أمه وأخته غزلان.... وأصوات ما ميزها لأنه

حط راسه على صدر أبوه وأغمى عليه....

غزلان اللي طلعت للتهوية تدور مازن.... أنفجعت لما شافت اللي صار طارت لأمها

وخالتها.... طلعوا كلهم لتهوية.... أبو أحمد يشيل ولده وصاير كأنه جثه.... مازن

ماسكه أبو زيد وعلى وجهه كم ضربة من أحمد... وقلاب ثوبه مفتوح....

أم أحمد بصدمة: ايش هذا... ايش صار

رن جوال مازن ورد عليه: هلا علي

ـ :............

مازن بصدمة: ايش

ـ :................

مازن: بأي مستشفى

ـ :.......

مازن: طيب جاي... فمان الله

أبو زيد: وين رايح

مازن: أبوي تعبان بالمستشفى... - صرخ: مفيد... شغل السيارة يا مفيد

راح مازن مع السواق للمستشفى.... سأل عنه وشاف علي جالس ع الكرسي

ينتظر....

قرب وقال: علي وش صار

استغرب علي لما شاف آثار الضرب بوجه مازن بس أنه قال: مدري... بس أروى

جت بيتنا وقالت أنا أبوها طاح... وجبته هنا مع الجيران

مازن: وما عرفت وش فيه

علي: لا

توه مازن بيدخل غرفة أبوه الا مروا من جنبه الدكتور ومعه كم ممرضه.... انشدت

أعصابه لأنهم دخلوه غرفة أبوه.... بعد فتره طلع الدكتور وراح له مازن....

مازن: وش صار يا دكتور

ناظر الدكتور مازن وعلي وقال: من فيكم مازن

مازن: أنا

الدكتور: المريض يبغى يشوفك

دخل مازن للغرفة، غرقت عيونه وهو يشوف الأجهزة على أبوه.... قرب منه شافه

صاحي.... جلس على طرف سريره....

مسك يده ونزلت دموعه: يبه

أبو مازن شد قبضته على يد مازن.... قال بصعوبة: الله الله في أروى... ما أوصيك

عليها... تراها أختك... - سكت شوي تعبه الكلام....

مازن ودموعه على خده: أروى بعيوني... بس قلي يبه وش فيك

أبو مازن يبذل جهده: عمها ما يبيها... أخوي ما يبي بنتي لأنه يظنها من الشارع

ناظر مازن أبوه وهو يرفع سبابته ويحرك شفايفه بهمس.... ارتخت يد أبو مازن من

يد مازن وسلم روحه لباريها....


مازن ما يدري كيف جت له القوة وغمض عيون أبوه وناظره لثواني.... التفت لما

سمع صوت جهاز تخطيط دقات القلب....

وقف لما دخل الدكتور ومعه كم ممرضة.... ويجرون معهم جهاز الصعق.... طلع من

الغرفة والصدمة ماليه وجهه.... حس بعلي يمسك زنده وقال: مازن... ايش صار..

. شلون عبد الله

مازن بلحظة ذهول ويردد بداخله" أبوي مـات.. عبد الله مااات ".... رفع جواله كتب

أرقام ومد الجوال لعلي: هذا رقم عمي عبد اللطيف... أخو عبد الله... - تأكد أنا

الجوال وصل بيد علي وأغمى عليه....







بنفس الوقت بمستشفى ثاني....



دخلوا أحمد عند غرفة العمليات.... عشان يركبون الجبس على يده المكسورة...
.
بعد فترة.... وقف أبو زيد عند النافذة وهو يناظر أحمد اللي ع السرير ويمسح

دموعه.... وأبو أحمد جالس ع الكنب ويناظر الأرض....

وقف أبو أحمد وراح لعند ولده: أحمد

أحمد بصوت باكي: نعم يبه

أبو أحمد: وش مسوي لمازن

أحمد: ما سويت له شي... بس هو الحمد لله والشكر صايع وماهمه حد

أبو زيد: كل ها الضرب اللي فيك وتقول ما سويت له شي... اللي أعرفه أنا مازن

هادي... وش سويت له تكلم

أحمد: بعت اسوارته

أبو أحمد بصدمة: ايش

أحمد بقهر: الـ..## يقول عني بنت... وأنا شفته يناظر باسوارة خذتها منه وبعتها

أبو أحمد: يا غبي... هذا أخوك

أحمد بصدمة: أخوي؟؟

حكوا له كل شي وما توقع مازن اللي ينقرف منه هو أخوه.... مازن اللي أمه وأبوه

يهتمون فيه وأخواته يحبونه هو أخوه.... وأسأله كثير براسه....

أبو أحمد: عشان كذا أنا خليته يشتغل عندي

ابتسم أحمد تغيرت نفسيته بسرعة.... لأنه من زمان يتخيل نسخته وما توقعه أنه

من فترة معه: وهو يدري أنا احنا أهله

أبو أحمد: لا... وانتبه لا يدري لأنه ما يعرف أنا اللي ربوه مو أهله... يكفي نذالة

أبو زيد: الحين قلي أي محل بعت فيه الاسوارة

التفتوا ثلاثتهم لما طق الباب.... ودخلت أم أحمد وأم زيد وزيد.... قربت أم أحمد

من ولدها....

أم أحمد: أحمد يمه وش فيك... من سوا فيك كذا

ابتسم أحمد: ولدك محمد

أمه: ايش

قالوا لها اللي صار....

بعد ساعتين....

صحى مازن من النوم وناظر المكان.... عرف أنه بالمستشفى ناظر الساعة 11

ونص.... قطع المغذي اللي بيده نزل الدم بغزازة.... أخذ منديل ولفه على يده وهو

يضغط عليه.... طلع من الغرفة ومن المستشفى كلها مو أول مره يسويها....

وصل لعند بيتهم شاف أروى جالسة عند باب بيت علي.... شافته أروى وراحت

له....

أروى: ماااسن

مسك يدها ودخلها للبيت.... وصلوا للصالة جلس قبالها وضمها ونزلت دموعه....

أروى: ماااسن وين بابا

مازن بصوت باكي: أروى بابا بالجنة

أروى ببراءة: مع ماما ثح

ضمها مازن أكثر: إيوه

أروى: آآي يألم... - بعدت عنه وخافت لما شافت دموعه: مااسن ليه تبكي

مازن وهو يمسح دموعه: ما فيني شي

التفتوا لما سمعوا صوت الباب انفتح بقوة.... ثواني الا أبو إبراهيم واقف قبالهم.
...
وقف مازن: عمي!!

أبو إبراهيم: جهز أغراضها بكرة بجي آخذها عندي

مازن: لا يا عمي... خلها عندي أنا بأهتم فيها

أبو إبراهيم: تبيني أترك بنت أخوي عند ولد حرام ليه... عشان بكرة تصير فـ..##

وتبلينا بواحد مثلك

بلع مازن ريقه ماله حق على أروى: عمي وين بتسوي العزا

أبو إبراهيم: عشان أخوي بقولك وين... العزا بيكون ببيتي بالرياض... وبدفنه بعد

صلاة العصر مع زوجته... بس أن شفتك راز خشتك وواقف جنبي بتصرف معك

تصرف ثاني

مازن: عمي... أترك أروى معي لا تاخذها

أبو إبراهيم: لااا... أنت ما ينفع معك الطيبة

قرب وسحب أروى اللي واقفة ورا مازن.... صرخت أروى وهي تمد يدها لأخوها....

مازن ما مسك أروى بس كان يكلم عمه.... وعمه مطنشه الين ركب السيارة....

وأروى تضرب النافذة وصياحها مالي المكان.... فتح النافذة وقال: أسمع من بكره

تشيل أغراضك... بجي وبقفل البيت فاهم

سكر النافذة ومشى.... ناظر مازن السيارة الين اختفت من عينه...
.
رجع البيت ودخل ناظر المكان وتنهد.... ماله مكان من بعد ها البيت.... راح فوق

وجمع أغراضه وأوراق تخص أروى وأبوها.... حطهم بالشنطة ورمى نفسه بسرير

أبوه ونزلت دموعه" آآه يابوي.. من لي بعدك وأنا ما أعرف غيرك ".... ظل يبكي الين

نام....




باليوم الثاني....



صحى مازن لما سمع صوت الباب أنرفس.... سمع صراخ أبو إبراهيم اللي

يناديه.... ثواني الا أبو إبراهيم بوجهه....

أبو إبراهيم بعصبية: قم يا جعلك المرض

مازن: نعم عمي وش فيك

أبو إبراهيم بصراخ: مو أنا قايلك إني باخذ البيت اليوم... يللا وش تنتظر خذ أغراضك

وأنقلع برة... يللا لا تأخرني عن الطيارة
وقف مازن ودخل الحمام.... وبعدها طلع وأخذ شنطته وطلع مع أبو إبراهيم.... ناظر

عمه اللي قفل الباب بسلسلة....

مازن وهو شايل شنطته: عمي بتتركني هنا

أبو إبراهيم: لا تقول عمي لأنك مو ولد أخوي

مازن: طيب وين أروح

أبو إبراهيم: رح لدار الرعاية... كثر الله خيرهم اللي متحملين أشكالك

مازن: بس أنا...

قاطعه أبو إبراهيم: لا يكثر بس... وراي عزا وأنت أخرتني لا بارك الله فيك من ولد..

. هات أوراق البيت وأروى أخلص

فتح مازن الشنطة وطلع الأوراق ومدهم لأبو إبراهيم.... اللي خذهم وهو يسب

ويلعن، ناظر أبو إبراهيم الين أختفى من عينه.... ناظر حوله ما فيه الا كم واحد

يناظره.... ناظر الساعة 7 ونص الصباح، تنهد وين يروح بها الوقت.... تذكر العزاء ودق

على محطة القطار.... ومن حسن حظه كان في قطار رايح للرياض بعد ساعة...


.

بعد فترة....



راح مازن له وباسه ودموعه على خده.... بالجنازة شاله على كتفه.... بالقبر رمى

عليه التراب.... فضت المقبرة من الناس.... جلس قبال القبر ونزلت دموعه

بحرية.... اللي راح غالي عليه ومحد يحل محله....

رفع راسه لما سمع حد يكلمه....

الرجال: يقرب لك الميت

مازن بغصة: لا... بس هو أبوي اللي رباني

الرجال: يا ولدي إذا الميت له فضل عليك وتبي ترده... إذا تحبه أدعي له... هو مو

محتاج دموعك محتاج دعواتك... قم يا ولدي ورح للعزاء وقل اللهم أجرني في

مصيبتي وأخلفني خيرا منها

وقف مازن من غير ما يرد.... طلع من المقبرة ركب التاكسي اللي وصله وراح لبيت

عمه.... دخل لفيلا عمه اللي مليانة سيارات.... دخل للمجلس بدون ما يسلم

على حد مثل ما قاله عمه.... جلس بآخر المجلس ونزل عينه للأرض....




مر الوقت سريع....



رفع راسه وناظر الساعة صارت 12 الليل.... ناظر الموجودين أغلبهم يعرفونه....

البعض يناظره بقرف والبعض بشفقة.... ناظرهم وهو ساكت هذول جماعتهم اللي

بالقصيم.... أخوان أم مازن وأزواج خواتها وعيالهم.... أزواج عماته وعيال عم أبو

مازن وعيالهم....

وقف لأنه ما له داعي يجلس أكثر.... طلع وراح لعند السواق.... طق الباب وعطاه

السواق شنطته اللي جابها معه.... انتبه لما حس بيد على كتفه والتفت لينه

عمه أبو إبراهيم....

مازن: نعم عمي

أبو إبراهيم: وين بتروح

مازن: بدور لي أي مكان أنام فيه

أبو إبراهيم: وبيت أخوي اللي هنا

مازن: حنا ما نقلنا للخبر الا بعد ما باع أبوي بيته

أبو إبراهيم: أسمع شفت الملحق اللي هناك

مازن: إيوه وش فيه

أبو إبراهيم: تقدر تبات فيه أيام العزاء... وبعدها ترجع الخبر ما أبي أشوف خشتك

بالرياض

مازن: طيب يا عمي... ما قصرت

رجع أبو إبراهيم للرجال وهو مبتسم بفخر.... أكيد بيشكرونه ع اللي سواه

لمازن...

. وهذا اللي صار..

دخل مازن للملحق، وحط الشنطة ع الأرض.... وبعد ما تروش تمدد ع السرير وفكر" وش بتسوي بعد العزاء يا مازن "....



بعد فتره....



نزل المطر بغزارة.... صوت المطر ذكر مازن بأيام قبل لما كان يلعب على تحت

المطر مع أروى.... طلع من الملحق وجلس ع الدرج.... ناظر بيت عمه وتنهد" وش

تسوين الحين يا أروى "....

وما درا عن أروى اللي كانت تناظر النافذة الكبيرة وشافته.... انبسطت وقالت:

مااسن

نزلت أروى من فوق ودخلت المطبخ.... الخدامة كانت تغني وهي تغسل الصحون

ما انتبهت لأروى اللي طلعت للتهوية.... طلعت أروى وراحت للملحق وهي تقول: ماااااسن... ماااسن

وقفت عند باب الملحق وطقت الباب وقالت: مااسن... مااسن

مازن اللي كان يحاول ينام.... يهيئ له أنه يسمع صوت أروى.... طنش لأن ظن أنه

يتخيل.... بس صوت طق الباب خلاه يقوم ويشغل النور.... فتح الباب وشاف أروى
واقفه وكلها مبلله من المطر....

أنفطر قلبه، هذي أروى الوحيدة اللي بقت له.... نزل لمستواها وضمها وبكى....

خافت أروى لما سمعت صوته يبكي وقالت: مااسن ليه تبكي

بعد عنها ومسح دموعه وقال: ما فيني شي

ضمته أروى وقالت: مااسن لا تلوح وتخليني... مابي أدلس عندهم أبوهم يهاوثني

شالها مازن وقال: مو بيدي يا أروى... تعالي أغير لتس ملابستس

فصخها ملابسها ولف عليها الفوطه.... حطها ع السرير وفتح شنطته.... رفع

فستان أروى وما يدري كيف وصل شنطته.... أروى كانت تراقبه، هو أبوها وأمها

وأخوها.... من فتحت عيونها وهو اللي يهتم فيها....


غير لها مازن ملابسها وحاول يجفف شعرها بالمنشفة.... تمددت أروى بالسرير

لأنها متعوده تنام معه.... جلس جنبها وسند ظهره لقاعدة السرير ومسح

شعرها....





بنفس الوقت....





نزلت صفاء من فوق وراحت الصالة.... ناظر حولها وشافت أمها وأبوها جالسين....

صفاء: يمه ما شفتي أروى

أم إبراهيم: لا... مهيب معك فوق

صفاء: تركتها تلعب ودخلت أتروش... والحين ما شفتها

أبو إبراهيم: روحي سألي التبن اللي بره... يمكن راحت له

طلعت صفاء للتهوية بجلالها.... وصلت لعند الملحق وطقت الباب... فتح مازن

الباب وشاف وحده بجلالها جاية....

صفاء: مازن أروى عندك

مازن: إيوه نايمه

صفاء: وش جابها عندك... كيف طلعت بره

مازن: هي عندي الحين تبين شي

صفاء: إيوه هاتها

مازن: ليه... خليها عندي الليلة، كلها يومين وبرجع الشرقية... أنا عارف أنها بنتكم

بس أنا ما بقى لي حد غيرها

توهقت صفاء: بس يا مازن... آآه وأبوي وش أقوله، والله بيعصب إذا عرف أنها عندك


مازن: ليه ها القسوة هذي... صحيح أروى مو أختي بس أنا مو نذل عشان أعض

اليد اللي انمدت لي... ليه تظنون إني بضرها

صفاء: براحتك يا مازن... بس تفاهم أنت مع أبوي

دخلت داخل.... وقال أبوها: لقيتيها

صفاء: إيوه عند مازن

أم إبراهيم: وليه ما جبتيها

صفاء: مازن ولد عمي مارضى يعطيني إياها وش أسوي

وقف أبو إبراهيم: لا تقولين ولد عمي... لأن أخوي ما عنده عيال

ها الكلمة دخلت فكرة براس أم إبراهيم.... عشان تتخلص من أروى....

صفاء: ما عنده عيال... يعني أروى مو بنته

أبو إبراهيم: يقول أنها بنته... ـ مشى وهو يقول: أنا ما أدري من وين طلع ها

المازن

طلع للتهوية وراح للملحق ورفس الباب.... وقف مازن لما شاف عمه جاي له....

تقدم أبو إبراهيم وعطا مازن كف وقال: يا قليل الحيا... وش سويت بالبنت

مازن متوقع ها الشي من عمه وقال: هذي أختي يا عمي.. ليه تحرمني منها

أبو إبراهيم بعصبية: أروى مو أختك... خواتك اللي بدار الرعاية اللي مثلك...

حسبي الله عليك يوم أنك مسود وجهنا... بس العتب على أخوي اللي جابك

مازن بقهر: مو ذنبي إذا أهلي غلطوا... مو ذنبي إذا أخوك يعتبرني ولده... ليه

تظن إني بضر أروى هذي أختي يا عمي وأبوي وصاني عليها

أبو إبراهيم: وصاك عليها!!... والله ما ينعرف لعبد الله يمكن هذي مو بنته

مازن: الا أروى بنته

أبو إبراهيم: أبعد الله يقرفك... ـ مسك أروى من يدها ووقفها وقال: يللا أنتي تحركي

صرخت أروى: مااااااسن... مااسن تعاال، ما أبيه يطقني

جلس مازن بعد ما طلع عمه.... جلس بطرف السرير ونزلت دموعه" راح من يحمينا

منك يا عمي رااااح "....





ببيت أبو أحمد....


غزلان: ماما وين مازن... ليه ما يجي بيتنا

أم أحمد: ما أدري عنه

أبو أحمد: هو ذاك اليوم جاله اتصال وطلع... والمشكلة منيب عارف له مكان

أم أحمد: ما عندك رقم جواله

أبو أحمد: اتصلت فيه بس تلفونه مقفل

أحمد: أنا أشوفه يتمشى مع واحد بالمدرسة... بس إني ما أعرف بيته ولا كان

سألته عنه

أبوه: من بكره... تروح أنت وزيد وتدورن أي أحد يعرف أخوك


أحمد: طيب يبه
__________________

انتهت أيام العزاء.... وصل مازن الخبر ع الساعة 11 الليل.... ناظر الشارع لكن وين

يروح.... الفلوس اللي عنده ما يقدر ياجر له غرفة.... أرتجف جسمه من الهواء....

مشى ومشى الين وقف وناظر البيت اللي تحت البناء.... دخل وجلس على

طابوقه.... تخيل نفسه صغير ويصيح في ذا المكان....

انتبه لما بدا ينزل المطر.... شال الطابوقه وحطها بالزاوية وجلس عليها.... سند

ظهره للجدار وغمض عيونه.... لكن وين يجي النوم في ذا المكان وفي ذا الجو...

. مع صوت المطر ينزل ع الحديد.... فز لما سمع صوت الرعد.... تذكر أروى لما

تخاف من الرعد تركض له وتضمه.... ما يدري عن أخبارها من كم يوم....

تنهد وقال: راح تنسيني وتنسين أبوتس... مثل ما نسيتي أمتس... الله يحفظتس

يا أروى





بنفس الوقت....




أروى ببيت عمها أبو إبراهيم.... أزعجتهم بصياحها وما على لسالنها الا مازن....

من تصحى لين تنام وهي تصيح.... كلهم أهلها لكنها ما تعرفهم.... عمها وزوجته

كارهينها لأنها دايما تصيح وتبي مازن....

عمها أبو إبراهيم بتهديد: أن ما سكتي يا أرووه... ترا أرميتس من النافذة

صرخت أروى وهي تصيح: مابي... أبي مااسن ودني حق مااااسن

أبو إبراهيم مسك أروى من شعرها: مازن مو أخوتس... أنسيه يا غبية

جت صفاء بنته وانصدمت.... أبوها حاط عقله ببزر.... قربت من أبوها وبعدت يده

عنها وقالت: يبه تراها صغيرة

أبو إبراهيم بعصبية: شيليها عني لأكسر راسها

شالتها صفاء وخذتها لغرفتها.... من جابها أبوها وهي اللي مهتمه فيها.... لأنها

تأخرت بزواج وبسبب أبوها اللي يرفض المتقدمين لها.... لو هي متزوجة كان أكبر

عيالها كبر أروى....

أروى بكت لين هدت لكن مازلت ترتجف من البكي.... لأنها فجأة فقدت أبوها

ومازن....


فتح مازن عيونه لما حس بأحد يصحيه....

الهندي: انتا ايس يسوي هنا

ناظر مازن ساعته: آآف 6 الصباح بدري

الهندي: نوم بيت مافيه هنا

وقف مازن وشال شنطته وطلع.... وقف فجأة لأنه حس بصداع وألم بحلقه.... ناظر

ملابسه ثوب بدون بيجامه تدفيه ولا جاكيت.... أرتجف جسمه" آآف هذا وقت

حراره "..
..
وقف تاكسي وركب معه.... راح لأقرب محطة بنزين واشتر له شي يدفيه.... ظل

يتمشى بشوارع الخبر.... الين أذن المغرب وبعدها راح لبيت علي.... ناظر بيت

عبد الله وتنهد، ماله مكان من بعد ذا البيت.... جلس ع الدرج ويفكر بالجاي.... ما

طال تفكيره لأنه نام....

حس بأحد يصحيه رفع راسه لينه علي.... مازن: علي

علي: هلا مازن... متى جيت من الرياض

مازن: من أمس

علي: طيب وين نمت فيه

مازن: يعني وين بفندق... نمت بنفس المكان اللي لقاني فيه عبد الله

علي: كان جيت بيتنا... يعني أنا بطردك ولا ايش

مازن: ما يحتاج... بروح لدار الرعاية هناك بيتي الأصلي

علي: لا حول ولا قوة إلا بالله... آسف نسيت عظم الله أجرك يا مازن

مازن: جزاك الله خير

علي: قم أدخل بيتنا وأكل لك شي

مازن بتعب: ما يحتاج... ـ وقف وقال: علي ممكن تخلي شنطتي عندك... أنا بروح

المستشفى

علي: سلامات وش فيك

مازن: الحرارة هدت حيلي

علي: سلامتك... تبي أوصلك

مازن: لا ما يحتاج... فمان الله

مشى مازن الين وصل للمستشفى.... بس دخل هب عليه هواء بارد وما قدر

يتحمله وطاح.... جو الممرضات وخذوه لغرفة يرتاح فيها....




بعد ساعة....



طلع علي من البقالة وهو يدق على مازن اللي مقفل جواله.... دخل الجوال

بجيبه وهو يتأفف بداخله.... انتبه لما مسكوه أحمد وزيد....

علي: نعم وش تبي أنت معه

أحمد: أركب السيارة وأنت ساكت

علي: ههههههههه ليه مسوين لي فلم أجنبي ولا الكاميرا الخفية

أحمد: أقول زيد... مسكه معي يللا

دخلوه غصب للسيارة وراحوا لبيت أبو أحمد.... نزلوا ودخلوا المجلس....

أحمد: يبه هذا علي صديق مازن

أبو أحمد: علي وين مازن

علي: ليه

زيد: احنا ندور عليه من زمان

علي: أنتم ما تعرفون إنا أبوه توفى

أبو أحمد بصدمة: صحيح!!

علي: إيوه

أحمد: ومازن وينه فيه

علي: ليه وش تبي منه... وش ها التواضع اللي نزل عليك

أحمد: يخي أفهم... مازن هو توأمي محمد واللي ندور عليه من سنين

علي بصدمة: أخوك!!




بنفس الوقت.... في بيت أبو إبراهيم....




ناظرت أم إبراهيم أروى اللي راحت مع بنتها.... التفتت لزوجها وقالت: تدري أحس

أنا صحيح أروى مو بنت أخوك

أبو إبراهيم: وش ذا الحتسي

أم إبراهيم: أسمعني شوي... أنت عارف أنا أخوك محروم من الضنا... ومثل ما خذ

مازن ورباه عنده مو غريبه تكون أروى لقيطة

أبو إبراهيم: تهقين صدق

أم إبراهيم: أكيد... أخوك من وين له يدفع عشان علاج زوجته... حتى لو جمع أمل

الله يرحمها كبيرة كيف تجيب أروى بعد ها العمر

أبو إبراهيم: بس أخوي مسجل البنت بأسمه

أم إبراهيم: أكيد زوجته قالت له... وبعدين مدري على ايش تبي تاخذ أروى... من

كثر العقارات اللي ورثتها من أبوها... كلها بيت خرابه ما يسوى شي... لا بعد

ومسجله باسمها

أبو إبراهيم: خليني أفكر






بعد يومين....





صحى مازن من النوم وجسمه عرقان.... بس يحس نفسه أحسن بكثير من

اليومين اللي راحوا.... ناظر المكان وعرف أنه بالمستشفى وتذكر أنه طاح عند باب

المستشفى.... دقايق ودخل عليه الدكتور.... وبعد ما فحصه فتح الملف اللي

بيده....

الدكتور: أزيك يا محمد

مازن: تقصدني أنا

الدكتور: أمال مين

مازن: دكتور أنا أسمي مازن مو محمد... شكلك غلطان بالغرفة

استغرب الدكتور: بتأصد ايه

مازن: يا دكتور ما لي أب ولا أهل... بالعربي مجهول الوالدين، في ناس لقوني

بالشارع وربوني عندهم... لكنهم توفوا وأنا ما عندي مكان أنام فيه... يعني

أختصروا على أنفسكم وأرسلوني لدار الرعاية

الدكتور: ايه الكلام ده... دا باباك ام بارح كان هنا... ازي تئول كده... لو كنت زعلان

مع باباك ما يصوحش تئول الكلام ده... أولي يبني عامل إيه النهار ده كويس

مازن: إيوه كويس

الدكتور: دا أنا حكتب لك خروق النهار ده... دأنت بئيت زي الحوصان

مازن: أي خروج... أقولك ما عندي مكان أنام فيه تقول خروج... وين أروح

الدكتور: متخافش يبني باباك قاي دي الوئتي وحتخرق معاه إن شاء الله

مازن: رجع وقال أبوك... قلت لك أنا مالي أهل

الدكتور حاول في مازن ومازن ما رضا يقر أنه محمد.... طفش الدكتور منه وطلع

وقرر أنه يتصل بأبوه..

بالعصر....


التفت مازن لما فتح الباب.... واستغرب لما شاف أبو أحمد جاي له.... " وش سر ها الزيارة "....

قرب أبو أحمد من مازن وضمه.... هذا ولده قطعه منه ورجعت له.... مازن أكبر علامة استفهام بوجهه....

ناظره أبو أحمد والفرحة تطل من عيونه وقال: شلونك يا محمد

مازن: بعد محمد!!... من هو محمد

أبو أحمد: أنت يا مازن، أنت ولدي محمد... ما لاحظت الشبة بينك وبين أحمد... ما

استغربت إني ما طردتك وقلت

لك الجمعيات الخيرية كثيرة.... أنت ولدي اللي ضاع من 17 سنة

مازن بصدمة: كيف ولدك... وش دراك إني لقيط

أبو أحمد: خلني أقولك عن سالفة توأم أحمد

بدا أبو أحمد يتكلم عن السالفة المعروفة.... ومازن كان يسمع له وهو مستغرب منه....

أبو أحمد: ومن يوم جيت بيتي تبي تشتغل عندي وأنا أحس بداخلي راحة... لأني ظنيتك واحد يستهبل...

جلست معك وقلبي يدق لأن كل تصرفاتك تقول أنك مو أحمد... زوجتي شافتك وبكت لأنها عرفت أنك محمد...

. عشان كذا وافقت أنك تشتغل ببيتي... لو واحد غيري كان قالك الجمعيات الخيرية كثيرة

مازن مذهول: يعني أنت... أ..أبوي

أبو أحمد: إيوه

مازن: وش اللي يثبت

أخذ أبو أحمد الكيس اللي ع الطاولة.... وطلع بيجامة أطفال وحطها قدام مازن...

. ناظرها مازن وقال: هذي مثل حقتي

أبو أحمد: إيه هذي لأخوك أحمد... وكانت أمك ملبستك الثانية باليوم اللي شالتك

الخدامة فيه... الجازي حافظت على ها البيجامة لأنها حاطه أمل برجوعك

سكت مازن وهو يناظر البيجامة.... " تذكر لما شاف بيجامته عند أغراض أمه أمل.... سأل أبو مازن عنها وقال:

هذي الملابس كانت عليك باليوم اللي شفتك فيه بالعمارة... أمل الله يرحمها

حافظت عليهم... لأنها قالت يمكن

يجي أحد يسأل عنك ".... انتبه لما شاف الأسوراة بيد أبو أحمد وقال: اسوارتي!!

أبو أحمد: وهذي اسواره شريتها لزوجتي من قبل... وبنفس اليوم اللي شالتك فيه الخدامة اختفت ها الاسواره..

. واللي اهتموا فيك فترة قالوا كان معك اسواره... أنا لما شفتك عرفت أنك ولدي.

.. وتأكدت لما شفتك توريها لغزلان

دمعت عيون مازن: ويوم أنك تدري إني ولدك ليه ما قلت لي... لو أنك تبيني

وتتمنى رجعتي كان ضميتني... كان قلت لي أنك أبوي، بس هذا أكبر دليل أنك ما

تبيني... عشان كذا أبوي الله يرحمه قال لما شاف صورة ولدك أحمد... قالي لا

تفكر أنا هذول أهلك... لأنك ما فكرت تسأل عن أبوي، يعني ما تبيني ولا يهمك

وجودي


حط أبو أحمد يده على كتف مازن وقال: شنوو ما أبيك أنت ولدي... - ابتسم بألم

وقال: من خذتك الخدامة وأنت اللي شاغل بالي... كل ليلة أفكر فيك وأفكر كيف

عايش عند القصيمي اللي خذك

مازن ودموعه بخده: من كم شهر وأنا يوميا عندك... ليه ما قالت لي أنك أبوي...

أنت عارف إنا عبد الله مات ومالي أحد بعده... حتى إني نمت ببيت يبنونه لأن عمي أخذ أروى والبيت مني
حز بخاطر أبو أحمد حال ولده لأنه تايه وماله مكان يبات فيه: كنت أظن أنك ما

تدري أنا عبد الله مو أبوك... وما بغيت أكون أنا النذل لأني مثلك مجرب

مازن: ليه أنت عشت فترة لقيط

أبو أحمد: لا... بس من صغري وأنا عايش مع أهلي... الرجال اللي كنت أقول أنه

أبوي صار عمي... والحرمه اللي أظنها أمي صارت زوجته... أنا عارف مو شي

سهل أنك تعيش عند ناس وأنت عارف أنهم مو أهلك... عارف إحساس أنك مثقل

عليهم بمصروفك وتتمنى ترد لهم الجميل... مازن قلي وش اللي خلاكم تجون الخبر

مازن: حنا ما نقلنا من الرياض الا لأن الكل صار يدري إني ولد حـ...

قاطعه أبوه: لا تقولها يا مازن أنت ولدي اللي ضاع مني

مازن: وش سميتني... ولا ما لي أسم

أبو أحمد: شدعووه ما لك أسم... سميتك محمد على أسم أبوي الله يرحمه...

- ابتسم وقال: باليوم اللي جيت لي تبي تشتغل عندي سجدت لربي شكر أنه

رجعك لي... - ضمه وقال: ألف الحمد لله لك يا رب

ضمه محمد لكن مو هذا الحضن اللي تعود عليه.... مو حضن عبد الله اللي ريحته

عود وفيه حنان الأب اللي شاله من الشارع والبرد.... ورباه عنده ومات وهو يعتبره

ولده....

أبو أحمد مبسوط.... حط يده بكتف ولده وقال: يللا يا محمد أنا عارف أنا الدكتور

بيطلعك اليوم... ولا ما تبي ترجع لبيت أبوك

محمد: أكيد برجع

طلعوا من المستشفى ومحمد يسرق النظر لأبوه اللي يسوق.... يحس أنه بحلم

حلو وما يبي يصحى منه.... ناظر البيت اللي اشتغل فيه وابتسم لأنه صار بيت

أبوه....

دخلوا الأثنين داخل.... أم أحمد كانت تتفرج ع المجلة، وما تدري عن أي شي

يخص محمد.... رفعت راسها لما شافت زوجها مع محمد داخلين....

عرفت محمد من ثوبه وقالت: زين جيت يا مازن... شلونك

ابتسم محمد: الحمد لله بخير

أم أحمد: الحمد لله... ما عليك أمر رح المطبخ وقل للخدامة تعطيك أغراض أختي.

.. أبيك تاخذهم لها مع السواق

قرب محمد منها وباس راسها وهي استغربت.... جلس قبالها على ركبه وناظرها

وعلى وجهه أكبر ابتسامة....

محمد: من عيوني يمه... بس ليه تناديني مازن وأنتي عارفة إني ولدتس محمد

أم أحمد بدون مقدمات ضمته وبكت.... ابتسم محمد وهو يسمع كلامها وكيف أنها

تفكر فيه.... فكر لثواني، وين ريحة البخور اللي لاصقه بأمل.... هذي كلها ريحة

عطورات ما يشمها الا بالمجمعات....

أم أحمد بصوت باكي: وأخيرا عرفت يا محمد... والله كل ما أشوف أحمد جالس

أتخيلك جالس معه

محمد كان يناظرها وهو مبتسم.... ما يدري وش تقول بس بداخله يردد" هذي

أمي... أمي ".... قال: وش أخبارتس يمه

ابتسمت أم أحمد: مبسوطة برجعتك يمه

دخل محمد يده بجيبه وطلع الاسوارة وحطها بيد أمه وقال: أتوقع هذي لتس

ناظرتها أم أحمد: إيوه

ناظر محمد يد أمه وقال: والله إني دايما أفكر بالاسوارة وبصاحبتها... لأنها الشي

الوحيد اللي يربطني بأهلي

أم أحمد وهي تمسح دموعها: ألف الحمد لله لك يا رب

وقف محمد وشاف أحمد واقف جنب أبوه.... تقدم منه وقال: أحمدوه مالك نيه

تسلم... ولا خايف أكسر رجلك