غـــــــــــــــادة قصة واقعية

تنفست بعمق واناانظرالى ابنتي النايمة على سريرها؛وفي غرفتها التي اختارتها بنفسها؛بل بذلت في سبيل الحصول عليها نصف ثمنها ؛والذي جمعته من مصروفهااليومي؛وهداياالعيد.....
ت؟أملتاها وقدملأت السرير؛شعرت برغبة في الضحك وانااتذكرهايوم ان كانت يداي سريرهاوصدري غطأها....
"انهاالايام تجري بسرعة رهيبة.....
لقدكبرت واصبحت عروسا......
همست بصوت مرتفع...
اطبقت بيدي على فمي؛لاادري لماذا؟
هل هو الخوف من ان تسمع؟
ام الخوف من تلك اللحظة التي ستفارقني فيها؟
الحقيقة..انني لااتصورحياتي بدونها.....
ترقرقت الدموع في عيني......
"لالن اقف في طريق سعادتها...
فلتتزوج وتذهب مع زوجها...انهاسنة الحياة....
نربي ونشقى من اجل ان يكبرن...ثم يأتي من يأخذهن بعيدا عنا....
"يارب لك الحمد"......
سألت االله الصدق ان يرزقهابالزوج الصالح الذي يسعدها.......
وسألته ان لايبعدهاعني.....
مددت يدي لأغطيها...سقط من على السريردفتراكانت تقرأه...
اخذته...منظره جميل.....
"انه دفترخاص بزميلته في المدرسة"........
اخذت اقلب صفحاته.....
تملكني الغضب...فكلمات الاغاني تملا صفحاته........
حب وغرام...عشق وعذاب....القلب المعذب....والقلب المجروح....
همست ان اوقظ ابنتي....ان اصرخ في وجهها.......
"ماهذاالعبث؟
لماذا تحضرين مثل هذه السخافات الى النزل؟
الاتخشين ان يراه ابوك فيغضب منك؟
لماذا يابنتي؟"

اسئلة كثيرة وددت ان اصرخ بهافي وجهها.......
تساءلت...
"هل هذاالكتاب لزميلتها ام"....لم استطع ان اكمل.......
انني اعرف غادة انهاتخاف الله.....
"وهل يعقل ان فتاة في سن الخامسة عشرة تكتب مثل هذاالكلام؟....
اين الام والاب عنها"؟
توقفت عندهذاالسؤال:
"واين انت عن ابنتك؟!
اناهنا...انامن عثرعلى الدفتر".......
جوابي لم يكن مقنعا...شعرت بالخوف...لم ادري ماذاافعل....
هل اوقظها؟...هل اصارحها؟
صوت والدغادة يناديني:
-ام غادة... ام غادة ......
خشيت ان يأتي ويرى الكتاب......
رسمت ابتسامة على شفتي......
خرجت من الغرفة بعدان وضعت الكتاب بين ثيابي.....
وقفت امامه....ورعشة في فمي ويدي تفضح حالتي.......
ابتسم ابو غادة....فزاد تبسمه من توتري.......
-ماالذي حدث...هل اغضبتك غادة؟
-لا...لا...تعثرت الكلمات في شفتي......
اكملت بعد جهد....انها نائمة من نصف ساعة......
-اذا....مابك؟
-لاتخف....لاشي....انني اشعربارهاق....فلم اشرب حليبااليوم.....
ردمغضبا......
-بل قولي لم اتناول طعاما اليوم....هكذاانت تهملين صحتك....وتظنين بذلك انك تحسنين الينا
....تأكدي ان ما تفعلينه له نتائج سلبية على صحتك وعلينا من بعدك.....

اغمضت عيني واخرجت الكتاب من بين ثيابي... شعرت بأنه يجب ان يعرف.... اردت ان اشركه في الأمر....
"انه يلومني على صحتي......
حتماسيلومني لوحدث لغادة امر ولم اخبره به"......
امسك الدفتر....
-ماهذا؟-وجدته في غرفة غادة...كانت تقرأ فيه قبل ان تنام.....
جلس يقرأ فيه.....
بدت على وجهه علامات الغضب.....
وضع يده على رأسه......
احضرت له كأسا من الماء....
لم يستطع ان يتناوله....
احضرت له سجادة الصلاة.....
مددت له يدي...همست له........
-قم صل ركعتين؛واناايضا س؟أصلي...لعل الله ان يوفقنا لحل هذه المشكلة......
انتهى ابو غادة من صلاته؛وقداستعاد شيئا من هدوئه وطمأنينته....
وقفت على بعدمنه.....
اشارالي بيده.....
ناولني الدفتر...وقال:
-اعيدي الكتاب في مكانه....ولاتخبريهابشئ.....
تعجبت من كلماته...نظرت اليه وقداذهلني موقفه....لم استطع ان اتحدث فقدسارع هو الى الحديث...فقال:
-ان غادة تعيش مرحلة الشباب والمراهقة....وتختلط بقريناتها في المدرسة.....فتسمع هذه الكلمات...وربما وجدت هذاالدفتر مع زميلتها فدفعهاالفضول وحب الاستطلاع لأخذه وقرأته....
-انالاالتمس لهاالعذر ولااهون من الامر...بل هي مشكلة وتحتاج الى علاج...واكنني اسألك انتي.....
-هل جلست معها وعرفت منها مع من تجلس؟ومن اقرب الناس اليها؟
-هل فتحت صدرك لها لتحدثك عن امالها وطموحاتهاظ
-هل فكرت في القيام بزيارة الى المدرسة لتتعرفي على زميلاتها...ومع من تجلس؟

-هل منحتيهاالحب الذي كنت تمنحينه اياها يوم ان كانت طفلة صغيرة؟
هذه الاسئلة جعلتني اسال نفسي.....
"متى ضممتها الى صدري اخرمرة؟
متى قبلتيها....ربت على رأسها....اثنيت عليها"؟؟؟؟
ترددفي مسمعي نداءاتي لها طيلة اليوم....
-غادة....ذاكري دروسك....
-غادة...لم تحفظي الواجب...
-غادة...نامي يابنتي....
-غادة...ماهذااللعب؟....لم تعودي صغيرة.....
-غادة...تأخرت على ابيك....البسي ثيابك.....
اطبقت بيدي على اذني.....
"مسكينة يابنتي"
تذكرتها كم مرة طلبت مني الحظور الى مجلس الامهات؛اعدهابالذهاب ولااذهب...فتعود حزينة...تسألني:
-امي لماذا لم تأت؟ لقد حضرالامهات...المعلمات يسألن عنك.....
-انني مشغولة...عملي اهم من سخافتكن...
هذاالجواب......
"انهالم تخبرني عن مجلس الامهات هذاالعام....
مسكينة...لقد اصابه اليأس"......
ايقظني من حالة السرحان التي اصابتني...صوت والدها وهو يقول:
-ام غادة...لست الملومة وحدك...اناايضاقد قصرت معها......
-لم اعد امنحها الحب....
-كم مرة حاولت ان تجلس معي...ان تحدثني...فأعتذرلها......
-بأنني مشغول...اومتعب واريد ان ارتاح......
فتخرج حزينة كسيرة......
-كنت اظن بأن الفساتين تسعدها....والحلويات تقربني منها.......
-لقدكبرت ومازلت اتعامل معها وكأنها طفلة صغيرة...تتقرب من ابيها ليلبي لها طلبا.......
-لقد ابتعدت عنها كثيرا...وهذاالبعدجعل بيني وبينها حاجزا لم تسطع ان تتجاوزه؛وانا سكت قليلا....ليشرب الماء.....

كلماته جعلتني اشعر بالذنب.....
"لقد كنت تشكو لي من بعد ابيها عنها...وكنت اظن ذلك نوع من الدلال.......
فكنت ارد عليها:
ابوك يعمل من اجلنا....ويأتي ليرتاح فلا تزعجينه"......
وقف على قدميه وقال:
-يجب ان نملأ حياتها...انا و انت......
لم افهم ما يقصد بجملته الاخيرة...وسألته:
-وكيف نملأ حياتها.......
-بالحب...بالحنان...بهما نملأ حياتها...قالها بحماس وبصوت مرتفع.....
-نعم ماتحتاجه...هذا ما تحتاجه غادة...قلتها بنفس الحماس وبصوت مرتفع ايضا.......
عندها وضعت وجهي بين يدي وبكيت بحرقة...شعرت بيده تربت على شعري رفعت رأسي لأشكره.....
لم استطع النطق...استعجم لساني...فغرت فمي......
لم تكن يده بل يدها...انها يد غادة...ابنتي.......
-حبيبتي...انبعثت من قلبي.......
احتضنتها...جففت دمعها المتاساقط...لملمت خصلات شعرها...قبلت كل شي فيها......
-سامحيني يابنتي لقد انشغلت عنك كثيرا.......
نظرت اليه...يقف قريبا قد ترقرق الدمع في عينيه بل ان دمعتين قد فرتا؛وقبل ان تسقط على الارض كانت اصابع غادة تمسحها وتقبلهما.....
لحظات غابت فيهاالكلمات وسيطر الصمت عليها......
غابت غادة بين احضان ابيها......
-سامحني ياابي....سامحيني يا امي......
-لقدكانت لحظة ضعف...اطعت فيها الشيطان......
-ابي...امي...يكفيني حبكما...قربكما...احبكما...احبكما.......
-ونحن نحبك ياغادة......

انشاءالله تكون القصة عجبتكم

رائعه لحظات حلوه بين احظان امها

اشكرك حبيبتي انا اول شي تخيلت انها مصادقه ولد انا اول شي كذا فهمت بس حلوه القصه اشكرك حبيبتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العفوحبيبتي انتي الي مشكورة على المرور الي منورالموضوع

» شاب ترك امه بالشاطئ " واقعية "
» بيت مسكون بالجن (قصة واقعية)
» ابي ارجع ايدي .... قصة واقعية
» قصة غريبة جدا ولكنها واقعية
» تبكي القلب قبل العين<<<قصة واقعية